
الإرهاب وجذوره في الوطن العربي
بقلم د-عزالدين حسن الدياب
الحديث عن الإرهاب في الوطن العربي ،لابد أن يبدأ من التفاتة،حمالة لموقف فكري،يستند إلى وازع قومي عربي،منعا من خلط الأوراق،بين إرهاب مورس على الأمة العربية في أكثر من فطرًومدينة وقرية.
هذا الإرهاب جاء من ولادة العدوانية الغربية،على حدود الأندلس،ولا تتسع المداخلة للتفصيل،وإنما تحيله للتاريخ
وذاكرة الأمة العربية،من ألأيام الأولى لنشئة الاستعمار،منقاداً تحت رايات وأعلام ماسمته هذه العدوانية،”بالحروب الصليبية
،وتحكي سجلاته ماحدث من وحشية في تراب الجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا وليبيا،ومن قبل ومن بعد في مصر والسودان،ومن ثم في سوريا والعراق ولبنان.
وتظهر قمة وحشيةالإرهاب الذي مارسته العدوانية الغربية،يوم تفتقت عبقريتها الإجرامية في تأسيس الكيان الصهيوني،الذي قدّم مشاهد عن القتل الجماعي والتهجير والتصفية العرقية،التي عنت إحلال مجموعات صهيونية قادمة من بقاع مختلفة،على اختلاف جنسياتهم وأممهم،وخاصة من إوروبا التي أذاقت اليهود الأمرين،ورمتهم في بلاد غير بلادهم،
وعلى حساب الشعب العربي الفلسطيني،المغروس في أرضه فلسطين،من آلاف السنين،وشاركتها هذا الإرهاب،امبراطورية
ناشئة،إسمهاًالولايات المتحدة الأمريكية.التي تشارك الكيان الصهيوني نشاته بالقتل والتصفية،واغتصاب الأرض،وكل ما من شأنه يعادي ويناقض حق الإنسان في الحياة.
وعن سؤال عن ردود محتملة لهذا الإرهاب،الذي عرفه الوطن العربي،ولايزال يعرفه،حتى هذه اللحظة بدءاً من العراق وجرائم العدوان الأطلسي-الأمريكي-الصهيوني،ومرورا بحكامه الذي يحكمون الوطن العربي،وانتهاءبجرائم الصهيونية في فلسطين
وكل تراب غزّة،أليس لهذا الإرهاب ولاداته الهجينة في الوطن العربي،مثل القاعدة وداعش،وما ستحدثه العدوانية الغربية
الأمريكية الصهيونية،من إرهاب سيتفتق تحت مسميات جديدة ولكن إلى جانب هذا الإرهاب،الذي أتينا إليه،ألا يمكن أن يتواجد إلى جانبه،ردود فعل عليه،ردود فعل مشروعه،مثل المقاومة العراقية،والمقاومة الفلسطينية،الطالعة أمام
أبصارنا ونظرنا الآن في غزّة المجد والفداء. وستحاول العدوانية الغربية-الأمريكية تسمية هذا المشروع العربي المقاوم بالإرهاب؟
هذه المداخلة تكتفي في طرح أسئلتها،للقول في شأن إرهاب حمال لأخلاقيات الإرهاب سالف الذكر من أرضية القول في
الظواهر البنائية -نسبة إلى البناء الاجتماعي-لاتأتي من فراغ،وإنما لها دواعيها وأسبابها،وكل الوقائع البنائية،صغيرها وكبيرها،تتداخل فيها العوامل الخارجية والداخلية تدخلا متباينا،وبالتالي فإن هذا التدخل يشكل قدرا للظواهر أو الوقائع البنائية،أوقل الظروف التي تحكمها على اخنلاف مستوياتهاومضامينها،
والمعروف منهجيا أن الأحداث البنائية لاتعيش مفلوتةعلى هواها وإنماهي محكومة لقوانينها،أو قل نواميسها.وهذه القوانين في نهاية الأمر هي التي تحكم مسار الواقعة البنائية،وهي التي تحدد تعيناتها داخل الأنساق البنائية الرئيسة المعروفة للعلم الانثروبولوجي،مثل النسق الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي،ومن علماء الانثروبولوجيا من يضيف نسق الضيط الاجتماعي الذي يتضمن من وجه نظره هؤلاء النسق السياسي .
تريد هذه المقدمة أن تقول إن التأثير المتبادل بين العوامل الداخلية والخارجية يجنح في بعض الأحيان لصالح العامل الخارجي،ظاهرة القاعدة وداعش،وخاصة في الشأن السياسي ،عندما لاتريد الدول والسياسات صانعة الإرهاب،أن تكشف عن وجهها وتزيح قناعها وتطفو هذه الظاهرة الإرهابية في الدول الفاقدة لسيادتها مثل أغلب مايسمى العالم الثالث أو مايطلق عليه عالم الجنوب.ومنه وطننا العربي.
نقول جنوح الأحداث وحضوعها في بعض الأحداث للعامل الخارجي، نقولها بحذر،واكتفينا بذكر الوطن أنموذجاً.
لانريد في هذه المداخلة ولوج هذه الإشكالية،وننتقل إلى واقعة الإرهاب الحآلي، وتعدد مناطقه وصوره،ووحشيته التي حملت إسم الإسلام،ومن يعرف الإسلام على حقائقه الإنسانية،يدرك بيقين العارفين إن الإرهاب الذي نراه في ظاهرة داعش صناعة الإرهاب الأورو-أمريكي-صهيوني.
د-عزالدين حسن الدياب -30-3-2024.