أمريكا على وجه الخصوص، والغرب على وجه العموم. بقلم الدكتور غالب الفريجات
بقلم الدكتور غالب الفريجات
أمريكا على وجه الخصوص، والغرب على وجه العموم.
بقلم الدكتور غالب الفريجات
الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن على قرار حق فلسطين في عضوية كاملة في هيئة الأمم، وامتناع كلا من بريطانيا وفرنسا عن التصويت دعما للموقف الأمريكي ليس بغريب هذا الموقف من الغرب الامبريالي المتصهين، الذي يسير في فلك الصهيونية العالمية، وفي الوقت نفسه يؤجج الحقد المتجذر في النفوس، والذي لم يجد له جوابا إلا أن هذا الغرب يعيش ازمته الأخلاقية مع نفسه في مجمل طروحاته الفكرية والثقافية، وتنظيراته السياسية، وشعارات الديمقراطية و حقوق الإنسان والمرأة والطفل، وما إلى ذلك من خزعبلات وهمية وكاذبة.
في كل خطوة يخطوها هذا الغرب عدوان على الإنسانية، والعودة به لثقافة الغاب التي تتناسب مع مستوى فهمه للحياة البشرية، الحياة التي لم تتجاوز فيه ثقافة بهائم الغابة والوحوش البشرية، فالإنسان ثقافة ووعي وسلوك إنساني، والغرب الذي يدعي بالتحضر مازالت ثقافة الوحوش كامنة في تلافيف عقله، ولم يتمكن من مغادرتها لأنها غير أصيلة في وعيه وادراكه، ولا عجب ان وجدته يتناقض مع نفسه، وفي الأغلب يسير عكس ما فرضته رتوش حضارته الشكلية، فالحضارة لديه تتعمد تطليق المادة عن السلوك، ومن لا ترتبط ما لديه من تحضر وثقافة وعلم بسلوك أخلاقي، فلا قيمة لعلمه ولكل علوم الأرض التي يحملها على كتفيه، فهو كالحمار الذي يحمل اسفارا.
القضية الفلسطينية قضية انسانية، ومن يقف منها بالضد فهو بالتأكيد مجرد من الإنسانية، والصهيونية حركة عنصرية عدوانية توسعية، ومن يتخندق في خندقها فهو بالتأكيد عدواني بربري لا أخلاقي، فكيف بالغرب يجمع بين يديه النقيضين يدعي بكل المعايير الإنسانية، ويمارس كل المعايير اللاانسانية، فهل هذا دليل على أن ثقافته خاوية لا حياة فيها، وأن هذه الثقافة تفرغ الإنسان من كل الجوانب الروحية التي وضعها في داخله رب الخلق، وهل هؤلاء القوم بجديرين لا
نقول بالحياة، بل بأن يتصدروا المشهد الإنساني العالمي؟ ، وهل العالم وفي ظل كل الحروب التي صنعها الغرب، ودمر فيها الحياة البشرية، واعطب السلوك الإنساني جدير بأن نتعامل معه؟ .
انا أجزم اننا نحن الذين نتعامل مع هذا الغرب، لا بل ونستكين لهيمنته وتسويقه لاخلاقه ولانسانيته المزعومة مسؤولون في كل ما يجري لنا وعلينا، فنحن لم نحسن صنع الحياة التي ترفض الجبن والخوف، وتعزز من قيم الرجولة والمبادئ التي تكمن في النفوس، وهي في صلب ثقافتنا التي تعشعش في العقول، ولا تحتاج منا جميعا إلا تعزيز الإيمان والارادة باتجاه تحقيق أهدافنا، وفي المقدمة من ذالك خلق قادتنا المسؤولين عن صناعة القرار لدينا، فهؤلاء من وصلنا لهذا الذل والمهانة حتى يستهين بنا الآخرون، ونحن من تقاعسنا عن اداء دورنا في محاسبة أصحاب القرار لدينا عن هذا المستوى المدتدني في الأداء حد الخيانة.
نحن نستطيع أن نؤدب هذا الغرب العدواني، وأن نفرض عليه ارادتنا ان تمسكنا بقيمنا وحددنا أهدافنا ومسارنا، وأن ننكر ذاتنا في العمل لأجل أمتنا وكرامتنا، فالقيم العاليه تحتاج لههم عاليه، وفي تاريخنا وثقافتنا الروحية والمادية ما يعيننا على ذلك إن تمسكنا بها، وربينا عليها ابنائنا، فالتربية صناعة الرجال، فهاهي نماذج مشرقة تسطرها غزة بالإيمان والارادة، وبالتربية التي تعد مصنع الرجال تصنع غزة البطولة.