مقالات

غزة جعلها الاحتلال اكبر سجن مفتوح عرفته البشرية وحولها لتصبح اليوم اكبر مقبرة للقيم الانسانية في التاريخ بقلم مروان سلطان.

بقلم مروان سلطان-فلسطين -

غزة جعلها الاحتلال اكبر سجن مفتوح عرفته البشرية وحولها لتصبح اليوم اكبر مقبرة للقيم الانسانية في التاريخ

بقلم مروان سلطان.       فلسطين

27.3.2024

مهما كتب المؤرخون والساسة والإعلام عن قطاع غزة لا نستطيع ان نفيها حقها من الكلمات، ليس هو ما تعرضت له غزة من صنوف العذابات والالم والنكبات التي يمكن لنا ان نسجلها، ونتحدث عنها.  لكنه الانسان الغزي الصابر المرابط الذي تنحني لها القامات وترفع له القبعات . الالام تزول منها الجبال وقصص تروى من الشدائد تحكي قصة لبلد منسي من الجغرافيا والتاريخ لم يابه العالم الى معاناته لا في الاسر ولا عند الحرب.

قطاع غزة فرض عليه حصارا واجراءات منذ الاحتلال واشتد الحصار بعد العام 2007  على الدوام منذ احتلال غزة تختلف عن اي مدن اخرى وتم التعامل معها باجراءات مختلفة في التنقل ، والبيع والشراء، والعبادة والعلاج وكل شؤون الحياة. وفرض عليها حصار وطوق امني ، ومعابر عسكرية تحد من الشان العام الفلسطيني. سجن كبير مفتوح بكل ما تحمله الكلمة من معنى . لم يسعف الغزيين احدا ولم يرفع الحصار عنها  لا الامم المتحدة ولا غيرها. الحديث ، بمعنى ان الفلسطينين في غزة ” المواطنين” هم ضحايا هذا الحصار المقيت. يبغ عدد سكان غزة المليونين ونصف شخص يعيشون في مسحة 350 كم٢. وبسبب تحكم اسرائيل في الحياة العامة من اقتصاد وحركة تنقل عبر المعابر عدى معبر رفح الذي يستخدم للدخول والخروج من والى غزة للغزيين ، اما ما يتعلق في الاقتصاد والاستيراد والتصدير فام معبر كرم ابو سالم الذي تشرف عليه اسرائيل وتسيطر عليه هو من بتحكم بهذه العملية، التي بقيت من خلال هذه المعابر الحياة الاقتصادية ضعيفة. وقد قامت اسرائيل باغلاق المعبر الاقتصادي كرم ابو سالم مرات عديدة ردا على المناوشات الحدودية ، لتخنق غزة تماما وتحوله الى سجن بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .

تعتبر البطالة في قطاع غزة قبل ان تشن اسرائيل حربها على القطاع هي الاعلى في العالم وتبلغ ما نسبته %45. ويعيش %60 منهم تحت خط الفقر. وبسبب تدهور الحالة الاقتصادية فان ما يقرب من نصف مليون انسان تركوا غزة والبعض منهم ركب البحر في موجة الهجرات غير الشرعية وابتلع البحر عددا لا باس به اثناء ركوب البحر في طريقهم الى دول الشتات. اما بعد الحرب فقد فقد الناس مصادر رزقهم سواء العاملين منهم في السوق الاسرائيلي ، او بسبب ما ارتكبه الاحتلال من تدمير للمرافق الزراعية والصناعية والتعليمية  وكل المرافق…. الخ في غزة.

منذ عام 2007  الى ما قبل السابع من اكتوبر 2023 شنت اسرائيل عدة هجمات عسكرية عرفت باسماء مختلفة منها الرصاص المصبوب ، وجز العشب …. الخ وقتلت الالاف من الفلسطينين ودمرت مئات الشقق السكنية، والبنية التحتية الى ان جاء السابع من اكتوبر حيث اعلنت الحرب الشاملة على غزة ، واستطاعت ان تحول الى غزة الى اكبر مقبرة في التاريخ، ووصلت اعمال القتل والتدمير في العملية العسكرية الى الابادة الجماعية ، والتهجير  والتجويع ومنع الادوية واقتحام المستشفيات طالت كل انحاء القطاع،  فقتل عشرات الالاف من المواطنين وكذلك عشرات الالاف من الجرحى وتسببت الاعاقات بالمئات. لقد شارك اسرائيل في هذه المجزرة كل الذين زودوها بمختلف انواع الاسلحة والعتاد من الدول الغربية. وبدون شك كانت سببا لهذا الحجم من الدمار الهائل والقتل والاصابات المروعة.

اليوم وبسبب الجوع والعطش ونفاذ الادوية بسبب اغلاق المعابر وعدم وصول المساعدات الانسانية فان غزة اليوم اصبحت مقبرة لمن مات جوعا او مرضا اذا لم يمت بالحرب ، هنا في غزة قبرت الانسانية وقبرت المبادئ والقيم التي تشدق بها العالم الملوث.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب