مقالات

التطبيع مع العدو خيانه في زمن المقاومة او في غير زمنها. الدكتور غالب الفريجات

الدكتور غالب الفريجات

التطبيع مع العدو خيانه في زمن المقاومة او في غير زمنها.
الدكتور، غالب الفريجات

كلنا يؤكد أن التطبيع مع العدو خيانه، وقد اجمعت كل الاعراف والمواثيق الوطنية والقومية والدينية، والدولية على ذلك ، فما من دولة تحتل أرضها، وتقبل لنفسها ان تقيم علاقة مع من يحتل أرضها، وقد اعتبر الصلح او السلام غير قائم دون إزالة آثار العدوان القائم على الأرض، وقد
بدأ مفهوم التطبيع مع العدو الصهيوني بعد اتفاقية كامب ديفيد عام ١٩٧٩، وتعددت أشكاله وانواعه لخدمة العدو الصهيوني، وتمكنه من السيطرة والهيمنة على الأرض والانسان والثروة العربية، مدعوما من الامبريالية الأمريكية تحديدا، والتطبيع في القانون الدولي عودة العلاقات
بين الدول، او بين عدوين سابقين، او طرفين إلى طبيعتها.

إن دولة “اسرائيل” غير موجودة قبل خمسة وسبعين عاما حتى تدعي الدول المجاَرة الى إعادة العلاقة الى طبيعتها معها، بل اعطوا العلاقات الطبيعية هذه مفاعيل محددة ومواصفات معينة تؤدي في النهاية الي تكريس الهيمنة للدولة الجديدة على مجمل دول المنطقة، وهي هيمنة لا علاقة لها كما هو واضح بالعلاقات الطبيعية، بل على العكس تنال من حقوق طبيعية للدول ومجتمعاتها وأفرادها، لأنها تفرض عليها شروطا على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والثقافية لا توجد في أية علاقات طبيعية، بل حتى جيدة بين الدول في العالم، وفي ضوء ذلك فيصبح على الدول العربية ان تعيد النظر في مجمل قوانينها وانظمتها ومناهجها الحياتية والثقافية والتربوية.

يهدف التطبيع لالحاق الهزيمة بالشخصية العربية من الداخل، وشل ارادة المقاومة فيها، واشعارها بالدونية والتخلف، وتحويلها إلى شخصية تابعة متلقية، ومحو هويتها القومية، والتطبيع الثقافي تحديدا مع العدو يعد امتدادا للغزو السياسي والعسكري بوسائل ثقافية واعلامية من أجل إحباط اي وعي نهضوي قومي تحرري، وهو يعني تخلي الأمة عن هويتها، والتنازل عن السيادة َالارض والثروات والمياه، وافساد القيم، وتخويف الانظمة من القوى الرافضة، وأفتعال الاحداث، واحداث فتن ، وحروب داخلية، وما من دولة مارست التطبيع مع العدو الصهيوني، وتمكنت من أحداث التنمية، والقدرة على النهوض، لان الكيان الصهيوني حتى في ظل التطبيع معه لن يسمح للدول المطبعة ان قف على قدميها، لخوفه من حالة الصحوة التي تنتاب الشعوب، وحركاتها التحررية على الواقع المأساوي الذي يخلفه آلتطبيع.

من الضروري الوعي ان صراعنا مع العدو الصهيوني صراع وجود، لا صراع حدود، وهو صراع حضاري يتعلق بمستقبل الأمة العربية الذي يستدعي حشد كل الطاقات العربية، فالعدو الصهيوني خطر على كل ابناء الأمة باعتباره مشروعا عدوانياَ توسعي يهدف الأرض والانسان َالثروة، وأن صراعنا مع هذا العدو صراع طويل يحتاج لجهود كبيرة على الصعيدين الرسمي والشعبي يتسم عملنا بالتنظيم، والبحث، واستخدام أدوات العلم والتفكير العلمي، وما يتطلب الإيمان المطلق بدور الأمة العربية، والتأكيد على دورها الحضاري والانساني، وأن محطات التخلف والتشرذم هي محطات غير دائمة، والتأكيد على دور الانسان العربي الحر المتمتع بالديمقراطية، وحقوق الإنسان، واحترام الرأي والرأي الآخر تجعله عصيا على الإستهداف الامبريالي والصهيوني والاقليمي الطامع في نهب خيرات الأمة.

وكما اسلفنا التطبيع خيانة، وهو من أكبر الكبائر التي يرتكبها البعض في زمن الاشتباك مع العدو، خاصة وأبطال المقاومة في غزة العز تتصدى للعدو، وتكشف وهنه وضعفه ومستوى عريه، وجبن مرتزقته وتخبط سياسييه، الذين اذهلتهم بطولات المقاومة، وصمود ابناء شعبنا العربي في القطاع، فحري بهؤلاء المطبعين على المستويين الرسمي والشعبي ان يخجلوا من أنفسهم، وأن يحجموا عن تقديم اي دعم يسند العدو في وجه أبطال المقاومة الشجعان الذين يدافعون عن الأمة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب