مقالات
إيقاف الحرب لا يعني في كل الأحوال مكافأة المتحاربين ومن أشعلها بقلم:-أ. محمد عثمان أبو شوك
بقلم:-أ. محمد عثمان أبو شوك -السودان -

إيقاف الحرب لا يعني في كل الأحوال مكافأة المتحاربين ومن أشعلها
#الهدف_آراء_حرة
بقلم:-أ. محمد عثمان أبو شوك
المسألة في وجهة نظري واضحة وضوح الشمس: الانقلابيان قادة الحرب العبثية محشوران في زاوية ضيقة لا مخرج منها.. القياداتان العسكريتان لطرفي الحرب العبثية أدركتا من واقع سير المعارك ورد فعل الشعب والقوى الإقليمية والدولية، أن أحلامهما في كسب الحرب وبالتالي السيطرة على مقدرات البلاد، أصبحت، وتصبح يوما بعد يوم في كف عفريت، حتى وإن بدا أن أحد طرفا الحرب متقدم ميدانيا..
لذلك أخذ الطرفان في تحشيد القوى الشعبية حولهما استباقا لمفاوضات جيبوتي.. البرهان وطغمته اختاروا ما يسمونه المقاومة الشعبية طريقا لإظهار قوتهم وشعبيتهم، بكل ما يتضمنه ذلك من حشد قبلي وتعلق بأستار شعارات الكرامة والدفاع عن الشرف والدين. حميدتي وطغمته اختاروا طريق دغدغة أشواق جماهير انتفاضة ديسمبر المناضلة من أجل الحكم المدني الديموقراطي.
الطرفان اللذان انقلبا على انتفاضة الشعب، وقتلانا بدم بارد، يحلمان بالعودة وغسل أيديهما الملطختين بدمائنا عبر بوابة إيقاف حرب عبثية هما من أشعلاها، وعبر شعارات التصافي الوطني..
لا بأس في إعطائهما الفرصة لإيقاف الحرب التي أشعلاها واكتوينا بنارها ..
ولا بأس في الاتصال بهما وبمن يقف ورائهما خارج البلاد لإيقاف هذه الحرب العبثية.. فهذه مسؤوليتهما وحدهما دون غيرهما، وعلى كل طرف منهما أن يقوم بما يجب عليه القيام به لإيقاف هذه الحرب..
علينا أن نعلم، أن الطرفين المتقاتلان على أجسادنا يعلمان تماما أنهما يواجهان الشعب والعالم كله وظهرهما إلى الحائط، فليس بمقدورهما ماديا أو سياسيا أو أخلاقيا الاستمرار في هذه الحرب..
فلماذا يريد البعض تقديم طوق النجاة لهما وهما يغرقان؟
ولماذا يريد البعض تجريب المجرب؟
هما أشعلا حربا اعترفا بعبثيتها، وعليهما أن يذهبا للتفاوض في جيبوتي أو غيرها لإنهاء هذه الحرب.
أما مستقبلنا السياسي فهو أمر يخص الشعب وقواه السياسية والنقابية والديموقراطية، ويخص بالدرجة الأولى الصامدون في بلادنا رغم القتل والاعتقال والتصفيات من طرفي الحرب العبثية.
______