مقالات

نتنياهو يعزز مكانته تارة  بالتشدد مع اليمين باللاءات واخرى باطلاق يد الجيش للامعان في اشعال الجبهات تحت مظلة المخاطر التي تهدد امن اسرائيل بقلم مروان سلطان

بقلم مروان سلطان -فلسطين -

نتنياهو يعزز مكانته تارة  بالتشدد مع اليمين باللاءات واخرى باطلاق يد الجيش للامعان في اشعال الجبهات تحت مظلة المخاطر التي تهدد امن اسرائيل

بقلم مروان سلطان

22.2.2024

—————————

غياب صورة الانتصار الذي يريده نتنياهو يجعله يتمترس وراء الشعارات المتشددة والتمسك باليمين الاسرائيلي. فهو وشركاؤه بن غفير وسيمورتش تنصب اهتمامتهم على البقاء على سدة الحكم ولا يابهون لموضوع كالاسرى او اي اتفاق يمكن ان يفرج عن الرهائن الاسرائيلين لدى حركة حماس. بل ان الدعاية التي يطلقها الاعلام الاسرائيلي يحاول ان يهئ الراي العام الاسرائيلي الى ضرورة التخلي عن فكرة اتفاق يؤدي الى الافراج عن الرهائن الى اسرهم وبيوتهم، مقابل الانتصار الكبير الذي يعد له الجيش بعد دخول رفح واعتقادهم بالقضاء على حركة حماس واستعادة الرهائن. سيموريتش اطلق تصريحا مثيرا حول الرهائن ” اعادة المخطوفين ليس الامر الاكثر اهمية، غباء خلق تنافس بين الاهداف”. مضحين بذلك بعودة الرهائن احياء الى سكناهم واسرهم. والدليل على عدم اهتمام نتنياهو بالرهائن توبيخه الى وزراءه في عدم انتقاد صفقة التبادل التي تعد لها الولايات المتحدة بالتعاون مع قطر ومصر على ضوء اتفاق باريس .

المطلوب من الحكومة الاسرائيلية وكل الذين ايدوا الحرب على غزة، الاجابة عن اسئلة تخص المثل العليا والقيم الاخلاقية التي يحاربون بها كما يدعون. هل قتل الاطفال صورة للانتصار الكبير الذي يجري وراؤه السيد نتنياهو؟ هل قتل النساء هو صورة الانتصار التي يريدها التحالف الدولي لرد الاعتبار لاسرائيل؟ ،  هل قتل الشيوخ وهدم البيوت على ساكنيها هو صورة الانتصار التي تشعر الديمقراطين والجمهورين في الولايات المتحدة بتحسن مزاجهم؟ ، هل تجويع الناس واكلهم علف الحيوانات لاسابيع ولم يتبقى منها شيئا هو صور الانتصار المطلوب، ماذا وماذا واية صورة انتصار يريد هذا المجتمع؟.

اول اللاءات لنتنياهو هو لا للدولة الفلسطينية، لا لوقف الحرب على غزة ، لا للانسحاب من غزة. ولا عودة للنازحين الى شمال غزة ، ولا لصفقة تبادل حقيقية يخرج فيها الاف الاسرى الفلسطينين ومن ذوي المحكوميات العالية. الموقف المتشدد الذي لجأ اليه نتنياهو ، هو باعتقادي ان نتنياهو يريد ان يحافظ على دوره السياسي ، الذي يتهدده العديد من القضايا والتي من تؤدي الى انهاء حياته السياسية. لذا فان نتنياهو عندما يجد نفسه محاصرا بمواقف تحتاج الى موقفه السياسي فهو بالعادة يقول نعم ويضع كل العراقيل في تحقيق اي مسار سياسي. او ينزلق الى محاور اخرى هروبا من استحقاقات تلك المرحلة.

على سبيل المثال هو وحكومته عرقل نقل الاموال ” عوائد الضرائب ” للسلطة الفلسطينية وسلم الموضوع الى سيموريتش وزير المالية الاسرائيلي ليدير هذه القرصنة كيفما يشاء وفي الحقيقة ان الوزير  سيموريتش وكل حكومات اسرائيل ليس من شانها ادارة موضوع الضرائب، لانه وفق اتفاق باريس الاقتصادي تقوم اسرائيل بجمع هذه العوائد على ان يتم تسليمها للسلطة الفلسطينية مقابل اجر مالي بنسبة%3. ولكن ما يحدث هو من اجل شرعنة القرصنة لهذه الاموال بوجه غير حق.

وهنا ايضا موضوع الاعتراف بالدولة الفلسطينية الذي برز مجددا يلاقي موقفا معارضا بشكل واسع في اوساط الحكومة الاسرائيلية، وكان السيد نتنياهو يعمل ويدير هذا الملف باقتدار فهو الذي عزز الانقسام بين شقي الوطن وعمل على منع توحيد الضفة الغربية وغزة وعمل على تعزيز سلطة حماس وقدراتها ليبقي على الانقسام، وكان يتباهى بان ما يقوم به هو لمنع اقامة دولة فلسطينية .  وهو في هذا الاطار سهل نقل الاموال من قطر الى حركة حماس، حيث كانت الطائرات القطرية تنقل شهريا ما مقداره ثلاثون مليون دولار من الدوحة الى مطار اللد وتقوم اجهزة الامن الاسرائيلية بتسليمها الى العمادي على معبر ايرز الذي بدوره ينقلها الى حركة حماس في غزة. وهذا بحد ذاته لا اعرف كيف سيفسر ذلك الى لجان التحقيق عندما تبدء هذه العملية التحقيق في احداث السابع من اكتوبر، مما يعني انه له الدور الرئيس في الاهمال بعمله بصفته في قمة الهرم السياسي في اسرائيل.  على كل اذا كان هناك جدية فعلا في موضوع الدولة الفلسطينية فهذا له مسارته وهو يمر بداية عبر مجلس الامن واروقة الامم المتحدة ومن ثم اعلان عن حدودها على ارض 1967 وعاصمتها القدس وهذا ما نتطلع اليه لنراه في غضون الايام القادمة. فالحديث عن دولة فلسطينية عبر المفاوضات لم يعد مقبولا لانه ببساطه المفاوضات بالنسبة لاسرائيل عبثية هي من اجل المفاوضات وليس لتحقيق اهداف يتم تحقيقها.

اليمين الاسرائيلي بقيادة نتنياهو هم الوحيدين الذين لهم مصلحة في استمرار العنف والحرب على غزة، الحرب تمنع اصوات المعارضة في طرح اي قضايا تعزز مفاهيم جديده في المنطقة، من الممكن ان تخرجها من ازماتها. لان نتنياهو هو وشركاؤه من اليمين يحاول ان يعبئ الرأي العام الاسرائيلي بالمخاطر التي تحدق باسرائيل وبانه حامي إسرائيل منها ومن الفلسطينين ، ويقف في وجه اعداء اسرائيل . وكم كنا قد سمعنا عن الحرب على ايران بسبب امتلاك ايران السلاح النووي ولم يحدث منذ سنوات ان قامت باطلاق صاروخا واحدا على ايران. فقط هو خلق شماعة تعلق عليها حالة العداء الوهمي بين الطرفين.

مهما طال الزمن ومهما اختبئ نتنياهو وراء اليمين واللاءات التي يغرد بها ، او تهديداته التي يطلقها فان الشعب الفلسطيني سيستعيد حقوقه المشروعة ، في اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف بما فيها حق العودة الى وطنه . لقد حاول اليمين تنفيذ سياسة التهجير القسري والطوعي ، وتحت زخم قنابل وصواريخ الطائرات الحديثة الامريكية الصنع وقتل وجرح اكثر من مائة الف فلسطيني ، ونزوح مليون نصف انسان من اماكنهم ، وهدم المئات من البيوت والمساكن والمشافي  ، فان ذلك لم يثني الشعب الفلسطيني عن عزمهم في البقاء على ارضهم ، والتمسك فيها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب