مقالات

العروبة الحديثة..تحليل في المضامين-الحلقة السابعة بقلم د-عزالدين حسن الدياب.

العروبة الحديثة..تحليل في المضامين-الحلقة السابعة
بقلم د-عزالدين حسن الدياب.
•والعروبة الحديثة في علاقتها العضوية والجدلية مع االإسلام،بل قل في توحدها معه،تعود إليه في مواجهتها للهجمات ،الصليبية القديمة و الحديثة،وتستنجد به أمام ابديالطغيان الغربي الثقافي،بكل مايحمله من تهديد للهوية لعربيةاالعربية
ومن إصرار مسبق،على منع الأمةً العربية من بلوغ الوحدة والنهضة.
•وفّي هذه الحالة تظل العروبة في حوار مع التاريخ،وفي عمقه حدود القطر العربي الواحد التراث،وهذا معناه بالتأكيد استلهام   التراث،بشكل غير متوقف،ولكن بالتعامل المنهجي المتأني مع معطياته ومؤشراته،وليدةالواقع العربي،والمقترن أيضاً بفهم هذا التراث فهماً نابعا من نظرة الفكر القومي العربي.
•وتفهم العروبة من التراث وتجاربه بأنّ فلسطين تشغل دور ومهام الطريق إلى الوحدة العربية،فهي الموصلة إلى هذه الوحدة،لأنّها الحقيقة القومية الرئيسة في حياة العرب.
•إلاّ أنّ الوحدة العربية من منظور العروبة الحديثة،لابد إن تظل ساكنة في إيدي الجماهير العربية،وهذا معناه أن تؤسس وحودها وحضورها بين أبناء الشعب العربي،فشرعيّة استمرارها أن تبقى عملاً نضالياً شعبياً،تصنعه الجماهير العربية،بإرادتها المدنية.
•والعروبة الحديثة في حالتها الشعبية هذه تراهن ،على أهمية عودة الجماهير العربية إلى ساحة النضال القومي،متخطية منطق الحدود المصطنعة ،لأنّ حدود القطر العربي الواحد في مفهومها،هو حدود الوطن العربي كلّه،والنضال الوطني/القطري
السليم في وطنيته،هو بالتأكيد عمل قومي بامتياز.
•إنّ العروبة الحديثة،وهي تعلي شأنها الشعبي الجماهيري،تفعل ذلك مًنً مركزيتها في النضال القومي،لذلك فإنها ترى في الوحدة العربية مستقبلها،الذي لايقبل التهميش في وحدة النضال،ولعمري فهل يمكن للعروبة الحديثة القوية بقوميتها وإسلامها أن تقبل أقل من مستواها في المستقبل العربي.
ولاشك أنّ العروبة الحديثة المالكة لقوميتها تتحيّز إلى العقل،وتنتصر إلى العقلية العربية الحديثة المتحررة الخلاقة،التي
تريد أن يكون المستقبل وفق قيمها الأصيلة الجديدة.
•وكيف لا والعروبة الحديثة مهمومة بتحول الوطن العربي إلى الديمقراطية،التي أصبحت مطلبا بديهياً وضروريا للجماهير العربية،الباحثة عن دور لمدنيتها،وعن دور لمبادراتها،في تحركها الجاد نحو أهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية.
•ولن تقبل العروبة الحديثة بديلا عن صناديق الاقتراع،في وصول الشعب بكل قواه الاجتماعية إلى السلطة،وأن تكون الباب الذي تدخل منه القوى السياسية المعترك السياسي،هذه القوى التي تفتح الأبواب للمواطنة الحقة التي ينعدم فيه التمييز الديني،والطبقي،بمعناه الماركسي،والمذهبي،والإثني تحت شعار الناس سواسية في المواطنة كأسنان المشط.
•ومع ذلك فالعروبة الحديثة لابد أن تكون ثورية في معالجتها للقضايا العربية المصيرية،وخاصة القضية الفلسطينية،وقضية
احتلال العراق من الصهيونية العالمية،وقضية التخلف والعسر التاريخي،ومقولة التوحيد القومي،وهذا جوهره أنّ العروبة الحديثة،عروبة انقلابية في بنيانها ووظائفها الوحدوية،ودولتها المدنية الديمقراطية،مفتوحة لكل أبناء الوطن،وتقدم لهم الفرص المتكافئة.
•وعروبةٌ هذه مضامينها وحالها في الوسط الدولي،وحوار الحضارات وصراعها على الدور الحضاري،لابد أن ترى في قوميتها صورة حية عنّ الإنسانية،لأنّ الأمة العربيةً حاضنة للقيم والمواقف الإنسانية في تجربتها الاجتماعية.
د-عزالدين حسن الدياب.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب