مقالات

التنكيل بالاسرى الفلسطينين يثير حفيظة المجتمع الفلسطيني بقلم مروان سلطان

بقلم مروان سلطان -فلسطين -

التنكيل بالاسرى الفلسطينين يثير حفيظة المجتمع الفلسطيني
بقلم مروان سلطان
23.12.2023
——————————
يا ظلام السجن خيم انا نهو الظلاما،
فليس بعد الليل الا فجر مجد يتسامى
منذ تسلم الوزير بن غفير ملف شؤون الاسرى في حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، واتخاذ سياسات جديدة تعزز التطرف في استهداف الاسرى ، وهذا الاستهداف يصيب كافة قطاعات المجتمع الفلسطيني. مما لا شك فيه ان بن غافير لديه خطة للتشويش على الحركة الاسيرة تتضمن اجراءات تعسفية بحق الاسرى تضع الحركة الاسيرة امام تحديات جديدة وصعبة.
ولعل اخطر ما واجهته الحركة الاسيرة الاعتداءات التي يقوم بها وحدات امن السجون وادى ذلك مؤخرا الى ارتقاء عددا من شهداء الحركة الاسيرة ، وكان اخره الشهيد ثائر ابو عصب ، حيث افادت التقارير ان تسعة عشر من حراس السجن ابرحوه ضربا ونزف حتى الموت. الشهيد ثائر ليس الاول وهو ليس ايضا الاخير ، فالحركة الاسيرة دخلت في نفق معتم مما اثار حفيظة الشارع الفلسطيني، ورفع من وتيرة الغليان في الاراضي الفلسطينية.
الاسرى الذين تم الافراج عنهم مؤخرا في عملية التبادل بين حركة حماس ودولة الاحتلال ذكروا ان الاجراءات الجديدة المتبعة في السجون رفعت من وتيرة العنف حيث يقوم السجانين باعمال ضرب وتم تقليص عدد الزيارات المعتمدة للاهالي، وتقليص كمية الطعام للاسرى ، بحيث اصبح كل احد عشر شخصا بقدم وجبة لهم لا تكفي لثلاثة اشخاص. يقول احد الاسرى نحن نتحمل الجوع فكنا نؤثر الاشبال على انفسنا في الطعام فهم يحتاجونه لبناء أجسادهم، ومنع ما يسمى بالكنتينا، وسحب الاغطية التي يتغطى بها الاسرى فاصبح كل مجموعة
لهم غطاء واحد في ظل برد قارس، وسحبت منهم الغيارات الداخلية ، ومنع عنهم الكتب واكمال التعليم ، وقلصت حصة المياه لاغراض الشرب والاستحمام…… وهناك امور اخرى لا حصر لها.
لقد خاضت الحركة الاسيرة عبر تاريخها الطويل معركة حضارية قدموا فيها الشهداء والتحق بالركب في هذه المسيرة ما يزيد عن مليون ونصف فلسطيني منذ سنة 1967، وكانوا نواة صلبة في مقارعة الاحتلال ومرجعية للحركة الوطنية الفلسطينية حافظت على نسقها ، وبرنامجها الوطني الفلسطيني، فكانت مركزا تعليميا استطاعت ان تتقدم وتخرج الاجيال في اللغات والثقافة والعلوم المختلفة. وتميزت هذه الحركة في تماسكها ووحدتها وصلابة قراراتها، ما قبل الانقسام الفلسطيني الذي اثر بشكل سلبي على منهجيتها.
وتعرض الاسرى لاخطر محاولات لكسر ارادتهم ، فتعمد الاحتلال الاهمال الطبي للمرضى منهم مما ادى الى ارتقاء العديد منهم شهداء بسبب ذلك. والحديث عن الدخول في الاضراب الذي خاضه الاسرى بما يسمى اصحاب الاحكام الادارية فقد حقق نتائج ملموسة والافراج عنهم .
ستبقى الحركة الاسيرة الخاصرة التي ادمت القلوب للاباء والامهات والعائلات وللشعب الفلسطيني كله حتى يتحرروا من براثن الاحتلال.
لن يهنئ بال الشعب الفلسطيني حتى يتم تبيض السجون الاسرائيلية ويتم تحريرهم من الاسر، ويعودوا الى عائلاتهم وذويهم، وهذه من القضايا التي تؤرق المسؤولين الفلسطينين حتى يتم تحريرهم من الاسر.
قضية الاسرى بدون ادنى شك ، تؤثر على الاستقرار وتؤدي العبث فيها الى انفجار شعبي كبير، يصعب بعدها انهاؤه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب