مقالات

في ضرورات المراجعة النقديةللتيار العربي الوحدوي بقلم  الدكتور عزالدين دياب

بقلم  الدكتور عزالدين دياب

في ضرورات المراجعة النقديةللتيار العربي الوحدوي
بقلم  الدكتور عزالدين دياب
التيار العربي الوحدوي وتحدي المراجعة النقدية لمسيرته
تنطلق هذه المداخلة من سؤال عن هموم الشارع العربي،وتياره العربي الوحدوي،وفي مقدمة هذه الهموم وأولوياتها في الساحات العربية التي تتواجد فيها فصائل هذا التيار الانقسامات التي تتعرض لها وتعيشها هذه الفصائل،والآثار المترتبة على هده الانقسامات الآن،وفي الغد القريب والبعيد نسبيا،وفي مقدمتهامحاولات قوى الرِّدة إعادة ترتيب صفوفها لتفريغ التيار الوحدوي من أهدافه الكبرى،وتسويغ مبادئه في أطروحات يسراوية ليس لها أي نصيب على أرض الواقع،لانها فاقدة نقاط استنادها للتعيُّن داخل البناء الاجتماعي العربي في أبعاده الجهوية والوطنية والعربية.ضف إلى ذلك قوى العدوانية الغربية،وخلفيتها الصهيونية العالمية التي تري في التيار العربي الوحدوي الخصم التاريخي الذي يهدد مصالحها.
من الخامس من حزيران عام 1967 إلى العدوان الأطلسي على العراق سنة 2003 كانت المراجعات النقدية موجهة من قبل فصائل التيار العربي الوحدوي إلى تجربته السياسية وما تأتًَى منها أرضية مشحونة بعدد من المحددات المساعدة للعدوانية الغربية لتحقيق انتصاراتها على حساب التيار العربي الوحدوي في أكثر من قطر عربي،وخاصة مصر والعراق.
هذه المداخلة تُسوًِّغُ لنفسها عدم الدخول في نقد للمراجعات السياسية التي تمت من قبل هذا الفصيل أو ذاك، وإنما توجه نظرها إلى ضرورة نقد بعض الأطروحات التي فرضتها الصراعات التي كانت الردة تمثل الطرف الرئيس في فرضها بقوة المرحلة التاريخية،التي سادت فيها الموضة الماركسية،وتجاوز فكر البدايات تحت حجة عقيمة،بأنه فكر البرجوازية الصغيرة،وأطروحة الحزب القائد التي مهدت لصراع مفتوح مع الاحزاب الوطنية والقومية والماركسية،لانّه فهم من أطروحة،أومفهومًومفردة الحزب القائد،إغلاق الأبواب أمام أي مستىوى من التفاهم مع تلك الأحزاب،إلاّما يقتنع به ويفرضه الحزب القائد،وقد تباهت به قوى الردة،وشحنته بمسؤوليات وامتيازات وردود فعل،بحيث أعطته القدسية التي ولدت بدورها ظاهرة الحزب القائد الذي ألغى حضور الأحزاب، وجردها من شرعياتها،النضالية والسياسية،وفي نفس الوقت رفعت شرعيات القائد إلى مستوى مكنّه من إلغاء دور الحزب القائد*.
وفي التفاتة سريعة إلى البنيان التنظيمي لهذا الفصيل وذاك،نجد أنّ هذا البنيان عرف ظاهرة الرفيق المدعوم من القائد،فولدت ظاهرة الاستخفاف بالقدم الحزبي،ونمو ظاهرة المريدين والأتباع،واستفحال ظاهرة الانقسامات وبناء الاجنحة المتناحرة،الأمر الذي جعل الروح الرفاقية تحاط بالاستهزاء،وفقدت فعاليتها النضالية،التي تقوي أواصر الروح الحزبية،والوحدة التنظيمية.
وإلى جانب تلك الظواهر،نلاحظ ظاهرة إعلاء سطوة المركزية،على حساب الديمقراطية،تحت مسوغات ترفضها بشدةالمراجعة النقدية،المالكة شرعيتها من روح العصر،وما قدمه من علو لقيمة الإنسان وحقوقه،ووسائل التواصل الاجتماعي وما تعطيه وتقدمه من امكانات لظاهرة النقد ومشروعيته في تقويم أي اعوجاج يظهر في البناء التنظيمي لهذا الفصيل وذاك.
ولاشك أنّ المراجعة النقدية لمسيرة التيار العربي الوحدوي،وفي ضوء الظواهر المعتلة التي شكلت سلاح الردة،أصبح مطلوبا من هذه الفصائل تحديد الفترة الزمنية للمسؤولية التنظيمية،على اختلاف مستوياتها من القاعدة الحزبية،إلى أعلى مستوى قيادي،فلم يعد مقبولا بلغة العصر وثقافته السياسية،وولادة أجيال جديدة مشحونة بقيم العصر وفلسفته وروحه وقيمه،وماتحمله من أفكار تتعلق بظاهرة صراع الأجيال،وما لها من محددات مفروضة بقوة التواصل الاجتماعي،حيث لم يعد مقبولا بلغة العصر ومستحقاتها الفكرية والثقافية،أن يبقى المسؤول الحزبي أكثر من دورتين،”الفترة الزمنية للدورة مابين 4و5سنوات” وإلاّ دخلت البنية التنظيمية في ظاهرةانعدام
الحيوية التنظيمية المعروفة بتجدد المسؤولية الحزبية المتجددة كل فترة زمنية محددة لاتتجاوز مابي4و5 سنوات.
* المفاهيم التي سادت في البنيان التنظيمي للتيار العربي الوحدوي إلى جانب الحزب القائد،الحزب الطليعي الثوري،ومفهوم القائد الملهم والأسطورة..إلخ
 الدكتور عزالدين دياب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب