مقالات

 حيونة الانسان   بقلم الدكتور عبدالخالق الختاتنة

بقلم الدكتور عبدالخالق الختاتنة

 حيونة الانسان 
 بقلم الدكتور عبدالخالق الختاتنة
لمن تكون الغلبة في العملية الصراعية بين انسنة الانسان و حيونة الانسان و تشيء الانسان ؟، في العالم الثالث لا تبنى السلطات على أسس عقلية متفق عليها ، او تتبع حدود دنيا من العقل ، الطروحات النافذة التي تاخذ شكل سطوة القانون والسلطة والاجبار لا الاختيار ، تتخذ اتجاهًا واحدًا محددًا و مقولب وفق مصالح فئات نافذة ، تتحول فيه الغلبة الى قوانين ودساتير فاعلة ، وفق صيغ فرض قائم الاوضاع على ماهي فيه ، لا مانع معها الى تحويل الانسان والمجتمع والدولة الى قيم شيئية وشكلية، ولا مانع ان تحمل تناقض قائم ، ظاهره شي وجوهره شيئًا اخر كلياً ، ولا مانع بتاتاً ان يتحول الناس الى مجرد ارقام مجردة ، مثل الارقام الحسابية في الجمع والطرح والقسمة والضرب ، فتكون حسابية الية ميكانيكية صامتة و معزولة ، تتحرك وتتبعثر وتجمع وفق مقتضيات الية الرغبة ، مرفق معها فلسفة شيطانية في إضفاء ابعاد انسانية وبشرية غير موجودة اساساً، وفاقدة للحس الانساني والبشري ، فتكون حيونة الانسان اهداف فعلية وسامية ، و مرحلة سابقة الى مرحلة لاحقة في الشيئية ، فليس مهم عاش الانسان او مات اكل او لم ياكل ، ولاضفاء الشرعية على شيئنة الانسان ، تفعل اطر شيطانية تنقل الناس الى مراحل ما قبل التاريخ في الاستعباد والاستبداد ، يكون معها فرعون مصر و نمرود العراق نماذج ديمقراطية مقارنة مع النماذج العربية الراهنة ، وتكون نماذج فرعون والنمرود نماذج رحمة لا عذاب وقهر واستبداد ، نماذج فراعنة العصر تقدم باساليب و طبائع الحداثة و ما بعد الحداثة لتساق مع العصر وروح العصر ، لكنها عصر وطحن غير طبيعي لكل قيم الوجود الانساني ، ولعل نماذجنا العربية رائدة و سباقة في الابداع في طرح نموذج حيونة وشيئنة الانسان .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب