مشعلو الحرب مسارات متعددة لهدف واحد
#الهدف_أراء_حرة
أ. مجدي العجب /أبوصدام
هذه مقاربة لمحاولة فهم بعض أسرار هذه الحرب اللعينة، والتي نعمل للغوص في داخلها لتفكيك آلياتها وميكانيزماتها لجعل الصورة أكثر وضوحا. لذلك سنبدأ بتسلسل منطقي للتعرف على
من هم مشعلي الحرب :-
أولا تحالف مشروع الشر العالمي الصuهيوني الإمبريالي التوسعي الاستعماري، فكل أنظمة الفساد والاستبداد من صنيعهم.
وبما أن أي مشروع له أدوات تنفيذ نفصلها في
محاور دولية
محاور إقليمية
محاور محلية
شكل نظام الجبهة الإسلامية المحور المحلي فهو القائد والمنفذ بصورة مباشرة عبر ملاكه التنظيمي وبصورة غير مباشرة عبر أدواته التي صنعها مثل
(قوات الدعم سريع) كفاعل وآلية استراتيجية، لإجهاض انتفاضة ديسمبر 2018م الظافرة المنتصرة الكاشفة لماهو في الظاهر وماهو بين السطور،
اختيار قوات الدعم السريع تم وفق منظور علمي لأنه يحمل بداخله عنصري التأويل والتحميل، مشكلا
“عنصر مزدوج” به سيتم تقسيم الموقف الشعبي المؤمن بأهداف انتفاضة ديسمبر.
وفي المقابل اختير طرف موازي ممثلا في المؤسسة العسكرية، كذلك وفق منظور علمي
ففطرية الذهن الشعبي تؤمن بأن المؤسسة العسكرية هي تمثل ملمح من ملامح الوحدة الوطنية بحكم عقيدتها ومهنيتها ومهمتها
وبتلك الخطة الصيuهونية التي نفذت من قبل الثورة المضادة بنجاح، عبر ترسانتها الإعلامية الرسمية والشعبية من خلال أفرادها ومجموعاتها الممولة من قبلها،في خلق موقفين متناقضين حاصرت بهما الذهن الشعبي وجعلته يدور في فلك العقل الجمعي للثورة المضادة حيث أن اتخاذ أي موقف منهما هو موقفا يمثل الثورة المضادة،و راعي لمصالحها في الإجهاض، لا مصالح قوى الانتفاضة،
من هنا تبلورت الخطة عبر إحداث حالة انقسام في الموقف الشعبي مابين مؤيد للمؤسسة العسكرية، التي تقاتل الدعم السريع بحجة الوحدة الوطنية،
ومابين مؤيد لقوات الدعم السريع التي تقاتل المؤسسة العسكرية المتغول عليها من قبل “الفلول” بحجة الديمقراطية ومحاربة الفلول والقبض عليهم، والملاحظ أنه لم يتم القبض إلا على أنس عمر والجزولي من باب التكتيك السياسي،
وفق الخطة والمسرحية الكبرى وتوزيع أدوار الإجهاض، حيث أوكلت مهمة قوات الدعم السريع لتنفيذ شق الانتقام والتشفي المحرك للفلول تجاه الشعب الذي أسقطهم، ووفق هذا الاتفاق مارست قوات الدعم السريع تنفيذ المهمة بنجاح بانتهاك حقوق الشعب والسطو على أملاكه الخاصة والعامة، والواقع يؤكد ذلك كشاهد عيان من خلال حالات القتل والسلب والنهب وامتلاك مساكن المواطنين بعموم الخرطوم ومدني،
وبالمراجعة التاريخية لهذه الأفعال لن نجد لها مثيل بطول تاريخ الحروب وامتداداتها،
وبذلك نفذ الدعم السريع مهمتة عبر الملف الأمني بنجاح منقطع النظير،
أما الملف السياسي كان من مهمة “الفلول” الذين امتطوا المؤسسة العسكرية عبر قتالهم المزدوج الذي كان من أجل خلق مشروعية زائفة لقتال قوات الدعم السريع عبر جرائمهم المرتكبة بحق الشعب والوطن وتهديدهم لوحدة البلاد، مستخلصين من ذلك توفير الفلول لمقومات خطاب غرائزي خاطبوا به الشعب، وقد صادف هذا الخطاب قبول مؤقت من بعض فئات الشعب، شاهدنا ملامحه في إقبال البعض، على فكرة الاستنفار ثم المقاومة الشعبية المسلحة، والتي تعتبر ممنوعة بنص القانون المادة 86، بتسليح الشعب.
وهنا يظهر الإرث الصهuيوني لدى الفلول والعمل بتمليك خصومهم ادوات ومعاول مصنوعة من قبلهم لهدم مشروع الثورة، الذي آمن به وقدم له أرتالا من الشهداء والمفقودين والجرحى من أجل تحقيق اهداف الانتفاضة وتحويل ذلك الفعل الشعبي لصالح خدمة أهداف الفلول وإجهاض ماآمن به الشعب.
تباين المواقف بين مؤيد للجيش ومؤيد للدعم كما أسلفنا هو ذات الخيارين الذي صنعتهما الثورة المضادة والتي يصبان في صالح مشروع الإجهاض عبر الفعل العسكري “الحرب” لأن دعم أي من طرفي الصراع هو دعم لاستمرار الحرب وهنا استفادت الثورة المضادة في تحييد وتشتيت الجهود مابين هذا وذاك، في حين أن هذه الجهود كان الأجدى أن تصب في اتجاه توحيد جهود التيار الرافض للحرب لتوجيه سهامه نحو عدو الانتفاضة الاستراتيجي، ممثلا في القوى المضادة للثورة بكل أطرافها العسكرية والمدنية، لإيقاف الحرب التي تمثل المطلب الثوري الأول والملح، لحماية البلاد من مشروع التفتيت نهبا لموارده والإبقاء على جذوة الانتفاضة مشتعلة والمضي قدما في استعادة الانتقال المدني الديمقراطي الذي قطعته قوى الثورة المضادة، بدءا بالعمل على صنع حالة الانقسامات بين الجسم الثوري مرورا بتعطيلهم لانفاذ برامج السلطة الانتقالية من معيقات اقتصادية وأزمات مفتعلة، مرورا بانقضاضهم السريع حينما حانت فترة تسلم المدنيين لرئاسة مجلس السيادة، بنص الوثيقة الدستورية، ثم انقلابهم الأبيض باتفاق حمدوك البرهان في “25 “نوفمبر قبل انقلابهم الخشن في “25” أكتوبر كل هذا الحيل والآليات لم تستطع إيقاف المد الثوري الشعبي، والعمل على بناء جبهتة الشعبية لإسقاط الانقلاب والتي كانت قاب قوسين أو أدنى من الإكتمال حينما تكونت مبادرتها بولاية الجزيرة “مدني” باسم الجبهة الشعبية للديمقراطية والتغيير “اشرقت” والتي اصطفت فيها غالب القوى السياسية ولجان المقاومة ومنظمات المجتمع المدني فتم إجهاض هذه الجهود عبر الاتفاق الإطاري وقطع الطريق أمام “اشرقت” التي كانت علي وشك الإكتمال وإسقاط انقلاب” 25″ أكتوبر.
ومن هنا توفرت بيئة إشعال الحرب كآخر آلية وورقة تعمل عليها القوى المضادة للثورة لإجهاض انتفاضة ديسمبر المجيدة
وعليه نرى لإيقاف هذه الحرب اللعينة :-
سحب المواقف المؤيدة لأي من طرفي الصراع
وتوجيها لإكمال وحدة الصف الوطني المؤمن بأهداف انتفاضة ديسمبر المجيدة
العمل على امتلاك أدوات فعل نضالي داخلي يعتمد على قدرات الجماهير التي هي صاحبة الفعل والمصلحة
العمل على امتلاك أدوات ومنابر إعلامية يعمل عليها الجميع فرادى وجماعات، وفق خطاب إعلامي موحد منادي بالضغط على طرفي الصراع لإيقاف الحرب دون شروط مسبقة
الفعل النضالي السياسي تحكمه مراكز القوة ولاقوة أكبر من قوة الجماهير فلنوحد المجهود للضغط على طرفي الصراع ومن خلفهم من محاور دولية وإقليمية لإيقاف الحرب،
رفض الحرب والعمل على إيقافها، عبر توفير آليات ذلك، هو الموقف الوطني الصحيح الذي يقود لنتائج صحيحة في حماية البلاد من التفتيت والعباد من القتل والنزوح وإبعاد شبح أن نجعل السودان مركزا للصراع الدولي