عربي دولي

تبون يتحدث مع ماكرون عن زيارته لباريس في 2024- (تدوينة)

تبون يتحدث مع ماكرون عن زيارته لباريس في 2024- (تدوينة)

الجزائر / وكالات

مع عودة الدفء لمحور الجزائر باريس بعد أشهر من التوتر، يُرتقب أن يُتم الرئيس عبد المجيد تبون زيارته لفرنسا ربيع هذا العام.

وفي مكالمة هاتفية تبادل فيها الرئيسان عبد المجيد تبون وإيمانويل ماكرون التهاني بمناسبة حلول السنة الميلادية الجديدة، تم التأكيد مرة أخرى على “الزيارة المرتقبة” للرئيس الجزائري إلى فرنسا، وكذا العلاقات الثنائية، وفق ما أورده بيان مقتضب للرئاسة الجزائرية.

ويأتي تأكيد الزيارة بعد أيام من حديث وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، بأن زيارة تبون إلى فرنسا لا تزال محل تحضير، وذلك في حوار أجراه مع الإعلامية خديجة بن قنة عبر منصة “أثير” التابعة لقناة الجزيرة على هامش مشاركته في منتدى الدوحة الذي استضافته قطر.

وذكر عطاف بعض التفاصيل التي كانت محل التردد الجزائري في إتمام الزيارة، منها أن “البرنامج كان يتضمن زيارة إلى قصر “أمبواز” وهو قصر سُجن فيه الأمير عبد القادر وعائلته ودفن فيه أيضا البعض منهم”. وأبرز الوزير أن الجزائر طلبت من فرنسا تسليمها سيف وبُرنس الأمير عبد القادر في سياق الرمزيات المتعلقة بالزيارة، غير أن ذلك قوبل برفض فرنسي لأن ذلك يتطلب صدور قانون خاص بتسليم هذه المقتنيات وفق الطرف الفرنسي.

وقبل نحو شهرين، تحدثت مصادر إعلامية فرنسية عن توافق جزائري فرنسي على إتمام زيارة تبون إلى باريس ربيع العام الجاري، دون تحديد تاريخ معين لها.

ونقل السفير الفرنسي السابق في الجزائر، اكزافيي دريونكور في مقال له بصحيفة لوفيغارو، عن الصحفية كاثرين ناي، أن زيارة الرئيس الجزائري إلى باريس باتت أكثر قربا.

وبحسب هذه التسريبات، فقد تلقى تبون دعوة من ماكرون نقلها له السفير الفرنسي في الجزائر. كما أكد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، وفق نفس المصدر، خلال زيارته إلى الجزائر في تشرين الثاني/ نوفمبر، هذه الدعوة لزيارة باريس في الربيع، على الأرجح بعد شهر رمضان.

وفي العام الماضي، تم تأجيل الزيارة مرتين، حيث كانت مقررة في شهر أيار/ مايو ثم حزيران/ يونيو، لأسباب معلنة تتعلق بالأجندة. لكن ذلك لم يكن ليخفي الانزعاج الجزائري من تحويل الجزائر لمادة للنقاش السياسي الداخلي في فرنسا بعد الدعوات المتكررة من اليمين لإلغاء اتفاقية التنقل بين البلدين لسنة 1968، ثم الهجوم الفرنسي على النشيد الوطني الجزائري بعد مرسوم جديد يوسع استخدامه بشكل كامل في المناسبات الرسمية بما في ذلك المقطع الذي يتوعد فرنسا بالحساب.

ويثير مشروع زيارة تبون انزعاج أطراف يمينية في فرنسا تتخذ موقفا عدائيا من الجزائر. وأبرز دريونكور الذي تحول في الأشهر الأخيرة إلى مرجعية لليمين، أن ماكرون من خلال دعوته لتبون، يؤكد أنه ماض في مشروع التقارب مع الجزائر مهما كلفه الأمر، فهو يقوم بذلك “على الرغم من الانتقادات والإهانات القادمة من الجزائر وعدم التعاون في مكافحة الهجرة غير الشرعية، وعلى الرغم من التقارب بين الجزائر وروسيا، وعلى الرغم من التدخلات الجزائرية في السياسة الداخلية الفرنسية خلال أعمال الشغب في يونيو 2023 (عقب مقتل الشاب نائل) وعلى الرغم من رد فعل المغرب”.

ويعتقد السفير السابق أن فرنسا تفعل ذلك لأسباب أبرزها أمل باريس في أن تساعدها الجزائر بمنطقة الساحل، ورغبة فرنسا المعلنة بوضوح، في محاولة استقرار الجزائر، أي جعلها لا تتبع الأمثلة التونسية أو المثال الليبي الأسوأ.

أما من الجانب الجزائري، فتريد السلطات أن يكون لهذه الزيارة نتائج ملموسة بغض النظر عن الجوانب الرمزية لها، وهو أكده الرئيس تبون في حديث سابق عندما قال إنه يرفض أن يجري زيارة سياحية لباريس ويطوف بالشانزيلزيه دون أن يعود بالملموس.

وتبحث الجزائر الرفع من قيمة الاستثمارات المنتجة لفرنسا على أراضيها، ومنح تسهيلات في مسائل التنقل، كما تؤكد على ضرورة تسوية الملفات العالقة بموضوع الذاكرة مثل تسليم الأرشيف، والتعويض عن التجارب النووية في الصحراء الجزائرية وغيرها من المسائل.

– “القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب