مقالات

​انا بشوف كل اطفال العالم مش عايشين زينا بقلم مروان سلطان – فلسطين

بقلم مروان سلطان - فلسطين

​انا بشوف كل اطفال العالم مش عايشين زينا

بقلم مروان سلطان – فلسطين

21.1.2024

هذه الكلمات لطفلة فلسطينية من غزة ، وعت كل تلك الاحداث الرهيبة من اصوات المدافع وازيز الطائرات المرعب وفقدان الاهل الاباء او الامهات او الاخوة او الاحبة او كلهم ليبقى الطفل وحيدا يواجه القتل او الاصابة والخوف والرعب الذي يواجهه اطفال غزة ، ليس لشئ الا لانهم . 

الجنود كان بعضهم يبحث عن الاطفال ليقتلوهم ولما ياسوا اخذوا يبحثون عن الرضع لقتلهم فقط لانهم فلسطينيون. نحن لا نتحدث في موضوع انشائي ، لقد شهدنا افلاما لجنود يتبجحون في ذلك.

لقد كبر اطفالنا في اجواء الحروب ومنذ مائة عام ونحن تتعرض بلادنا الى حروب تلو الحروب فعاش اطفال الماسي كلها من تهجير وقتل وردم وفقدان الاهل والتيتم والخوف والرعب  وكل اجواء ومناخات الحروب ومشاهد الجنود ومواجهة الدبابات وقذائف الطائرات.

الاطفال في كل مكان يعيشون في اطار الحماية الاجتماعية ، وتعمل الدول على تقديم افضل الخدمات واجملها لينعم ابناؤها في طفولة جميلة، الا في بلادي ، حيث تعيش الطفولة بذاكرة مريرة تاخذهم الى عالم يصعب التخلص من اثاره في كل مراحل النمو والتطور حتى مراحل الرجولة التي ستمضي معهم تلك الذاكرة الاليمة.

في وطني المحتل يطارد اطفالنا في البيوت والمدارس والشوارع والملاعب ، وما زال اعداد من الاطفال يقبعون في سجون الاحتلال ويخضعون للتعذيب النفسي والجسدي، وكثير من اطفالنا ارتقوا بسبب ملاحقة الجنود . اطفالنا ولدوا بحق رجلا ولم يعرفوا معنى للطفولة لقد سرق منهم المحتل اعمارهم وزمانهم ليعيشوا زمن الكبار وسنوات الثورة فخلقت في نفوسهم كل مواصفات الثوار ، يطلبون الحرية مثل كل شعوب الارض.

الشعب الفلسطيني تعد نسبة الاطفال عالية  وتشكل %44  من المجتمع الفلسطيني، في تركيبته فهي تقارب النصف ولذا فهو مجتمع فتي ، يتمتع بالحيوية، ولكن الحروب هي اكثر الاسباب التي تصيبه في مقتل، فالحرب التي يفرضها الاحتلال على غزة اكثر ضحاياها الذين ارتقوا الى العلى شه داء هم من الاطفال ،

الحديث عن عذابات اطفالنا يطول ولا ينتهي لقد ذاقوا الامرين في هذه الحرب اللعينة التي بحق اخذت نصيبا من اجسادهم ونفسياتهم وعذاباتهم. انهم يتكلمون بصدق عواطفهم ، فتمزق القلوب احاديثهم، انهم لم يصدقوا ان هذا يحدث لهم وانهم يروا الة البطش والقتل تمر من فوق اجسادهم. 

لقد خلقت الحرب والحصار الاسرائيلي عل الفلسطينين واقعا اقتصاديا صعبا ففي غزة ايام تمضي عليهم والجوع ياكل منهم وطرا.  وللحصول على بعض الغذاء يقف الاطفال والنساء لساعات طويلة تبدء منذ الصباح الباكر ويمضي النهار للحصول على بعض الغذاء من تلك المؤسسات التي تقدم المعونة للمدنيين المحاصرين، وان حظوا ببعض الاكل فانها لا تسد جوعهم ولا تعينهم على نمو اجسادهم الهزيلة. اطفالنا في غزة اليوم حلمهم خيمة تظلهم من المطر ، ولقمة خبز تعينه على حمل هذا الجسد الهزيل، وشربة ماء تروي ظمأه ، اليس هذا يكفي ايها العالم الظالم؟

ان مشاهدة اطفال غزة اليوم كافية لتؤرق اعين الجاحدين ، وتبكي القلوب القاسية ، الا يكفي ذلك!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب