فلسطينمقالات

حل الدولتين : ايّةُ سيادة للمقتول امام القاتل ! كتب المحرر السياسي-طليعة لبنان

كتب المحرر السياسي-طليعة لبنان

حل الدولتين : ايّةُ سيادة للمقتول امام القاتل !
كتب المحرر السياسي -طليعة لبنان :
في متابعة للنقاش العربي والدولي الدائر حول ما يجري في غزة وسائر فلسطين من صراعٍ مزمن مع العدو الصهيوني المحتل ، وكيفية ايجاد الحلول المطلوبة لانهاء هذا الصراع ،
تطرح في وسائل الاعلام هذه الايام صيغة “حل الدولتين ” وعلى لسان اكثر من مسؤول ومحلل ومنظّر عربي واجنبي دون الدخول في تفاصيل هذا الحل واي نوع من السيادة يحقق ، وهل هما “دولتين متساويتين” على قدم وساق من الاستقلال والقرار الحر ، لا سيّما فيما يتعلق ب” الدولة” الموعودة للشعب الفلسطيني ، وما هي مقوّماتها وهل تُنهِي الصراع حقيقةً ، ام انها تفتح الابواب لصراعاتٍ اقسى واخطر مما تعرضت له القضية الفلسطينية حتى اليوم .
في مؤتمره الصحافي الذي عقده الرئيس المصري مع المستشار الالماني بعد ايام قليلة من العمليات العسكرية التي قامت بها حكومة الاحتلال ضد قطاع غزّة ، صدر عن الرئيس المصري ” سقطتين” سياسيتين لا يمكن وصفهما ب” زلّة لسان” ينطق بهما بشكلٍ عفوي ، لولا انه يمثل ما يمثله ، كرئيس اكبر دولة عربية ، معنية بالصراع العربي مع الكيان الصهيوني ولا تترك مناسبة وطنية وقومية الا وتعبّر فيها عن تبني القضية الفلسطينية ودعمها.
واذا كان الرأي العام العربي قد توقف ملياً امام سقطة حاكم مصر وهو يدعو الصهاينة الى تهجير مؤقت لشعب غزّة الى النقب في فلسطين بدل ترحيلهم الى سيناء في مصر ، ريثما يتسنى للعدو الانتهاء من مهمته بتصفية المقاومة ، ثم يعيدهم الى ارضهم ، مفسّراً ذلك بانه لا يريد ان يفتح حرباً عسكرية مع العدو ،
فإن السقطة الاخرى اثارت الكثير من علامات الاستفهام حول ما ذكره الرئيس المصري عن ” دولة” فلسطينية منزوعة السلاح ، تم اقتراح انشائها منذ سنتين واكثر وقوبل ذلك برفض صهيوني لهذه الفكرة تماماً واخراجها من التداول .
ماذا تعني عبارة ” منزوعة السلاح “وايّ طعمٍ لها من السيادة والقرار المستقل ، وما هي المقوّمات المطلوبة لها للحياة في ظل وجود كل مفاتيح العيش للشعب الفلسطيني ضمن نطاق غزة والضفة الغربية ، موضوعةُ اليوم بيد “الدولة” الاخرى التي يمثلها الكيان الغاصب، ومحاصرة غزّة هذه الايام كشفت مدى تحكمها بمصير الفلسطينيين وهي تقطع عنهم المياه والكهرباء ، وهذه مرافق حيوية تصر ” اسرائيل” على ان يتزوّد الفلسطينيون بها بواسطتها ولا تسمح لهم التحكُم بها بدونها ، لتتركهم عطشى متى تشاء ، وفي ظلام العتمة الدائمة في ظل العجز عن تسيير اية مرافق بدون الطاقة ، اللهمّ باستثاء شركة كهرباء متواضعة داخل غزّة تنتج سويعات قليلة ، لا تعيش بدورها سوى عن مادة النفط التشغيلية ، التي تتحكم بها ” اسرائيل” ايضاً ، هذا اذا لم تقصفها وتدمرّها المرة تلوَ المرة ، علماً ان لكل ذلك ثمن تتقاضاه شهرياً وبملايين الدولارات .
هذه عيّنة من “الدولة” الموعودة للشعب الفلسطيني الذي له الحق ان يقرر مصيره اليوم، كما الغد ، وبيده تقرير المصير ، مذكّرين باتفاقية اوسلو التي على رغم انطوائها على تنازلات جسيمة ، فقد استغلتها دولة الاحتلال في بناء مئات المستوطنات حتى اليوم داخل الضفة الغربية وغلاف غزّة ، اسكنت فيها تسعمائة الف من قطعان المستوطنين ، وتسعى الى بناء المزيد وإسكان الكثير ،
فكم يتبقى للفلسطينيين بعد كل ذلك من امن وسيادة وقرار مستقل وماء وكهرباء وكيلومترات مربعة وامكانية عيش بشري كريم في ابسط الاحوال ، كي يكون لهم دولة !!لاحل الا بازالة الاحتلال واقامة الدولة الوطنية على كامل التراب الوطني الفلسطيني ،وما عدا ذاك لايعدو كونه سوى ترتيبات امنية وادارية هي اقرب الى الادارة المدنية في ظل الاحتلال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب