فلسطين
استئناف الحرب على غزة سببه الرئيس ازمات الاحتلال الداخلية وشعوره بالهزائم. بقلم مروان سلطان – فلسطين
بقلم مروان سلطان - فلسطين

استئناف الحرب على غزة سببه الرئيس ازمات الاحتلال الداخلية وشعوره بالهزائم.
بقلم مروان سلطان – فلسطين
2.12.2023
———————
لم تكن هناك دواعي لاستئناف العمليات العسكرية الاسرائيلية على قطاع غزة الا شئ واحد ، الاحتلال حاول ان يجد اي صورة للنصر في المرحلة الاولى من الحرب، ولكن المشهد كان فظيعا بحيث لم يتقبله احد في العالم وادانته كل مكونات المجتمعات العالمية، عدى عن الدمار فقد اظهرت الصور في عمليات تبادل الاسرى بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي انسانية الفلسطينيين بشكل مثالي ويقابله وحشية تصرفات الاحتلال مع الاسرى الفلسطينين، وهذا بحد ذاته بحاجة الى ان يفرد الباحثون والكتاب فصولا طويلة في ابراز المقارنة في المشهدين الذي ابرزته وسائل الاعلام قبل واثناء وبعد الافراج عن الاسرى. وبالتالي فان الاحتلال يشعر بالاحباط من تلك المقارنة التي جلبت له مظهر تهاوي وانعدام الانسانية في التعامل مع الشعب الفلسطيني في واحد من القضايا التي تعتبر مظهر من مظاهر الانسانية، وشكل هذا الملف اخفاقا لدولة الاحتلال.
الجولة الاولى من الحرب وهي التي كان من الممكن ان تحقق دولة الاحتلال اهدافها او جزء من اهدافها ولكن ذلك ورغم بشاعة ما اقترفته الالة العسكرية من احداث دمار هائل وقتل للابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ وتهجير الناس واعداد الجرحى الذين تجاوزوا خمسين الفا وكذلك اعداد المفقودين من المواطنين الغزيين، الذين قضوا تحت الانقاض ويعدوا بالمئات لم تعطي كيان الاولى اي صورة للانتصار. مما شكل ازمات تكاد تنفجر في وجه رئيس الوزراء الاسرائيلي وقادة المنظومة العسكرية.
الجيش الاسرائيلي وبعد السابع من اكتوبر اصيب بانتكاسة كبيرة، سببت له منحنى سلبي في عقيدته العسكرية ، انه الجيش الذي لا يقهر. والحديث هنا يطول فهناك اعداد من كبار قادة الجيش قتلوا واخرين في الاسر لدى المقاومة الفلسطينية، وهناك ارشيف المعلومات الاستخباري . هذا عدى عن قضية الدخول الى معاقل وثكنات تلك الوحدات والحصول على كنز من المكاسب لدى المقاومة الفلسطينية والتي ادت مهمتها الاولى بنجاح تام، ودون اي خسائر تذكر والعملية تمت بابسط الادوات التي من الممكن استخدامها.
الجمهور الاسرائيلي وهو المعبئ بشكل كبير بضرورة الاجهاز على قطاع غزة ، وضرورة القيام بعملية عسكرية تزيل الارق الذي يصيب الاسرائيليين من قطاع غزة، وان هذا القطاع يشكل ارقا مستمرا للكيان، وهو ما صوره الاعلام الاسرائيلي ، بتحريض من قادة الاحتلال. وبهذا فان المشهد العام الداخلي غير مستوعب نهائيا انهاء العملية العسكرية ووقف اطلاق النار قبل ان يرى مشاهد تروي عطشه للانتقام من غزة.
المكونات لكيان الاحتلال جميعها تحمل رئيس الوزراء مسؤولية ما حدث في غزة ، وخاصة ان مشروع ابقاء حماس في غزة ودعمها واسنادها بالدعم القطري ، هو مشروع بيبي نتنياهو شخصيا في مساعيه لمنع الوحدة الديموغرافية بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وهو يسعى الى منع اقامة دولة فلسطينية في الاراضي الفلسطينية، لذا عمل على هذا المشروع ونجح في تحقيق استمرار الانقسام، ونجحت المقاومة في ترتيب صفوفها واعداد نفسها.
اطالة امد الحرب هي مصلحة شخصية لرئيس الحكومة الاسرائيلية ، لان احد الاسباب الرئيسية التي اشغلت الشارع الاسرائيلي وشكلت احد المنغصات في متابعة الشان العسكري على الحدود وهو الانشغال في قضايا داخلية الهبت الشارع العام في دولة الاحتلال ومست من دور الجيش الاسرائيلي ايضا . وهذه القضايا وجهت اصابع الاتهام لنتنياهو عن دوره في الاخفاق يوم السابع من اكتوبر.
نتنياهو يريد من هذه الحرب صورة انتصار كبيرة تشفع له امام الجمهور الاسرائيلي الذي ينتظر وقت الحساب بعد انتهاء الحرب. وهو سيذهب ويقول لهم انظروا كيف انني قتلت الالاف من الفلسطينيين ومزقت اطفالهم اشلاء ودمرت بيوتهم وهجرتهم الى اماكن اخرى. وكذلك فان القادة العسكريين يريدون صور النصر لاعادة هيبة جيش الاحتلال الذي كسرته المقاومة في السابع من اكتوبر ، وايضا القادة يحاولون جاهدين ابعاد التهمة عن انفسهم في التقصير في السابع من اكتوبر .
اعتقد ان هذا المشهد لن يطول تحت ضغط الشارع الدولي اذا ما استمر زخمه فلم يعد العالم يصدق كذب الاحتلال امام اعداد الضحايا الكبيرة من المدنيين. تعاطف العالم مع اليهود بسبب ما عانوه من اضطهاد الان يرى العالم ان ضحايا الاضطهاد العالمي يمارس الإضطهاد بابشع صوره ضد الشعب الفلسطيني.
عندما يصبح العدو مازوما ويتصرف بمنتهى البشاعة مع المدنيين والعزل ، كما نشاهده يوميا في الاراضي الفلسطينية فذلك يعني ان هذا العدو اصبح مهزوما، مهما حاول ان يصنع ويقدم نفسه انه واحة الديمقراطية في الشرق الاوسط ، فلا يمكن للديمقراطية ان تصنع قتلة للاطفال والنساء وتهجير الناس من بيوتهم والاعتداء على الاسرى المعزولين عن العالم وتجويعهم وتعطيشهم، ومنع الدواء والغذاء والوقود والماء في حربه على الشعب الفلسطيني الا لانه مهزوم ، مهزوم ، مهزوم.