مقالات

لماذا اوقف الرئيس الامريكي بايدن تزويد اسرائيل ببعض انواع الذخائر بقلم مروان سلطان. 

بقلم مروان سلطان- فلسطين-

لماذا اوقف الرئيس الامريكي بايدن تزويد اسرائيل ببعض انواع الذخائر

بقلم مروان سلطان- فلسطين-

10.5.2024

————————

ما زالت الجسور الجوية لتزويد اسرائيل بمختلف انواع الاسلحة تتوالى ولم تتوقف من الدول الغربية والولايات المتحدة. غير ان هناك بعض انواع الذخائر ذات القوة التدميرية العالية وبالغة الدقة هي التي اوقفها الرئيس الامريكي ، وليس الهدف  دخول اسرائيل اجزاء من رفح او خوف الولايات المتحدة الامريكية من اقتحام الجيش الاسرائيلي لباقي الاجزاء من رفح رغم تحفظ الادارة الامريكية من دخول اسرائيل الى منطقة رفح دون خطة تؤمن النازحين الموجودين في رفح الى مناطق امنة، مما يعني ان الولايات المتحدة موافقة من الناحية المبدئية على احتلال رفح، لكن باقل الخسائر البشرية التي من الممكن ان تسقط بسبب استعمال اسرائيل للقوة المفرطة اثناء العمليات العسكرية ، كما حصل في باقي انحاء القطاع وسقوط الاف الضحايا بسبب ذلك. والامر المهم ان الولايات المتحدة ايضا تخشى من التورط في حرب اقليمية ، صعب السيطرة عليها.

لقد علق الرئيس بايدن شحنة  من الذخائر التي تصل وزن الواحدة منها طنا واحدا ، منذ بدء العملية في رفح وان استعمالها قد يسقط المئات من الضحايا وهذا ما تعترض عليه الادارة الامريكية. لقد تسببت العمليات العسكرية في قطاع غزة الى تشنج في العلاقات بين حكومة نتنياهو والبيت الابيض، بسبب اعتراض الرئيس بايدن والادارة الامريكية على اسلوب ادارة الحرب التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة، وسقوط اعداد كبيرة من الضحايا اغلبيتهم من النساء والاطفال . ولقد اثار ذلك حفيظة الشارع الامريكي والاوربي الذين يمارسون ضغوطا على حكوماتهم لوقف تزويد اسرائيل بالسلاح، ووقف الاستثمارات المالية للجامعات في شركات مصانع الاسلحة التي يتم تزويد اسرائيل بها.

الرئيس بايدن وادارته يشعرون اليوم ان هذه الحرب سوف تؤثر على الانتخابات الامريكية لانتخاب رئيس الولايات المتحدة بعد عدة اشهر ، وان شراكة الولايات المتحدة مع اسرائيل في هذه الحرب سوف تفقد الحزب الديمقراطي اصوات الناخب العربي ، وبالتالي خروج الحزب الديمقراطي من البيت الابيض وترجيح مرشح الرئاسة من الحزب الجمهوري ليكون الرئيس القادم للولايات المتحدة.

كل هذا ان كان يقع في حسابات البيت الابيض ، فان التوقعات اكثر من قيام رئيس الحكومة الاسرائيلية بالانزلاق في حرب اقليمية اخرى على الجبهة الشمالية وهذا ما تخشاه الولايات المتحدة الأمريكية وهي تدرك تمام ان نتنياهو من مصلحته الاستمرار في الحرب وتوسيع نطاقها للاستمرار في سدة الحكم مع الاحزاب اليمينية المتطرفة مما يمكن ان يؤدي الى توريط الولايات المتحدة وحلفاؤها في الدخول بحرب هي في غنى عنها في هذا التوقيت مع بدء الدخول في لتون الانتخابات الامريكية .

وبالرغم من التزام الولايات المتحدة الامريكية  في امن اسرائيل فان الرئيس بايدن من خلال وقف شحن هذه القنابل الضخمة، يبدي استيائه من رئيس الوزراء الاسرائيلي لامتناع الاخير من التوافق مع السياسة والقرارات الامريكية بطريقة دبلوماسية. 

منذ نشأة اسرائيل فان العلاقة الاسرائيلية الامريكية ايا كان الحزب الحاكم الديمقراطي او الجمهوري  هي علاقة استراتيجية، ولولا الدعم الامريكي اللامحدود  لما استطاعت اسرائيل الوقوف في كل الصراعات التي مرت بها في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب