
ماتبقى لنا ولكم !!
بقلم اسماعيل ابو البندورة
لم يبق لنا ولكم إلا هذا الزمن المستقطع الظافر الذي أنشأتم بنيانه وحقائقه ومواصفاته بالدم والشجاعة وغرستم فيه علامات نصر مباغت في زمن بتنا فيه خارج ذاتنا وتاريخنا وقيمنا العالية التي تربينا عليها ..
في هذا الزمن – زمنكم الذي أحيا وأخصب في أرواحنا وعقولنا يقظة استثنائية وإشارات تشد إلى الأمام وتنشد العلى ..
ماتبقى لكم وهو كثير هو هذه البيئة العربية الحاضنة المساندة لكم وهذه المشاعر الطيبة المحيطة بكم والملجومة عن مد اليد لكم والوقوف معكم في خنادق الشرف والإباء ..
لا أحد ينأى عنكم .. ولااحد يثير الشبهات حول قراراتكم ولا أحد يشكك في نواياكم وأفعالكم سوى من بقي أسير ذلك الزمن العاقر والعاثر وحالة العقم والعدمية التي باتت لدى البعض مذهبًا ونهج حياة خامدة ..
هي لحظتكم ولحظتنا لإنقاذ الأمة من تراجعها وتفككها وهو زمنكم الأغر الذي وضع الأمة في مسارها التاريخي الواثق الصحيح فلا تفرطوا بهذا الزمن وإلا نكون جميعًا خارج زمن العالم أشلاء وشتات أناس لايربطها رابط وذرات رمل مفككة تسيل من بين الأصابع ولايبقى لها أثر على الأرض وفي التاريخ وفي أطوار الحياة والوجود كافة ..