مقالات

رحلة متعبة بالنسيان مع الفكر العربي الوحدوي بقلم د-عزالدين حسن الدياب

بقلم د-عزالدين حسن الدياب

رحلة متعبة بالنسيان
مع
الفكر العربي الوحدوي
بقلم د-عزالدين حسن الدياب
شغل الفكر القومي اهتمام أجيال عربية متفاوتة في أعمارها وانتماءاتها،لكنّها الأجيال التي آمنت بالوحدة العربية قدراً ومصيراً لها.
ولكن الإنشغال الذي حقق الانتصارات بعد عقد،قل وكثر، من الحكم العثماني وما أتى به من تحديات لشعب استيقظت العروبة في وعيه جنبا إلى جنب مع الإسلام دينا وثقافة،فكانت العروبة بهذه الحالة ثقافية اللسان والعادات والقيم والأعراف العربية،وإنسانيّة الوازع والوجهة .
وكانت ثلاثيته:وحدةً حرية اشتراكية إيذاناً باستيقاظ النضال القومي،لمغالبة التحديات التي شخّصها فكر هذه الثلاثية،من التخلف إلى التجرئة والفرقة،والاستعمار والجهل بحقائق الأمة العربية التاريخية والحضارية والثقافية،من أنها أمة بلغت المجد في فتوحاتها،منقادة وموجهة برسالتها الخالدة،لتكون نقطة التلاقي مع البشرية أينما وجدت اعترافاً بثقافاتها وتنوعها
ومعتقداتها،على طريق إنسانية جديدة،حق الإنسان فيها حق مقدس لايعلو عليه إلاً الحق،فالحق عقد اجتماعي وفكري وثقافي وعقائدي وإيماني.
وكان الفكر القومي بأبجديته،نقطة التلاقي،بين الباحث عن مشتركاته،ورواده،ومن نظر لإشكالاته.
“نحن أمة”وتساءل من قرأ هذا العنوان لكُنَيِّب،قال فيه كاتبه في بلده تونس:نحن إمة عربية تٍشكّلها أقطارها الممتدة من الخليج العربي إلى المحيط الهادري،ويعذره النسيان، وهو من أرذل العمر اسم الكاتب،وما حقق فيه من أسبقية حول أساسيات الفكر القومي وألف بائه،وتلاقيه مع بدايات الفكر القومي،فالثلاثية واحدة وإن إختلفت بالتسميات،فكلاهما يقول بالوحدة العربية،ويؤكد على العدل الاجتماعي ومنافعه،شعبا وقضايا،ونزوعا حضارية.
وعرف الجيل العربي الجديد،بالفرح الذي يبلغه كل ماوجد فكرة،عند أي كاتب عربي يهتم بالعروبة والوحدة العربية،وما
تلاقيه هذه الأمة من تحديات ومخاطر،ففرح بهذا الكتاب،وما أتى به من أفكار وأطروحات ومفاهيم،مشغولة بإشكالات الفكر القومي،المهموم والمشغول بمعركة المصير العربي،وصلته بالمستقبل العربي المنشود،أليس هذا المستقبل معركة وجود
للجيل العربي الجديد،بل قل للأمة العربية بكل مكوناتها؟
وإذا كانت معركة الأمةً العربية معركة وجوده،وانشغاله استقطبته،فكانت الطاغية على كل انشغالاته واهتماماته،فأراد لها معرفة بمن يأواها،ويبحث في قضاياها،فالتقى مع مالك بن نبي قراءة وبحثا وتنقيباً،قائلا لنفسه ترى هل من جديد عنده،يفيد بالوحدة الفكرية بين أهلها في بلاد العرب أوطاني،بين رواد فكر البدايات،هنا وهناك في مشرق الوطن العربي ومغربه،ووجد في ثلاثيته،بوصفها أساسيات للنهضة:الإنسان الزمن التراب،وما بنها جدل لايتوقف،وتأثير متبادل.
وهمت مجموعة من الجيل العربي الجديد تبحث،في اشكالية الثقافة عند مالك بن نبي بحثا عن إغناء الفكر القومي،وقالت
كلمتها،إن التجديد في الفكر القومي لايجب أن يخرج عن ثوابته،على طريقة اليسراوية التي أرادت الضلال في هويته،فكراً
للأمة العربية. فما قاله مالك عن الإسلام في معانيه وغاياته ووجهته العربية،لايخرج عما قاله فكر البدايات للفكر العربي
الوحدوي:ووازعه القومي الإنساني
هل من مسامحة،والمسامح كريم،لهذه الرحلة المتعبة بالنسيان،مع الفكر القومي العربي الوحدوي،فكر الأمة العربية
بجدارة ؟
د-عزالدين حسن الدياب -اليوم الخامس من رمضان-تونس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب