نحن لا نتكلم عن انعدام الانسانية نحن نتكلم عن جرائم حرب في غزة. بقلم مروان سلطان – فلسطين
بقلم مروان سلطان - فلسطين

نحن لا نتكلم عن انعدام الانسانية نحن نتكلم عن جرائم حرب في غزة.
بقلم مروان سلطان – فلسطين
25.1.2024
هذه القصص وحكايات الحرب نقوم على تدوينها حتى تكون شاهدا على بشاعة انسانية القرن الواحد وعشرين، على بشاعة المدنية على بشاعة الحضارة . كل القصص التي تدون يدونها عادة الاقوياء ، والتاريخ يكتبه المنتصرون. كل الاتهامات السلبية تكال الى المهزومين والضعفاء على مر التاريخ. الارهاب كلمة دوت في سماء الصراعات وعلى مختلف الازمنة والعصور وبقت تلاحق الذي ناضلوا من اجل حريتهم. وكل البشاعات والقذارات التي يرتكبها المستعمرون هي تقع في الدفاع عن النفس والحرب على الحيوانات البشرية، والقضاء على الدواعش.
طبعا لا ننكر ظهور حركة داعش الارهابية والتي هي كانت صناعة المحتلين لدعم نفوذهم وبرنامجهم في الاستمرار في برنامجهم الاستعماري. وفي ظل هذا الصراع يقع المحظور وترتكب الجرائم بحق الانسانية وحروب الابادة ، والعنصرية ، وجرائم الحروب.
كثيرة هي الحكايات والوقائع التي تحدث في ظل الحروب ، منها ما يكتشف والكثير منها يبقى في طي الزمان والتاريخ. فعلى سبيل المثال حكاية مذبحة الطنطورة التي حدثت في سنوات النكبة بعد العام 1948 ، لم يتم الحديث عنها وكم من مذبحة ومجزرة حدثت دون الكشف عنها، او معرفة تفاصيلها، فقصة قصة الصحفي وائل الدحدوح وما تعرضت له عائلته من الاستهداف قد تم معرفتها ورصدها، ولكن كم من دحدوح غير معروف لنا قد تعرض لمثل هذه الجرائم دون ان يعرف عنها احد، او يتم تدوينها في السجلات او تلقطها عدسات الكميرات.
لعل الحرب على غزة ، اراد الاحتلال ان يدونها ويحكيها من زاوية ما يرويه عن الحرب فقط من خلال ما يصدر عنه من اعلام وتصريحات ، فقام باستهداف العشرات من الصحفيين ، وهدد اغلبيتهم بالقتل ، ومنع الصحافة الاجنبية من الدخول الى ساحة المعارك ونقل تفاصيل ما يحدث من عمليات عسكرية تتخللها قصص الناس وتاثيرات الحرب عليهم من استهداف او تجويع او تعطيش ، او كهرباء . قصص تتحدث ان فقدان الامن الغذائي والصحي والاجتماعي، والسياسي.
في قصة نشرها الاخ والصديق جمال زقوت على صفحته، كيف قام الاحتلال الاسرائيلي بالمرور بسيارة عسكرية في قطاع غزة من فوق سيدة حامل ذهابا وايابا مرات عدة حتى خرج الجنين من احشائها وارتقت الام وجنينها على اثر ذلك، جريمة حرب قد علم عنها. وهل هناك جريمة حرب الشع من قيام الجرافات العسكرية الاسرائيلية التي قامت بدفن الاحياء من المحتمين في ساحة احد المشافي في غزة ودفنهم احياء. كيف لا نتحدث عن جرائم حرب وقد قصفت المشافي من الطائرات والدبابات، وقطعت عنها الكهرباء وتاثر المرضى الخدج الذي يعيشون على الاوكسجين في حاضنات خاصة، وتاثر اصحاب التنفس الصناعي، وتاثر مرضى غسيل الكلى ليفقدوا جميعا قدرتهم على العلاج، انها جرائم حرب.
وهل ننسى التضور جوعا من الناس والاطفال والنساء، الذين اصبحوا يصنعون الخبز من علف الحيوانات ، ويتساءلون عن راي الدين في اكل القطط…. الخ ، هذه جرائم حرب. ومع حجم التدمير الذي لحق بالسكن من خلال قصف الاحياء السكنية على رؤوس ساكنيها ، ليفقد القطاع % 70 من منازلها واحيائها السكنية، الاسلحة والقنابل والصواريخ التي استعملت بعشرات الاطنان اصابت كل سم2 في غزة لتكون ذات تاثير على من الانسان لما تحمله من اثار مواد مضرة للبشرية تحتاج الى معالجة وسنوات للتخلص منها. لقد اصبحت غزة منطقة طاردة للسكن فيها، جرائم حرب بما تعنيه الكلمة من معنى.
غزة اليوم ليست هي غزة ما قبل السابع من اكتوبر ، لم تعد تلك القطعة من الارض صالحة للاستخدام البشري لا في السكن ، ولا في الغذاء ولا اصلا في الماء ، وما عادت المشافي مكان يمكن العلاج فيه ، ولم يعد هناك مدارس تكفي ودمرت الجامعات هي جرائم حرب بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
ما دامت الحرب قائمة فان الشعب الفلسطيني في قطاع غزة سيتعرض لابشع مظاهر الابادة وهذا ليس قرار الجيش الاسرائيلي فقط، وانما كل الاسرائيلي منح التفويض للجيش باستعمال القوة المفرطة والمميتة في غزة. فارتكبت الفظائع والجرائم دون رادع. الحرب على غزة حصلت على صفة الانتقام بسبب السابع من اكتوبر 2023 . يبدو ان السابع اكتوبر كان حجة لارتكاب هذه المجازر في غزة وكل تلك الفظائع ، واذا سالنا انفسنا لماذا ، ذلك لان من الواضح ان الاحتلال كان ينتظر تلك اللحظة ليعبر عن مواهبة في ارتكاب تلك الجرائم.
الجرائم التي ترتكب في الحروب لا يمحيها التقادم في الزمن، ولن ينجو منها مرتكبوها او داعموها ومن ارسل الذخائر ، والاسلحة لتنال من لحم اطفال ونساء فلسطين.
فلسطين باقية ما بقي الزيتون والزعتر ، وكل الذين تامروا، وقسروا، واجرموا بحقها سيلقون في مزابل التاريخ.