مقالات

البناء السليم للعلم والتربية بناء سليم للوطن والمجتمع   بقلم ا.د.علي عطيه الرفاعي

بقلم ا.د.علي عطيه الرفاعي -أكاديمي جامعي -العراق

 البناء السليم للعلم والتربية بناء سليم للوطن والمجتمع

  بقلم ا.د.علي عطيه الرفاعي

اطلعت على حوارات زملاء بشأن واقع العلم في العراق اليوم. فشاركت بتلك المقالة، توضيحية توجيهية تحذيرية.انشرها عامة.

هذا نهج تجارة بالعلم خلفه أصحاب رؤوس أموال، وهو يشمل مجلات وتأسيس جامعات، وفي الدول النامية او المتخلفة بضاعة رائجة. لم توجد تلك الحالات، في الستينات والسبعينات والثمانينات وكان النشر مجاني و هيئة التحرير تضم أساتذة لقبا وشهرة علمية  سواء في أمريكا او انكلترا او أوربا.اذكر  ان مجلة في المانيا قد كانت تنشر وجهات نظر غير مسؤولة عن قيمة البحث علميا او اسلوب اعداده، مقابل اجر معين  وكثر الناشرون!!  لقد عرفتها  من خلال عراقي كيميائي خريج كلية العلوم/ جامعة بغداد في السبعينات،  حيث نشر بحثه هذا على مواقع التواصل الاجتماعي متفاخرا بتفنيد  نظرية اينشتاين!!! ومصدر نشره للموضوع  كان تلك المجلة. فاستغربت  حيث ان بحثه مثير للضحك . حاولت ان اعرف حقيقة تلك المجلة فعرفت انها مجلة طرح أراء تنشر باجور ولا تسأل عما يقوله الباحثون. يبدوان هذه  الظاهرة تنتشر اليوم وتدعي نشرا محكما علميا!!.. وهذه احد ظواهر إفساد المجتمع ودفعه نحو المجهول

انني  ادعو وأنصح أبناءنا من درسوا تحت مسؤوليتنا العلمية وهم أساتذة ورؤساء جامعات وعمداء ورؤساء اقسام، عدم الانخراط في هكذا مسيرة تتاجر بالعلم والتربية وخلق أجيال جاهلة وتدعي علما. انها مسؤولية وطنية وقيمية، نعم اقرا اسماء لمجلات غريبة. اذكر ايضا خلال السبعينات ١٩٧٠-١٩٨٠حين كنت رئيس الجمعية العراقية للفيزياء والرياضيات قد اصدرنا مجلة علمية محكمة في هيئة تحريرها علماء  اجانب مشهورين مثل احمد عبد السلام حامل جائزةنوبل في الفيزياء ومدير عام المركز الدولي للفيزياء النظرية في تريستا في ايطاليا/ تابع لليونسكو، وكذلك مجلة علمية ثقافية تنشر مقالات ثقافية علمية ويحكم المقال  حسب قيمة المعلومات ونوعية الكتابة. وايضا عند تاسيسنا لاتحاد الفيزيائيين والرياضيين العرب ١٩٧٦ اصدرنا المجلة العربية للفيزياء والرياضيات، وكان هيئة تحريرها علماء عرب وعراقيين واجانب، وكنا نبعث بحوثا للتقويم خارج العراق وبعضها لأصدقاء وترفض. اليوم العراق مع الأسف ضحية جهل وفوضى تربوية علمية يقودها تجار بالعلوم والتربية.  

أكرر النداء لمن نثق بهم ان لا يقعوا في ساحة كهذه ويكونوا قدوة للإصلاح ضد التخريب

. اللهم احفظ العراق سيادة وتربية وعلما وقيما أمام هجمة جاهلية يقودها عملاء للاجنبي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب