
من ضغط على الزناد الفلسطينيون ام الاسرائيليون اولا
بقلم مروان سلطان
19.12.2023
———————————
في الجدل القائم والتراشق القائم من على وسائل الاعلام هنا كان لا بد للتوضيح لمن نسي او غفل ووضع المنطقة كلها في طنجرة ضغط كان لا بد لها ان تحدث انفجارا ودويا يعبر عن الحالة التي وصلت اليها الاراضي الفلسطينية. اذا ما وضعنا قطاع غزة جانبا عن يوميات الاحتلال فالقطاع كان يخضع لحصار مشدد ارهق الناس إقتصاديا وسياسيا واجتماعيا.
ودعونا نتوجه للضفة الغربية لنرى كيف هي الامور تسير والتي اخضعها الاحتلال الى سلطة عسكرية وافرغ السلطة الفلسطينية من وجودها ولم تعد تقوم بفعالياتها وخدماتها في الضفة الغربية. وهذا يعتبر انتهاكا لاتفاقيات دولية وقعت بمراسيم صفق لها المجتمع الدولي ، واشعرنا ان انجازا قد تحقق في ايجاد حلا للشعب الفلسطيني من معاناته تحت براثن الاحتلال.
الاحتلال الاسرائيل عمل بكل جهد على تعزيز الانقسام بين الضفة الغربية وغزة. وهذا يعتبر تاثير مباشر لمنع توحيد شقي الوطن بتدخل اسرائيلي، ناهيك عن رغبة داخلية فلسطينية في ابقاء هذا الوضع على حاله رغم جهود السيد الرئيس في توحيد شقي الوطن.
المستوطنين بمساعدة الجيش الاسرائيلي مارس ارهابا في كل مناطق الغربية ، من الاستيلاء على الممتلكات ، والمضايقة ومنع المزارعين من قطف المحاصيل الزراعية والتي وصلت الى حد اطلاق النار على المزارعين واستشهد العض منهم، والاعتداء على المزارعين في مسافر يطا وبني نعيم والاغوار وبالتالي كان له تاثيرا في الخسائر الاقتصادية والبشرية والمادية، ومن احرق عائلة الدوابشة وحوارة وترمسعيا ونادى بابادة الشعب الفلسطيني اليست حكومة اليمين الاستيطانية. كل هذا وما بين السطور هناك الكثير الكثير لنتحدث عنه وفي كل حادثة قصتها وضحاياها من ابناء الشعب الفلسطيني. هل نستذكر الشيخ سليمان الهذالين ايقونة النضال في الصمود والتحدي ضد التهجير القسري لقرية سوسيا وقصة استشهاده، والقصة تتكرر في كل مكان.
لم يعد هناك مكان للرعي بعدما اغلق الاستيطان وحاصر التجمعات الفلسطينية وبدأت مطاردة الرعاة في التلال والمراعي مما ادى الى تقلص المخزون الحيواني في المناطق الرعوية والبدوية الى اقل من الثلث.
وهل نستذكر المعارك الضارية بين المواطنين القاطنين في مناطق ج وجنود الاحتلال ومستوطنيه يهدمون البيوت ويهدمون المدارس والابار ويمنعون اقامة المستوصفات الطبية كل ذلك في سبيل تهجير الناس من اراضيهم وتوسيع الاستيطان ومصادرة اكثر من %60 من مساحة الضفة الغربية.
ماذا عن هدم ابار الشرب التي اقامها المانحون للتجمعات البدوية، ماذا عن الوضع المائي في الضفة الغربية والسيطرة على الابار ومنع حفر الار جديدة الا بموافقة الإحتلال.
ماذا عن نقول عن موضوع هدم البيوت بحجج عدم الترخيص في التجمعات الفلسطينية الخاضعة في مناطق ج التي ارهقت الناس ، واجبرتهم على كسر انفسهم واللجوء الى المحاكم الاسرائيلية وفي اخر الامر يصدر قرار الهدم. ولا تمنح اية تراخيص للبناء في مناطق ج من جهة الاحتلال وهي الجهة المخولة لمنح هذه التراخيص في مناطق ج.
التهجير القسري للمناطق البدوية في مسافر يطا وبني نعيم والاغوار ، امر جائر اصدرته سلطات الاحتلال ، وقد واجهته الجماهير العريضة الفلسطينية في صدورها العارية ، وما زال الامر معلقا لايجاد الوقت الذي تنقض على السكان وتهجيرهم من مناطق سكناهم. هنا نقول من ضغط على الزناد ليفجر المواجهات. انه الاحتلال.
ومن يدعو اليوم الى تهجير الشعب الفلسطيني الى دول الجوار اليست حكومة الاحتلال ومستوطنيه.
الاعتداء على الحريات الدينية والعبادات في الحرم الابراهيمي منذ سنة 1970 حيث حول محيط الحرم الابراهيمي الى ثكنة عسكرية ومن ثم ارتكاب مجزرة في المصلين حيث استشهد اكثر من خمسن فلسطينيا وجرح اكثر من مائة فلسطيني في دلك اليوم على يد جندي الاحتياط الدكتور باروخ جولدشتاين الذي كان يسكن في مستوطنة كريات اربع ومهاجر من الولايات المتحدة الامريكية، وبعد ذلك تم تقسيم الحرم الابراهيمي بين المسلمين واليهود بقرار لجنة قضائية تسمى لجنة شمغار. وهل نتحدث عن الاقصى ومحاولة تقسيمه زمانيا ومكانيا بين المسلمين واليهود ، ووضع الاحتلال الشرطة الاسرائيلية تحاصر المسجد ، وها هي تمنع المصلين من زيارته واداء شعائر الصلاة. اليست المسيرات الذي كان ينظمها بن غافير الى الاقصى استفزازا لمشاعر المسلمين في كل ارجاء المعمورة. اذن من هو الذي بدء الحرب وضغط على الزناد؟
ومن الناحية الامنية فقد اصبحت كل مناطق السلطة ، تخضع للعمليات الامنية الاسرائيلية ويواجه السكان خطر الموت في كل لحظة في تلك المناطق التي تخضع للعمليات العسكرية الاسرائيلية، واستشهد المئات في هذه العمليات اعتقادا منهم ان هذا يوفر الامن لهم والحقيقة هذا فشل ذريع في العقيدة الامنية الاسرائيلية . كيف يوفر الاحتلال الامن واصبحت صناعة الصواريخ متوفرة لمن يريدها ، او الطائرات المسيرة ممكن ان تصل الى مكان وتحمل المواد المتفجرة، اختلفت الاساليب والامن لا يحققه الا تحقيق الامن للطرف الاخر ، القوي لم يعد قويا والضعيف لم يعد ضعيفا ، هكذا انقلبت المفاهيم والعقائد ، وما يحدث هنا وهناك هو البرهان على ما نقول. لقد حاصرتم وضغطتم الشعوب فانفجرت، ولا يمكن ان يستمر احتلال شعب بقوة السلاح ، فالطريقة الاخرى اجدى وانفع لمن يريد الامن لشعبه .
ولا اريد ان اتحدث عن المشاكل الاقتصادية ، والبطالة ومنع الحركة وكل الامور اللوجستية التي تمت مضايقة الشعب الفلسطيني فيها. تحدثتم عن السلام الاقتصادي وكان الشعب الفلسطيني مشروع استثمار لرفاهية الشعب الاسرائيلي ، ولم تحسنوا الفهم والاستفهام ان هذا الشعب له تطلعاته ورغبته بالحرية والاستقلال رغم ما تعرض له من عدوان وظلم وجور تاريخي ، واستمرت النكبة الفلسطينية والمجازر التي لحقت بسببكم التي قامت باحلال شعب مكان شعب اخر . وهل الشعب الفلسطيني من يضغط على الزناد؟.
طائرتكم اليوم تقصف التجمعات المدنية وتقتل الاطفال وارتقى الى ربهم الشهداء ب الالاف من الشعب الفلسطيني ثلثيهم من الاطفال والنساء، وما زلتم تقتلون. كيف لهؤلاء الاطفال ان ينسوا وقد فقدوا أحبائهم، وذويهم ومهجة قلوبهم، اقول ذكراكم مؤلمة ، ولا تلوموا الشعوب عندما تدافع عن نفسها. بالامس قتلتم جنودا من جنودكم يرفعون الراية البيضاء في غزة وهذا دليل فاضح وواضح انكم تقتلون ولا تفرقون بين مدني اعزل ومسلح. وهذا هو بيت القصيد.
كل الذي ذلك غيض فيض ، يومياتكم تملئ الصحف ، واثاركم ترى حيث الدماء تسيل ، وهذا لا يحقق امنا ولا نصرا. ومهما حاولتم ان تخفوا عين الحقيقة ، قتلتم شيرين فنبتت في قلوبنا وحاولتم قتل الدحدوح فاصبح ايقونة الاعلام في كل الدنيا ، وقتلتم سامر فاصبحت اغاني ابنه لابيه مصدر عز وافتخار لكل فلسطيني. العالم يتحدث عنكم انكم سبب لتهديد السلم والامن العالمي، فهل الفلسطيني هو من عكر صفوكم واثار الغبار عليكم؟
راجعوا نهجكم وقراتكم ويومياتكم؟ ليتوقف قتل الناس والاطفال والنساء .
نعم لحق الشعب الفلسطيني في الحياة بحرية واستقلال.