مقالات
نحو نضال عربي يرتقي إلى مستوى تحديات الأمة العربية بقلم د.عزالدين حسن الدياب
بقلم د.عزالدين حسن الدياب
نحو نضال عربي يرتقي إلى مستوى تحديات الأمة العربية
بقلم د.عزالدين حسن الدياب
اعتدنا في عقد الخمسينات من الألفية الثانية، تحن أبناء البعث،كلما اقترب السابع من نيسان، الاستعداد للاحتفال بهذا اليوم لأنه كان في وعينا وقناعتنا أنه عيد ميلاد ولادتنا،كجيل عربي جديد،وكنا نذهب إلى مقرات الحزب،المنتشرة في كل المدن السورية،ونتبادل التهنئة،وننشد ونغني:هي يابعث العروبة الله يديمك قي توحيد البلاد العربية.
كنا نضع شارة علم البعث،الذي هو في حقيقته علم الثورة العربية،على صدورنا،ونسير الخطى في مدننا،ونحن في حالة نفسية إيمانية تشعرنا بقوة الاعتزاز بأنفسنا بوصفنا حملة أهداف الأمة العربية الكبرى، وكان الناس ينظرون إلينا باحترام عال،لأننا في غالبيتنا،يتطابق سلوكنا اليومي مع ما نؤمن به من أهداف.
وغالباً كانت قيادات الحزب في المحافظات تقيم احتفالات ومهرجانات ،يأتي إليها الناس طوعا،ويشاركوننا الاحتفال بهذا اليوم،يوم السابع من نيسان بوصفه عيد ميلاد الحزب ألذي تأسس عام 1947.
وبهذه المناسبة التاريخية،يوم ميلاد البعث التاريخي،في السابع من نيسان،يوم كان البعث بعثاً،لم تطله قوى التزوير والردة،والغوغائية اليسارية،وطلبة المناصب والمال،والخروج عن أخلاقية البعث التي كانت الجماهير العربية،في أكثر من قطر عربي تنظر إليها بتقدير عال لأنها كانت تراها في سلوك البعثيين، أينما كانًوا طلاباً وعمالاً وأساتذةً، وموظفين وفلاحين.
وقد كان الولاء للبعث يأتي من خلال الانتماء للأمة العربية،ورسالتها الخالدة،وطموحها في استعادة دورها الحضاري التي كلفت به من الإسلام ،غداة انطلاقه من المدينة المنورة حاملاً رسالة العروبة المتمثلة بإنسانيتها إلى العالم أجمع.
نعم بهذه المناسبة العزيزة إلى نفوسنا جميعا أبناء البعث التاريخي،ومن رفقتي لهذا البعث أكثر من نصف قرن ونيف،وسعادتي بحلول هذا اليوم من كل سنة تمر بها الأمة العربية،ورغم كل مالحق بهذه الولادة من تحديات وضربات ومؤامرات،وقف البعث شامخا قوي البنيان، أنجز الانتصارات التي تعيّنت في جسد الأمة العربية،بوصفها محددات وشواهد ومؤشرات على مشروع البعث النهوض بالأمة العربية إلى المكانة التي تستحقها،لممارسة دورها الحضاري،وكان ميدان وساحة هذه المعطيات القطر العراقي،الذي تعرض لعدوان همجي مثلته العدوانية الغربية بقيادة الإمبريالية الامريكية،وبتخطيط وتوجيه وأوامر من الصهيونية العالمية،حتى لايقوم للأمة العربية قائمة،منعا لممارسة دورها الحضاري الذي تخافه العدوانية الغربية،بوصفه نقيضا لدورها الاستعماري،واستغلالها لثروات الشعوب.
تلاقياً نضالياً مع عيد ميلاد البعث،الذي هو في حقيقته،عيد ولادة جديدة للأمة العربية، أتقدم بتحيتي وتهنئتي لأستاذنا ميشيل عفلق في تربته،وللشهيد صدام حسين،ومعه كل شهداء البعث والأمة العربية،وتحيتي لكل قواعد البعث في الأقطار العربية،،وتحية إجلال وإكبار لرفاقنا في معتقلات بريمر وأتباعه وعملائه،بوصفهم علامة مضيئة في تاريخ البعث ونضاله ،والحرية لهؤلاء الأبطال في معتقلاتهم ،والنصر والخلود لرسالة الامة العربية الخالدة.وليكن هذا اليوم مناسبة،يوم تجديد للتيار القومي العربي،بكل فصائله،وتجديد وصعود تنظيماته وإطاراته وقياداته المناضلة،تجديداً يرتقي إلى مستوى التحديات،التي تواجه الوجود العربي برمّتِه،بعد أن انساقت بعض الدول العربية نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني..التجديد الذي يعيده،إلى ساحات النضال،واستعادة ،واستعادة دوره الطليعي الذي يضعه وجهاً لوجه أمام مهامه المصيرية.
تحية ليوم السابع من نيسان،يوم ميلاد حزب الأمة العربية،
تحية مصحوبة بالوعي القومي التاريخي للمؤامرات التي تحاك الآن ضد انتصار الأمة العربية في فلسطين،بفضل بطولات أهلنا في غزّة،بطولات المقاومة الفلسطينية التي تذكرنا بمعارك ذي
قار والقادسية واليرموك. ً
د— عزالدين حسن الدياب-تجديد بتاريخ3-4-2024