مقالات

الحرب المتوالية بقلم علي الدوش -السودان –

بقلم علي الدوش -السودان -الهدف.

الحرب المتوالية
بقلم علي الدوش -السودان –
لم يكن اندلاع الحرب صبيحة “15” أبريل هو وليد لحظته بقدر ما مثل عملا مخطط له تدريجيا وفق مراحل متعددة منذ قيام ثورة ديسمبر في “2018م” واُحكمت حلقات التمرحل بعد سقوط رأس نظام سلطة الإنقاذ وتولى ربيبه ابن عوف الذي رفض من قبل الشعب بصورة مبكرة بعد تسلمه لدفة المشهد بعد الإزاحة الصورية لرأس النظام المتمثل في المخلوع البشير
وتداعى البرهان لقيادة المشهد بترشيحات متوارية من اللجنة الأمنية لنظام الإنقاذ استلم البرهان مقاليد السلطة بإبرتها التي ظل يعمل بها لإفراغ الثورة من مضامينها وتمثل ذلك في التماهي وغض البصر عن أهداف الثورة في بلوغ غاياتها التي من أجلها انطلقت وظل التماهي واللعب على حبل الأوراق المختلطة إلى أن اندلعت الحرب اللعينة التي نعيش فصولها المزرية غصة في الحلق وكتل من الهم تثقل موازين القلب وظلاما يدمس أفق التطلع نحو مستقبل يليق بالشعب السوداني.
فقد أفرزت الحرب الكثير من المضاعفات السالبة التي أفرزت كما هائل من الانتهاكات المختلفة على أصعدتها طالت البنية التحتية والقيم الأخلافية بما تسبب في النزوح واللجوء بأعداد لفتت النظر المحلي والعالمي
ولازالت الحرب على عواهنها تحصد الأرواح وتغيب معالم الدولة والاستقرار المجتمعي
وما يغص في الحلق أن الحرب قد حادت بفعل التدخلات الدولية عن أهدافها المعلنة في بداية اندلاعها فذهب الجيش إلى أفق التكسب السياسي لتعزيز ميزان قوته على الصعيد الجغرافي بعد أن عجز في حسم التمرد كما وعد في حين ذهبت قوات الدعم السريع إلى التغنم من المناطق التي تجتاحها تحت مظلة ضعف الجيش تاركة مبدأ اشاعة الديمقراطية الذي من أجله تكالبت قوى الشر والبغي على أعراض المجتمع وممتلكاته فهي فرصتها في حالة اللا دولة التي أنجزتها الحرب بفعل طرفيها المتقاتلين
لاشك في أن هذه الحرب ستتوقف يوما على أي شاكلة لتعود أرتال المجتمع التي غادرت لسوانح النزوح واللجوء إلى مواطنها لتخوض حربا ضروس هي الأخرى من نوعها بإثبات أحقية الملكية للمنازل تحت مظلة العبث بالأراضي وتواثيقها لمن يملكونها قبل اندلاع الحرب
وقد تقود حرب الوثائقيات والتوثيق للملكية إلى حرب أهلية تحت مظلة التسليح الشعبي التي أفرزتها حالة الضعف التي تعيشها القوات المسلحة والتي انعكست في السقوط المتوالي للفرق العسكرية والولايات المتعددة في الفترة السابقة دون المقدرة على استعادة المناطق الأكثر حيوية ورمزية ولازالت تحت سيطرة من اعتدوا عليها
فهل كتب علينا كشعب أن يرزح تحت مظلة سلطة الأمر الواقع أن نعيش فصول حروب متوالية ليتسنى لسلطة الأمر الواقع التشبث بمقاليد السلطة في انشغال الشعب بانشغال مفتعل خطط له بدلا أن ينشغل الشعب ببناء دولة يرسي فيها مرتكزات دولة القانون والمؤسسات التي ستحيق بتطلعات اللجنة الأمنية وتشبثها بمقاليد استنزاف الموارد لحساباتها الخاصة ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب