مقالات
حق الأمة العربية..حقٌ فلسطيني على الأحزاب العربية بقلم د-عزالدين حسن الدياب
بقلم د-عزالدين حسن الدياب

حق الأمة العربية..حقٌ فلسطيني على الأحزاب العربية
بقلم د-عزالدين حسن الدياب
أن تتناول مسألة الحق في أية قضية من القضايا الفكرية،في مقاربة فكرية لقضية الحق في قضايا الأمة العربية المعاصرة،يملي عليك الاقتراب من مفهوم الحق في اللغة العربية،تمهيداً منهجياً،للقول السليم في قضية حق الأمة العربية،بوصف هذا الحق حق فلسطيني،إنطلاقا من مسلمة قومية تقول بشأن القضايا العربية،التي تشكل تهديدا للوجود العربي،من أن فلسطين قضية مركزية في معركة المستقبل العربي واستناداً للقانون القومي العربي،الذي يقول إنّ حدود القطر العربي الواحد،هو حدود الوطن العربي كله،وهذا القول يأتي من خطر الكيان الصهيوني الذي أسس بتخطيط من الحركة الصهيونية العالمية وتنفيذا ودعما من العدوانية الغربية الأمريكية،وفي هذه الحالة”فالخطر الصهيوني ليس مجرد غزو اقتصادي يحركه المال والطمع المادي،وإنما هو في الدرجة ألأولى غزو ديني لايشبهه في التاريخ إلاّالحروب الصليبية،ولايقوى على دفعه إلاّ يقظةً الأيمان في نفوس العرب-في سبيل البعث-ج1-ص202-6- آب-1946″..
وما دامت معركة الأمة العربية مع الصهيونية العالمية،التي تتمركز في فلسطين،كنقطة ارتكاز لبلوغ” إسرائيل الكبرى” الممتدة من النيل إلى الفرات،مروراً بكافة الأقطار العربية.امتلكت فلسطين حقها بأن تكون قضيتها تمثل التحدي الوجودي الأكبر في معركة المصير العربي. وعلى هذا الأساس،وجد الفكر القومي،وتلمس الحق الفلسطيني التاريخي،بناء على رؤيته واستشرافه للعدوانية الغربية المؤسسة للكيان الصهيوني،بعد أن اختارت له مكانا وموطئ قدم في فلسطين:”إنّ العداء الذي وجه للأمة العربية في هذا العصر،وما يزال،لم يوجّه لأي شعب في العالم،لأي بلد في العالم.لم يهدأ هذا العداء من مئات السنين،وأنتم تعرفون التاريخ،وهو مستمر في هذا العصر.الحروب الصليبية لم تتته بعد وصيغتها الأخيرة،هي الكيان الصهيوني،كما تعرفون صيغتها الأخيرة هي زرع هذأ الكيان ليكون عقبة كأداء في قلب الأمة العربية ليشغلها عن بناء نهضتها،ليزرع الفتن والانقسامات، في داخلها،ليجلب العدوان بين الحين والآخر عليها-في سبيل البعث/-ج3-ص98-1980″
وفيّ يوم طوفان الأقصى،وما تبعه من تاييد العدوانية الغربية الأمريكية للهجمة الصهيونية العالمية عل عزة، وخوفهم من أن يكون مصيره الزّوال، أكد بشكل قاطع سلامة رؤية الفكر القومي للخطر الذي يشكله الكيان الصهيوني على وجود الأمة العربية،وعلى دورها الحضاري الرسالي،وعلى ثقافة هذا الفكر العدواني الاستئصالي،وما تغريه الثقافة التوراتية التلمودية من
أساطير،تزيد الصهيونية همجية ووحشية تجاه الأمة العربية،إنطلاقاً من أرض فلسطين،التي عرفت ارضاً لانتصارات الأمة العربية من عين جالوت لحطين،فغزّة البطولة والفداء. إذا؛وبمساندة مطلقة من أهمية فلسطين،مكاناًً ودوراً نضالياً أطلقه من جديد ، يوم طوفان الأقصى،ملكت الحق لتكون حقاً فلسطينياً،في حق الأمة العربية تجاه أحزابها العربية الوطنية،والقومية والإسلامية،ممّا يملي على هذه تستعيد دورها،في تعبئة الرأي العام العربي،ليستعيد هو الآخر دوره،النهوض في القضية الفلسطينية لتكون في نضاله اليومي لها الأولوية على كل القضايا المصيرية،والتحديات التي تواجه الأمة العربية في معركة مصيرها.ورد في المعجم الوجيز:”حق الأمر حقا وحقوقاً :صح وثبت وصدق […]حِقَ له أن يفعل كذا،وفي القرآن الكريم
(وأذنت لربِها وحُقَتْ-مجمع اللغة العربية-القاهرة-1992-ص163″
إذاً؛ هل نجد في الوقت الراهن، غداة،طوفان الأقصى،وما قام به العدوان الصهيوني من آثام وجرائم ووحش لم
يعرف لها التاريخ مثيلا في الدمار والقتل والإبادة والتهجير ومحاربة سكان غزة بلقمة عيشهم ليكون الجوع أداة الكيان الصهيوني في غلبة المقاومة الفلسطينية،والقضاء عليها. تقول المقاربة هل تجد في الأحزاب العربية،على اختلاف
مستوياتها،وعقائدها واتجاهاتها،ووجهتها في النضال، أن تعيد للقضية الفلسطينية أوجها ومركزيتها،في نضالها
اليومي،مفوتة الفرصة على قوى التطبيع مع الكيان الصهيوني، ومانعة هذه القوى من تفويت الفرصة على المقاومة الفلسطينية،في بلوغ النصر الذي أحرزته ليكون مقدمة لتحرير فلسطين.وهل لفلسطين في هذّه الأحزاب
أن ترتقي في نضالها،لتكون فلسطين مدخلها، الظفر في نضال الوحدة العربية،الذي يقود إلى وحدة النضال.*
د-عزالدين حسن الدياب-1@-5-2024.