الطوفان الكاشف .. ملاحظات !!
بقلم اسماعيل ابو البندورة
لعل أبرز ماكشفه طوفان الأقصى في بدايته واستمراره .. في مجرياته ومنعطفاته .. هو انكشاف حالة الكيان النازي وقوته المتوهمه ومجتمعه المتماسك وأدوات الردع الهائلة لديه وبدا كل ذلك من سقط المتاع الذي تهاوى تحت ضربات شجاعة الشجعان وأصحاب القضية الأوفياء ..
وانكشفت ذاتنا وحالتنا الفلسطينية والعربية أيما انكشاف إذ لاحظنا اصطفافات هجينة وانقلاب على كل ماتعارفه العرب في تاريخهم القديم والحديث سواء على صعيد الأخلاق والقيم والمواقف أو على صعيد مانشهده من الأفعال المنكرة والمستهجنة والمنافية لكل الأعراف وكل ما خرج من بين هذا العماء والاختلاط الذي ساد واستمر في تقديم بعض أعذاره ومحاجاته وهذاءاته المتهافتة ..
وانكشف سقوط الغرب المريع وتهافته وتراجعه عن العديد من القيم والمعايير التي تباهى بها طوال القرون الماضية وأزعوماته عن الغرب المتقدم والديموقراطي والمدافع عن حقوق الإنسان وبدا متوحشًا لايراعي إلًا ولاذمة ويقف مع الاجرام والتوحش ويساند قتل الأطفال وهدم المستشفيات والمدارس والمساجد تحت عناوين ومحاجات أخذها وتبناها من أفواه القتلة والمجرمين دون أي اعتبار للمشهد الهمجي الذي يعرض على الشاشات ويرى بكافة تفاصيله ..
ومع غرابة هذه الانكشافات وآثارها السلبية واكراهاتها في هذه المواجهة التي نراها ملحمية إلا أن ما أطل منها وكان موحيًا هو صورة العربي الفلسطيني والشعب الصامد الجسور الذي يقاتل ويقتحم ويستشهد من أجل تحرير وطنه ويغض الطرف عن كل ما أحاط ويحيط به من تراجعات وضلالات ويمضي ببسالة متلمسًا حياة تسر الصديق أو مماتًا يكيد العدا !!
