مقالات
يا ليت لنا مثل ما أوتي (الخواجة) في الخرطوم بقلم خالد ضياء الدين
بقلم خالد ضياء الدين-الهدف السودانية -

يا ليت لنا مثل ما أوتي (الخواجة) في الخرطوم
بقلم خالد ضياء الدين
لا أحد من المدنيين يقدر على التجول في العاصمة الخرطوم وتصوير المنازل والطرقات الكئيبة دون أن تخترقه رصاصة قناص أو تعتقله مجموعة ارتكاز، لكنا شاهدنا مؤخرا فيديو ل(خواجة) بعيونه الخضر وبلحية محلوقة حديثا مايعني إنه مستقر في المكان ويمارس طقوسه اليومية كما يجب.
رأيناه يمشي في طرقاتها مطمئن، يصور شوارع الموت في العاصمة ويوثق للدمار، معلنا حسرته من فرط ما رأى وما آلت إليه بيوت وشوارع أبناء الشعب السوداني ( Yeah, it’s too much )
كيف وصل هذا (الخواجة) إلى مناطق القتال، ومن سمح له بالتصوير والسير في أمن وأمان يفتقده أبناء شعبنا أصحاب (الجلد والراس)؟
بكل تأكيد هذا الشخص ليس سائحا ولا مراسلا صحفيا يحمل كاميرا إحترافية فمن الذي أعطاه حق قطع المسافة وصولا لمكان التصوير، مرورا بارتكازات الجيش والدعم السريع فهو لا يمتلك (طاقية إخفاء) ولايسحر عيون الجنود، لكنه بكل تأكيد “مسنود بالذي يخشاه قادة الحرب الذين يخافون من حكومة صاحب العيون الخضراء و لا يخافون الله في شعبهم.”
الذي سمح للخواجة أن يقدل في شوارع العاصمة وينشر الصور والفيديوهات “دون أن تتهمه جهة بانه يدعم الاخرى” ليته يسمح لأبناء شعبنا العالقين “بتحديد مكان أمن يأويهم من طلقات الدوشكا والثنائي ومن قصف الطائرات والاعتقال” وأن يلزم الخصمان أن لا يقربوه لاسيرا على أقدامهم ولا بقصفهم العشوائي، وأن يسمح بفك الحظر عن الاتصالات والإنترنت، حتى يطمئن الناس على أهلهم ويعود تطبيق بنكك، الوسيلة شبه الوحيدة التي يصل من خلالها الدعم المالي من الخارج لأهلنا في الداخل.
طالما هناك إتفاق بين الجيش والدعم السريع، وتواصل غير معلن فضحته عملية إخلاء وإجلاء الأجانب برا وبحرا وجوا، وأزمة الاتصالات وقطع الإنترنت، وهذا الفيديو المشار اليه.
كل هذه الاتفاقات وبكل تأكيد تطال مواقع البترول في غرب السودان وشرق النيل والجيلي وغير ذلك، “ذلك يجعلنا نطالبهم بالدخول فورا ودون تمنع في مفاوضات جادة لإيقاف الحرب” وقبل ذلك تحديد أماكن آمنة في كل من بحري والخرطوم وامدرمان وكل ولاية طالتها الحرب، بحيث لاتصل إليها بنادق الدعم أو طيران الجيش، يسمح فيها للداعمين بتوصيل الإغاثة بأنفسهم وتطبيب المرضى وتوفير مسارات لمن يريد المغادرة، وأن تكون محرمة على أي جندي، حتى ينعم المواطن السوداني بما نعم به ذاك (الخواجة) من أمن وأمان لأن “شعبنا يستحق، وجحا أولى بلحم توره”
9يناير2024