فلسطينمقالات

اطفالنا واطفالهم بقلم مروان سلطان

بقلم مروان سلطان - فلسطين

اطفالنا واطفالهم
بقلم مروان سلطان – فلسطين
26.11.2023
يصادف العشرين من تشرين الثاني من كل عام اليوم العالمي للطفل. وقد صادف هذا العام العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ارتقاء الالاف من المدنيين الفلسطينين شهداء فاكثر من %60 من الاطفال الفلسطينيين الذين لا حول لهم ولا قوة. هكذا هم اطفالنا وكانه قدر لهم ان لا يتنعموا بطفولتهم وان يعيشوا حياة هانئة سعيدة ليكونوا نواة بناء المجتمع ونموه وتطوره في مستقبل شعبنا الفلسطيني.
اطفالنا تستهدفهم اسرائيل عن سبق اصرار وترصد وذلك لقتل روح المقاومة والانتصار لفلسطين في الاجيال الفلسطينية الناشئة، وهذا ما يفسر قتل الالاف من الاطفال والصبيان واستهدافهم اينما كانوا ، ويفسر الاعداد الكبيرة من المعتقلين من الاطفال في السجون الاسرائيلية ، وهذا ما يفسر اعمال التنكيل التي يقوم بها الجيش في ملاحقة الاطفال اثناء رواحهم وذهابهم من والى المدارس ومحاولة اذلالهم وتعريضهم لاقسى وابشع معاملة بقوم لها الاحتلال ضد الاطفال الفلسطينين.
لقد شاء لي ان اطلع على وثيقة كان قد نقلها الاعلام العبري الرسمي ومن ثم عاد وتم مسحها من على برامجه، الوثيقة توصف انشودة مجموعة من الاطفال تحمل في كلماتها معاني الكراهية والعنف الذي يتم تعبئة الاطفال الاسرائيليون ، وتنمى فيهم تلك المعاني والمشاعر ضد شعبنا واطفالنا.
تقول الانشودة التي تحمل عنوان الصداقة ، “طائراتنا تمزق غزة اشلاءا واربا. في السنة القادمة لن نبقي منهم شيئا.وسنعود امنين لبيوتنا.
خلال عام سوف نبيدهم جميعا ونعود بعدها لحراثة وزراعة حقولنا.”. واشادت الانشودة بجيش الاحتلال الذي يقوم بحماية الاسرائيلين ويضحي جنوده بانفسهم من احل اسرائيل”.
ماذا لو ان الاطفال الفلسطينين بالنشيد للحرب على وسائل الاعلام الرسمية وقتل الاسرائليين واطفال الاسرائيليين؟ اظن ان الدنيا قد قامت ولم تقعد ، ولقامت كل اجهزة اسرائيل بتناقلها الى كل العالم ، ولسمعت ما لم يخطر على بالك من النقد اللاذع للبرامج التي يتم تعليمها للاطفال. ولرايت ان وفودا اوروبية وامريكية قد حطت في مطارات اسرائيل لتفحص الكتب الثقافية والادبية الفلسطينية، ويهمهم المانحون لقطع المنح والمساعدات…. الخ مما نعرف ونعلم.
التعليم في اسرائيل فعلا يتناول التحريض على العنف واعمال القتل ضد الفلسطينيين خصوصا والعرب عموما. وما من جهة تتصدر الانتقاد لما تحمله هذه القافة من حقن للكره والحقد ضد الشعب الفلسطيني.
المفردات التي تستعمل وتحقن به افراد المجتمع الاسرائيلي مثل حيوانات بشرية ، او الدواعش هي ما تعزز به اسرائيل اطفالها وهم الذين سيعيشون في محيط عربي وينشدون التطبيع معه!. الباحثة الإسرائيلية وناشطة حقوق الإنسان البروفيسور نوريت بيلد الحنان قد أصدرت قبل سنوات قليلة بحثا أكدت فيه أن الكتب المدرسية في إسرائيل تربي على العنصرية ونظام “الأبرتايد”.
وكشفت صحيفة هارتس سنة 2016 ان وزارة التربية والتعليم الاسرائيلية تحرض الطلبة الاسرائليين على مطالعة كتب رؤى الكراهية والعنصرية والاستعلاء ضد العرب.
كم من المرات تعرضت اسرائيل للمناهج الفلسطينية والتحريض عليها امام العالم ، وسمعناا الصيحات من هنا وهناك بضرورة قطع المساعدات عن سلك التربية والتعليم، وعند التحقق من جهات دولية يثبت عدم صحة هذا التحريض.
ان الاوان لينتبه اصحاب العلاقة والشان الى كل ما تلقنه وتدرسه وتثقفه اجهزة الكيان ضد العرب عامة والفلسطينيين خاصة. ان الاوان ان توقف اسرائيل تثقيف اطفالها بان العربي الجيد هو العربي المقبور. وان الاوان ان ينتبهوا الى شعارتهم التي يرددونها ” ولدت لاقتل العرب”. وان الاوان ان تزول شعارات رصاصة تقتل اثنين اشارة الى التحريض لقتل النساء الحوامل الفلسطينيات.
هذا اذا فكروا انهم سيعيشون في مناطق يجاورها الفلسطينيون والعرب.
ان الاوان ان يفهموا ان للطفل الفلسطيني الحق في الوجود كما هم يريدون. وان الاوان ان يفهم كبارهم وصغارهم ان حق الاخرين في الدفاع عن انفسهم ، كما يعطون لانفسهم الحق في ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب