تحقيقات وتقارير

تقرير: هجوم إسرائيليّ على رفح قد ينهي حماية واشنطن لإسرائيل في هيئات الأمم المتحدة

تقرير: هجوم إسرائيليّ على رفح قد ينهي حماية واشنطن لإسرائيل في هيئات الأمم المتحدة

“الخطوط الحمراء” المتعارضة بين نتنياهو وبايدن، قد تضعهما على مسار تصادميّ إذا اجتاحت قوات جيش الاحتلال الإسرائيليّ رفح في الأسابيع المقبلة || إدارة بايدن تعتقد أن إسرائيل لا تستطيع تنفيذ خطة إخلاء رفح بطريقة تمنع إلحاق أضرار جسيمة بالمدنيين في القطاع.

أفاد تقرير صحافيّ إسرائيليّ بأن هجوما إسرائيليا في مدينة رفح جنوبيّ قطاع غزة الذي يشهد حربا مدمّرة منذ 158 يوما، قد يُنهي حماية واشنطن لإسرائيل في مجلس الأمن الدوليّ، وهيئات الأمم المتحدة المختلفة.

جاء ذلك في تقرير أورده موقع “واللا” الإلكترونيّ، مساء اليوم الثلاثاء، لافتا إلى أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في الأيام القليلة الماضية، حدّدا “خطوطا حمراء” متعارضة، في ما يتعلّق بالحرب على غزة وعمليّة إسرائيليّة واسعة مُحتملة فيها.

وأشار”واللا” إلى أن “الخطوط الحمراء” المتعارضة بين نتنياهو وبايدن، قد تضعهما على مسار تصادميّ إذا اجتاحت قوات جيش الاحتلال الإسرائيليّ رفح في الأسابيع المقبلة، بحسب ما نقل التقرير عن ثلاثة مسؤولين أميركيين وصفهم برفيعي المستوى، دون أن يسمّهم.

ومساء الثلاثاء، قال مسؤول إسرائيليّ رفيع المستوى، معقبا على تقرير وكالات الاستخبارات الأميركية التي ذكرت أن بقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في الحكم، واستقرار ائتلافه على المحك: “أولئك الذين ينتخبون رئيس حكومة إسرائيل هم مواطنو إسرائيل، وليس أي شخص آخر”.

وأضاف أن “إسرائيل ليست تابعة للولايات المتحدة، ولكنها دولة مستقلّة وديمقراطيّة، مواطنوها هم الذين ينتخبون الحكومة”.

وتابع: “نتوقع من أصدقائنا أن يعملوا للإطاحة بنظام حماس الإرهابي، وليس الحكومة المنتخَبة في إسرائيل”.

وذكر المسؤولون الأميركيون أن عملية إسرائيلية في رفح، “ستؤدي على الأرجح إلى تغيير كبير في السياسة الأميركية، بما في ذلك إنهاء الحماية الأميركية التلقائية لإسرائيل في مؤسسات الأمم المتحدة، وفرض قيود على استخدام الجيش الإسرائيلي للأسلحة الأميركية في غزة”.

ولم يتحدّث بايدن ونتنياهو منذ 15 شباط/ فبراير الماضي. وقال البيت الأبيض إن بايدن أعرب في مكالمته الهاتفية الأخيرة مع نتنياهو عن قلقه بشأن عملية إسرائيلية في رفح. وبحسب التقرير، فإنه “في الأسابيع التي مرّت منذ ذلك الحين، دارت مناقشات عديدة في البيت الأبيض بشأن سيناريو عمل إسرائيلي في رفح، والخلاصة هي أن إدارة بايدن لا يمكن أن تسمح بحدوثه”.

وأشار التقرير إلى أن إدارة بايدن تعتقد أن إسرائيل لا تستطيع تنفيذ خطة إخلاء رفح بطريقة تمنع إلحاق أضرار جسيمة بالمدنيين في القطاع.

وفي حين ذكر التقرير أن بايدن لم يتخذ بعد أي قرارات بشأن الردّ الأميركي على عملية محتملة للجيش الإسرائيلي في رفح، أشار إلى أن أحد خيارات الردّ التي يتمّ النظر فيها في المناقشات الداخلية بين البيت الأبيض، ووزارة الخارجية الأميركية، والبنتاغون؛ فرض قيود على استخدام الجيش الإسرائيلي للأسلحة الأميركية في غزة، بحسب ما قال مسؤولان في إدارة بايدن.

وفي وضع كهذا، لن تتوقف واشنطن عن تزويد إسرائيل بالأسلحة، لكنها ستحدّد لإسرائيل أن أنواعا معينة من الذخائر الأميركية الصنع، محظورة للاستخدام في رفح، أو في كلّ قطاع غزة، فيما يُسمَح باستخدامها في بلدان أخرى مثل لبنان، وفق التقرير.

وقال مسؤول أميركي آخر إن هناك احتمالات بأن يؤدي اجتياح إسرائيلي لرفح إلى إتاحة الولايات المتحدة لمجلس الأمن الدولي، بتبني قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.

وحتى الآن، استخدمت الولايات المتحدة حقّ النقض (الفيتو) ضدّ قرارات تدعو لوقف إطلاق النار في غزة، ثلاث مرات منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وقال مسؤول أميركي، إنه “إذا قرّر نتنياهو (معارضة) بايدن، والشروع في مثل هذه العملية (في رفح)، فستكون هناك مواجهة ستكون في الواجِهة”، فيما ذكر ناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركيّ أن “هذه تكهّنات من مصادر مجهولة، ولن نعلّق على سيناريوهات افتراضيّة”.

ولفت مسؤولون إسرائيليون وأميركيون وصفهم التقرير برفيعي المستوى، إلى أن هناك احتمالا ضئيلا لشنّ عمليّة واسعة على رفح، قبل نهاية شهر رمضان.

وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، قال نتنياهو أمام مؤتمر اللوبي الأميركي المؤيد لإسرائيل (إيباك)، إن إسرائيل لن تتمكن من الانتصار في حربها على قطاع غزة المحاصر، دون “القضاء على قوات حركة حماس في منطقة رفح”، جنوبي قطاع غزة، التي نزح إليها نحو مليون فلسطيني في ظل الحرب الإسرائيلية المدمرة والمتواصلة منذ 158 يوما.

وفي انتقاد ضمني وجهه للرئيس الأميركي، قال نتنياهو: “إسرائيل ستنتصر في هذه الحرب مهما حدث. ولكي ننتصر في هذه الحرب علينا أن ندمر ما تبقى من كتائب إرهابية تابعة لحماس في رفح؛ ولأصدقائنا في المجتمع الدولي أقول: لا يمكن دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها من جهة، ثم نعارضها عندما تمارس هذا الحق من جهة أخرى”.

وتابع: “لا يمكنك أن تقول إنك تدعم هدف إسرائيل المتمثل في تدمير حماس، ثم تعارض إسرائيل عندما تتخذ الإجراءات اللازمة لتحقيق هذا الهدف. ولا يجوز لك أن تقول إنك تعارض إستراتيجية حماس المتمثلة في استخدام المدنيين كدروع بشرية، ثم تلوم إسرائيل على الخسائر في صفوف المدنيين نتيجة لإستراتيجية حماس هذه”.

وأفادت “بوليتيكو”، اليوم بأن بايدن يبحث إمكانية جعل المساعدات العسكرية لإدارة تل أبيب مشروطة، إذا ما قررت تل أبيب المضي قدما بخطط الهجوم البري على مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.

ونقلت عن مسؤولين أميركيين لم تسمهم، أن بايدن لم يفرض أي قيود على إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، لكنه قد يضع ذلك على جدول أعماله إذا شن الجيش الإسرائيلي هجوما بريا على رفح. وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل لم تقدم للإدارة الأميركية بعد خطة قابلة للتنفيذ لحماية المدنيين في رفح.

يذكر أن بايدن أشار في مقابلة سابقة مع قناة MSNBC، إلى أن الهجوم البري الإسرائيلي على رفح بمثابة “خط أحمر” له، لكنه شدد في المقابل على أن “لن يتخلى أيضا عن إسرائيل”.

ومؤخرا، بحث “كابينيت الحرب” خطة لـ”إجلاء” الفلسطينيين من رفح في إطار الاستعداد لاجتياحها، رغم التحذيرات الدولية من أن خطوة كهذه قد تؤدي إلى مجازر بحق مئات آلاف النازحين إلى المنطقة.

وفي وقت سابق، قال بايدن، إن الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لمدينة رفح في غزة، حيث يعيش أكثر من 1.5 مليون فلسطيني خط أحمر بالنسبة له.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب