مقالات

طوفان الاقصى بين حرب ( التحريك والتحرير) بقلم الدكتور فالح حسن شمخي

بقلم الدكتور فالح حسن شمخي -العراق-

طوفان الاقصى بين حرب ( التحريك والتحرير)
بقلم الدكتور فالح حسن شمخي
منذ اليوم الاول لانتصار المقاومة العربية الفلسطينية في السابع من اكتوبر العام ٢٠٢٣ ، قلنا وحذرنا من فتحة الدفرسوار التي قادت البعض من العرب لاعتبار حرب تشرين ١٩٧٣ ، والتي سمية (بحرب العبور )، اعتبروها حرب تحريك ، الهدف منها هو عقد اتفاقية مشينة سميت باتفاقية سلام بين مصر والكيان الغاصب في فلسطين ، السؤال هل كانت حقا حرب تحريك ؟ الجواب ، نعم
نقول حرب ١٩٧٣ كانت حرب تحريك ، ونتقبل في نفس الوقت زعل البعض من اخوننا المصرين الذي يعتبرون السادات بطل ، لانه استعاد سيناء كما يعتقدون ، استعادة سيناء بالظاهر لكن في الباطن فان الاتفاقية كبلت مصر بشروط مجحفة ، ومن يريد ان يعرف شيء من هذا الاجحاف عليه العودة الى نصوص المعاهدة.
اليوم وبعد ٤٧ يوم من ايام القتال الضروس والعمليات المتوالية في غزة والضفة ، والدم الذي دفعه الشعب الفلسطيني الاعزل من اطفال ونساء وشيوخ ، وتدمير البنية التحتية لقطاع غزة ، والقتل والتنكيل الذي يمارسه الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية ، نستطيع القول ان الحرب هي الحرب ومن اجل تحقيق تحرير وطني وقومي وانساني ، لابد وان تبذل تضحيات هائلة اليوم ثمنها الدم الفلسطيني الزكي الطاهر ،
منذ اليوم الاول في معركة طوفان الاقصى قلنا ناصحين ، لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ، وذكرنا بما فعله القائد والرئيس الصيني ماو تسونغ ايام حربه مع اليابان ( تغليب الصراع الرئيس على الصراع الثانوي )، ثورة التحرير الفلسطينية هي صراعنا الرئيسي ومادون ذلك ثانوي .
ان من يهاجم الحكام العرب
بانهم يتحركون وفق المؤامرة الامبريالية الصهيونية لتحقيق اهدافها .. عليه ان يكون واعيا للمؤامرة الصهيونية
التي تعني بتهجير ابناء فلسطين الى مصر والاردن .. لتحقيق التغيير الديموغرافي المنشود وكذلك الابعاد الاقتصادية الاستراتيجية المعنية بمد خط بحري عبر ايلات ، وخط بري من الهند وعبر الخليج والاردن وغزة والبحر المتوسط ، والذي يتناقض مع مشروع الصين ايران العراق سوريا او تركيا، هذا اولا.
وثانيا مثلما افتضح امر ايران اليوم والتي اعلنت البراءة عن كل المسميات المذكورة اعلاه ، سيفتضح امر الجميع فيما بعد ، حينما ينتصر الشعب الفلسطيني ، واجبنا اليوم هو التحلي بالصبر والهدوء بالتعامل مع المعطيات وعلينا ان نعتبر كل الاتهامات والتنابز والمناكفة هي صراعات ثانوية وتضر بالقضية الرئيسية ، قضية العرب الاولى ، وطريق وحدتهم .
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم .
ان كنا صادقين ومخلصين للقضية الفلسطينية علينا ان نقف طويلا امام هذا الحديث ،ولانطالب الاخرين ان يفعلوا ماهو فوق طاقتهم ، فعلى سبيل المثال ان نطالب ايران الشعوبية الاستيطانية التي تستغل الاحزاب والتيارات العربية بما فيها تضحيات الشعب الفلسطيني لمصالحها الخاصة ولكي تكون لها اليد الطولى في الوطن العربي ، نطالبها بالقتال دعما لشعبنا في فلسطين ، وهذا الامر لن يحصل لان ايران تريد الهيمنة المطلقة من دون أن تواجه الكيان الصهيوني مواجهة حقيقية او تضحي تضحية حقيقية ، فايران تحرك ذيولها ، نعم ، لكنها لاتقاتل لا بشكل مباشر ولا مباشر.
كان لحرب ١٩٤٨ ، ١٩٥٦ وحرب ١٩٦٧ ، وحرب ١٩٧٣ ، ارتداد ، تجلى هذا الارتداد بثورات حدثت في البلدان العربية ، وهذا ماسوف يحدث بعد عمليات طوفان الاقصى ، فبعد ان يحقق الشعب الفلسطيني اهدافه وتضع الحرب اوزارها ، حينها سيتبين الخيط الابيض من الاسود وسيبدأ الحساب ، حساب الامبريالية الامريكية والانظمة الاستعمارية الاوربية والانظمة الاقليمية الاستيطانية التي تفكر باستباحة دماء وحرمات وخيرات العرب ، وسيأتي اليوم على الحكام العرب الخانعين الاذلاء .
اليوم صراعنا الاول هو دعم صمود شعبنا في غزة بكل مانستطيع ، وعلينا واجب كما قلت تأجيل صراعاتنا الثانوية البينية ، وان نركز على دعم حرب التحرير الشعبية التي انطلقت شعلتها من غزة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب