تصريح المتحدث باسم البيت الأبيض … أَلا يخجَلُ "كيربي" من نفسه؟.

تصريح المتحدث باسم البيت الأبيض … أَلا يخجَلُ "كيربي" من نفسه؟.
الأستاذ الكاتب : علي او عمو.
نشرت (رويترز) يوم الاثنين 11 اكتوبر 2023 تصريحاً للمتحدث باسم البيت الأبيض تحتَ عنوان: "البيت الأبيض:
أمريكا قلِقة إزاء تقاريرَ عن استخدام إسرائيل الفوسفور الأبيض".
حيثُ قال فيه جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين اليوم الاثنين " إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء
تقارير مفادها أن إسرائيل استخدمت ذخائر الفوسفور الأبيض التي زودتها بها الولايات المتحدة في هجوم في أكتوبر
تشرين الأول في جنوب لبنان".
وقال كيربي "إن الفوسفور الأبيض له “استخدام عسكري مشروع” يتمثل في الإضاءة وإنتاج الدخان لإخفاء
التحركات".
وأضاف “من الواضح أنه حين نُقدم مواد مثل الفوسفور الأبيض لجيش آخر، نتوقع بشكل كامل أنها ستستخدم وفق
هذه الأغراض المشروعة… وبما يتفق مع قوانين الصراع المسلح”.
المُتحدث باسم "البيت الأبيض" يَكذِب على بُسَطاء العُقول في العالم، تصريحات هذا المسؤول في الإدارة الأمريكيّة
يتناقَض في حديثه دون استحياء و دون خَجَلٍ من نفسه، فالولايات المتحدة الأمريكيّة تعرف جَيّداً بأنَّ الكيان الإسرائيلي
يُحاربُ الشعب الفلسطينيّ الأعزل و لا يُحارب جيْشاً نِظاميّاً، و تُدرِك كلّ الإدراك أنّ إسرائيل تشُنُّ حرباً ضروساً ضدّ
المواطنين الفلسطينيّين العُزّل، يذهب ضحيتَها يوميّاً المِئات من القتلى و الجرحى من الأطفال و النساء و الشيوخ و
بِضوْء أخضر من "البيت الأبيض" و إمدادها اللّامَحدود لإسرائيل بالأسلحة المُتطورة الفتَّاكة، و قد أُقيم جسر جوي بين
أمريكا و الكيان الإسرائيليّ لهذا الغرض. ففي الوقت الذي يَتمّ تزويد إسرائيل بالفسفور الأبيض من قبل أمريكا، يأتي
المُتحدِّث باسم إدارَتِها ليقول بأنّ أمريكا قَلِقةٌ من استخدام هذه الذخيرة ضدّ الشعب الفلسطينيّ في غزة. نُسائِل "كيربي"
أَلَيْس أمريكا هي مَنْ تمُدّ إسرائيل بهذا السلاح؟ أليسَ هي التي تأمُر الكيان بالقتْل الجماعيّ للشعب الفلسطينيّ في
غزّة؟؟
هذه تصريحات لامسؤولة من رجُل تدّعي بلادُه أنّها دولة عُظمى و دولة ديمُقراطيّة و داعيةٌ إلى احترام حقوق الإنسان
في العالم….
و لهذا المسؤول الأمريكيّ أَقول: إنّ الولايات المتحدة و الدول الأوروبيّة، قد أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل من أجل
ارتكاب جرائمها ضدّ الشعب الفلسطينيّ الأعزل، بحيث تقوم بِقصف بيوت المدنيّين فوق رؤوسهم بأحدث الأسلحة
الأمريكيّة، فقد ألقَت آلاف الأطنان من المُتفجِّرات على قطاع غزّة فأبادَت الآلاف من الأطفال و النساء و الشيوخ، و
جَرحَت الآلاف من الأبرياء كما قامت بقتل الطواقِم الطبيّة و طواقم الإسعاف و دمَّرت المُستشفيات و المدارس التي
تُؤوي الآلاف من النّازحين إليها الهارَبين من هوْل القصف الهمجيّ الإسرائيلي لبيوتِهم، كما قامت بقَتل الجرحى و
المرضى في المشافي بالإضافة إلى الحصار الذي أطبقتهُ على غزة و منْعِها لدُخول الوقود و الماء و الغِذاء و الدّواء
للمواطنين الأبرياء، كما تقوم بقصف كلّ مَن خرج من بيتِه أوْ من المُستشفى و كلّ من يتحرّك من المواطنين في
الشوارع.
إسرائيل تُحارب الشعب الفلسطيني الأعزل قَصداً. فَكُلّما مُنيَت بِخسائر في أرواح جنودها و آلياتِها العسكرية التي
تستهدفها كتائب القسام تقوم بالانتقام من الشعب الفلسطينيّ بتشديد قصفها الوحشيّ و قتلها الجماعي للمواطنين من
أطفال و نساء و شيوخ. لأنّ الكيان الإسرائيليّ و مَعه أمريكا لا تعرفان معنىً للأخلاق و لا معنىً للإنسانيّة. فإسرائيل و
أمريكا مُجرمتان ضدّ الإنسانيّة، يَجِب مُحاكمتهما أمامَ المحاكم الدولية، عن إجرامِهما ضدّ الإنسانيّة.. أمّا عن حماس،
فهي حركةُ مُقاوَمةٍ ضدَّ الاحتلال الذي احتلّ أرض فلسطين مُنذ عُقودٍ عديدة. إسرائيل ليس لها مَوْطِن و ليس لها وَطن.
فقد كان اليهود مُشتَّتين في دول العالم مُعظَمُهم في الدول الاوروبيّة التي كانت تضْطَهِدُهم و تُكِنُّ لهم الكراهيّة، و قد
قامت ألمانيا النازيَّة بإبادتِهم حَرقاً لِشِدّة كراهيتِها للجِنس اليَهوديّ فيما يُسمّى (الهولوكوست). أي المَحرَقة، أنتَ يا
"كيربي" تكذِبُ على العالَم، فأمريكا و الغرب بصفة عامّة مُشاركة في (هولوكوست) غزّة، فكل دول الغرب و أمريكا
مُجرِمةُ في حقّ الإنسانيّة لكوْن هذه الدول هي مَنْ أيَّدَت إسرائيل في إبادة الشعب الفلسطيني في غزة بِدمٍ باردٍ. حماس
و كتائبها (القسام) و سرايا القدس مقاوَمة ضِدّ المُحتلّ الغاشم لأرضها، تقوم بالدّفاع عن وطنها و تعمل على إخراج هذا
المُحتلّ من أرضِها و وَطنِها و هي ليست إرهابيّة كما يحلو لأمريكا و إسرائيل و الغرب أن تنعَتَها. فالمُقاوَمة ترغب في
إنشاء دولة فلسطينيّة مُستقلّة و حُرّة على أرضِها كسائر دول العالم.
أُشير إلى أنّ المسؤولين الأمريكيّين و الإسرائيليّين قد بدأوا يُناشِدون الوُسطاء اليوم، بإحياء مسألَة هُدَن جديدة لِكوْنهم
لمْ يُحقِّقوا أيَّ هدفٍ من الأهداف التي سبقَ لهم و أنْ صرّحوا بها أكثر من مرة، لم يُحرّروا الأسرى و لم يقضوا على
حماس، و أمامَ تكبُّد جيش الاحتلال لخسائر فادِحة في أرواح جنودِه و عَتاده الحربيّ، اضطرّوا إلى البحث عن مَخرَجٍ
من وَحَل غزّة الذي غرقوا فيه.
لقد أبْدى الكاتب الأميركي "توماس فريدمان" في مقاله الأسبوعي بِصحيفة "نيويورك تايمز" حذره الشديد من
استمرار إسرائيل في غزوها البري لغزة مَخافة أن تَغوص في وَحَلها إلى الأبد، وأن تُصبح تَتصرَّف بدافع "غضب
أعمى" بُغية الوصول لهدف لا يمكن تحقيقه وهو "محو حماس من على وجه الأرض".
المملكة المغربية.