تحقيقات وتقارير

ديفيد هيل في «الدبلوماسية الأمريكية تجاه لبنان»: المطلوب تكليف دبلوماسيين مخضرمين لمعالجة شؤون لبنان المعقدة

ديفيد هيل في «الدبلوماسية الأمريكية تجاه لبنان»: المطلوب تكليف دبلوماسيين مخضرمين لمعالجة شؤون لبنان المعقدة

سمير ناصيف

من الأمور الصعبة على أي ديبلوماسي، مهما كانت جنسيته، الكتابة بشكل موضوعي عن موضوع يلعب فيه دوراً أساسياً لخدمة مصالح بلاده وربما يضطر إلى اتباع سياسات رؤسائه في وزارات الخارجية وفي القيادات المركزية في وطنه.
هذا الأمر ينطبق إلى حد كبير على ما كتبه ديفيد هيل في كتاب صدَرَ له مؤخراً بعنوان (الديبلوماسية الأمريكية تجاه لبنان بين عامي 1943 و2023) علماً ان هيل كان سفيراً للولايات المتحدة في لبنان والأردن وباكستان ومبعوثاً خاصاً للسلام في الشرق الأوسط كما أصبح في فترة مساعداً لوزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط (في الشؤون السياسية) بعد مسيرة طويلة في الديبلوماسية الأمريكية بدأت سنة 1984، وهو يعمل حاليا في «مؤسسة ويلسون» للأبحاث في الولايات المتحدة.
يبدو هيل في هذا الكتاب متأثرا إلى درجة كبيرة بمواقف وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر الذي رحل مؤخراً عن عمر ناهز المئة عام وبالمسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية الذين تأثروا بمشروع كيسنجر «البراغماتي» في التعامل مع الشأن اللبناني والعربي فيما يشعر القارئ بأن هيل لم يكن محبذاً للمواقف في السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في بداية عهده التي سعت للانفتاح الواسع نحو العالم العربي والإسلامي ولا إلى المواقف التفاوضية لوزير خارجيته جون كيري (الذي حل في مكان وزيرة الخارجية التي سبقته هيلاري كلينتون) مع دولٍ كسوريا وروسيا وإيران، ويفضل هيل سياسات أكثر «براغماتية» في هذا المجال.
وفيما كانت السياسة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي دوايت ايزنهاور ونائبه ثم وريثه في الرئاسة ريتشارد نيكسون تسعى لحماية الأقليات في لبنان (وخصوصاً في عام 1958) التي تعرضت للمواجهة مع المد الناصري القومي العربي، فان هيل، وبرغم احترامه لايزنهاور ومبادئه وسجله التاريخي يرى في الكتاب بأن «اللبنانيين بطوائفهم الدينية الثمانية عشرة المعترف بها مفطورون على الانقسام والنزاع فيما بين بعضهم الآخر مما يجذب اللاعبين الخارجيين إلى التدخل في شؤون بلدهم لبنان».
ويرى هيل ان ايزنهاور تدخّل في خمسينيات القرن الماضي لحماية الأقليات المسيحية في لبنان ليس بسبب لبنان نفسه بل في سياق حماية مصالح أمريكا في المنطقة، بينما أثر سلباً على هذه المصالح من بعده الرئيس رونالد ريغان عندما قرر التدخل العسكري في لبنان في مطلع ثمانينيات القرن الماضي مما أتاح المجال (بنظر الكاتب) «لأعداء أمريكا سواء الفلسطينيين أو سوريا أو ايران وحزب الله اللبناني باكتساب قدرة قوية على استخدام الأراضي اللبنانية لمواجهة مصالح الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين، (يقصد إسرائيل وبعض الدول الأخرى في المنطقة)». ويضيف: «يكشف هذا الكتاب كيف حدث ذلك ويقدم توصيات حول كيفية التعامل مع هذا الوضع الذي لم يخدم الأهداف الأمريكية». (ص 5) ثم يشير إلى تزامن الإحساس بالقلق لدى مجموعات كبيرة من قادة الأقليات اللبنانية من ان سوريا تحت قيادة الرئيس الراحل حافظ الأسد كانت مهيمنة على القرارات السياسية اللبنانية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. وقد حدث هذا الأمر حسب قول الكاتب ديفيد هيل: «منذ وضعي قدمي في لبنان كديبلوماسي في أيلول (سبتمبر) 1988 بعمر 27 عاما وكان آنذاك ريتشارد ميرفي، مساعد وزير الخارجية الأمريكية في المنطقة في مهمة إنقاذية ترمي إلى تسهيل عملية اختيار رئيس جمهورية لبناني مقبول من الرئيس السوري حافظ الأسد وتوافق عليه القيادات اللبنانية قبل انتهاء ولاية الرئيس اللبناني أمين الجميّل في تلك السنة. وقد أراد ميرفي من الأسد أسماء مرشحين أو ثلاثة لإعطاء المسيحيين اللبنانيين الموارنة خياراً يحفظ لهم ماء الوجه.. فاستدعى الأسد ميرفي وأعطاه اسم مرشح واحد هو مخايل الضاهر…. وكنا نعلم بان القادة المسيحيين سيرفضونه….» (ص 6 و7)
ولكن المؤلف اعتبر بان الاسم الذي طرحه ميرفي (حسب املاء الأسد) كان خياراً براغماتياً برغم أنه أدرك بان البلد سيسقط في حالة من الفوضى بنتيجته. كما يتحفظ هيل في أماكن أخرى من الكتاب إزاء قرارات رؤساء أمريكيين سابقين تجاوبوا مع مواقف قادة الأقليات المسيحية في لبنان الرامية للوقوف بوجه الاملاءات التي فُرضت عليهم وربما ما زالت تُفرض عليهم حتى الساعة. ويفضل هيل اتباع البراغماتية كمااعتمدها وزير الخارجية السابق هنري كيسنجر والذين اختاروا اتباع منهجه الواقعي من العاملين في وزار الخارجية الأمريكية أو القياديين الأمريكيين عموماً على الرغم من انه يشير في الكتاب إلى تحفظه على بعض سلبياتها. كما يبدو المؤلف هيل في أكثر من موقع في كتابه معارضاً لإرسال قوات أمريكية عسكرية لحماية لبنان والمصالح الأمريكية في لبنان، ولكنه لا يقول الشيء نفسه بالنسبة لإرسال قوات أمريكية عسكرية لحماية إسرائيل أو تزويدها بمبالغ ضخمة لتجهيز ترسانتها العسكرية…
ومن هذا المنطلق، يرى هيل ان السفير الأمريكي في لبنان في الخمسينيات من القرن الماضي روبرت ماكلينتوك كان بإمكانه ان يحل أزمة انتقال السلطة عام 1958 من الرئيس كميل شمعون إلى الرئيس فؤاد شهاب ديبلوماسياً ومن دون الحاجة إلى ارسال قوات عسكرية أمريكية إلى شواطيء لبنان لإطفاء نيران الأزمة. كما يرى هيل ان الرئيس رونالد ريغان أخطأ في ارسال قوات أمريكية عسكرية كجزء من القوات الأممية الدولية المتعددة الجنسيات إلى لبنان في مطلع الثمانينيات مما ساهم برأيه في تفجير مقر السفارة الأمريكية في بيروت وموقع قوات المارينز في عام 1983. التفجير الأول حدث في مطلع ذلك العام والثاني في صيف العام نفسه. وينسب هيل مسؤولية هذين التفجيرين إلى الجناح العسكري في حزب الله اللبناني، من دون التركيز في التحليل على أهمية أن قيادة هذا الجناح كانت تعمل وتشن عملياتها من موقعها في دمشق المرتبط بإيران والتي كانت سياسات كيسنجر ومتابعي منهجه تؤيد التعامل معها في لبنان على حساب التعامل الفاعل مع القيادات اللبنانية. ولا تتم في الكتاب معالجة نقدية معمقة لرؤية كيسنجر آنذاك التي كانت تعتبر بأن هيمنة سوريا على لبنان وتقاسم السلطة فيه بين سوريا وإسرائيل أفضل من الخيارات الأخرى، وذلك في سياق الميل للسياسات «البراغماتية» الأكثر فاعلية في منهج هيل الفكري.
ويؤكد هيل أن هذا الموقف الأمريكي البراغماتي في السبعينيات والثمانينيات استمر حتى تسعينيات القرن الماضي عندما يقول: «في التسعينيات، تخلت أمريكا عن لبنان لسوريا ضمن سعي إلى سلام إسرائيلي ـ سوري.. وأدت هذه الاستراتيجية إلى تمكين سوريا وإيران من تعزيز نفوذهما في لبنان لأكثر من عقد.. وخلال ذلك تحوّل حزب الله من مشكلة محلية صعبة لإسرائيل والعرب إلى تهديد دولي وجيش إقليمي وصاحب كلمة الفصل في لبنان، كما هي الحال اليوم». (ص 16) وبالتالي، فحتى البراغماتية بنظر هيل قد لا تنجح في بعض الأحيان.
ومما يشير إليه الكتاب أن مقاربة كيسنجر الإقليمية عمقت الأزمة في لبنان «عن غير قصد» من خلال استبعاد الفلسطينيين عن أي مفاوضات سلام مما جعل الصراع بين الفلسطينيين والموارنة في لبنان محتدماً ومما دفع سوريا للتدخل نيابة عن الموارنة.. وبالتالي، أسهمت أمريكا «عن غير قصد أيضاً» في المأزق اللبناني. (ص 87 و88) ويبقى السؤال حول إذا إرتُكبت هذه الأخطاء عن قصد أو غير قصد..
ويضيف في (الصفحة 91): «كلف الرئيس ريتشارد نيكسون سياسة الشرق الأوسط الأمريكية عام 1970 لوزير الخارجية ويليام روجرز حتى لا يطغي عليه مستشار الأمن القومي (آنذاك) هنري كيسنجر. فيحصل خلاف بين كيسنجر ووليام روجرز إذ كانت وزارة الخارجية تدعو إلى التحرك العاجل نحو السلام الشامل (في المنطقة) بينما كان كيسنجر يعتقد أن الوقت لم يحن بعد للمفاوضات بسبب استمرار الخلاف الأمريكي مع الاتحاد السوفييتي. وهذا الأمر ناسب كيسنجر الذي سعى إلى الضغط على العرب لتقديم التنازلات أولاً قبل المفاوضات وقبل تقديم الدعم للعرب».
كما يضيف: «واصل كيسنجر التأكيد بان وضع التعادل القائم بين إسرائيل والعرب يضعف السوفييت». (ص 95) وفي الصفحات (98) إلى (101) يشير الكاتب إلى أن ديبلوماسية كيسنجر «الخطوة خطوة» وضعت لبنان جانباً بحسب أجندتها بحيث سعى واضعها للتوصل إلى اتفاقيات منفصلة بين الدول العربية وإسرائيل وخصوصاً بعدما ثبت كيسنجر نفسه كوزير للخارجية بعد استقالة نيكسون من الرئاسة في آب (أغسطس) عام 1974 وأصبح المسؤول الأساسي في وضع السياسة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس جيرالد فورد.
فيما تحسبت القيادات اللبنانية من اختيار كيسنجر لجورج غودلي سفيراً لأمريكا في لبنان عام 1974 بسبب تاريخه في إثارة الفتن حيثما حل كسفير، رأى الكاتب ان «الماريشال غودلي» كان سفيراً قوياً خسره لبنان بسبب مرضه، فيما اعتبر كثير من القياديين اللبنانيين بانه ساهم في انطلاق الحرب الأهلية في لبنان، وذلك في وقت كان كيسنجر (في ظل رئاسة جيرالد فورد) ينصح فورد بعدم اعتماد تدخل عسكري أمريكي في لبنان كما حدث عام 1958. (ص 101) وبعد ذلك أبلغ السفير الأمريكي إلى سوريا ريتشارد ميرفي الرئيس السوري حافظ الأسد بان «الولايات المتحدة لا تدعم موقف المتشددين المسيحيين وتحث إسرائيل على ضبط النفس»؟ (ص 101 أيضا)
وهكذا تم التمهيد لدخول القوات السورية إلى لبنان كقوات حفظ سلام في عام 1976 بموافقة الرئيس اللبناني سليمان فرنجية ورئيس الوزراء رشيد كرامي وبعض القادة اللبنانيين الآخرين.
في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1976، أبلغت الحكومة السورية إدارة جيرالد فورد (قبل انتهاء رئاسته وبعد انتخاب جيمي كارتر رئيساً) حسب الكتاب بانها تخطط: «لنزع سلاح اللبنانيين والفلسطينيين وميليشياتهم في جميع أنحاء البلد.. وأنها لن تهدد إسرائيل». «وضغط كيسنجر على إسرائيل لكي توافق فيما استمرت هذه التبادلات بين الجانبين حتى انتهت ولاية فورد… ولم توافق إسرائيل على الانتشار السوري في الجنوب مما خلق فراغاً أمنياً طويل الأمد في جنوب لبنان سوف يملأه لاحقاً حزب الله المدعوم من إيران». (ص 109).
ويعتبر الكاتب بانه: «لم تكن هناك مؤامرة أمريكية افتعلت حرباً أهلية في لبنان… غير ان الاهمال الأمريكي للمأزق اللبناني إلى جانب التداعيات «غير المقصودة» للدبلوماسية الأمريكية بعد حرب 1973، كانا بين العوامل التي أدت إلى الحرب الأهلية في لبنان التي دامت خمسة عشر عاماً. وبدأت هذه المحطة في العلاقات الأمريكية ـ اللبنانية مع اللامبالاة الأمريكية تجاه مناشدات الدولة اللبنانية لمساعدتها… «وقد تميزت هذه الفترة بالتلاقي الأول بين المصالح الأمريكية والسورية في لبنان، وحققت هذه المقاربة نجاحات في تحقيق الاستقرار في لبنان واضعاف منظمة التحرير الفلسطينية، واحتلت سوريا جزءاً كبيراً من لبنان مما أنهى على المدى الطويل سيادة لبنان لكن ليس حربه الأهلية… وهكذا تكون إدارة فورد ربما فاقمت مشاكل طويلة الأجل في الشرق الأوسط بقبولها بالاحتلال السوري للبنان.. كما ان غياب أي حل للقضية الفلسطينية ساهم بشكل كبير في مفاقمة مشاكل لبنان فقد كانت هناك فرصة لفتح حوار أمريكي مع عرفات ولكنها أُهدرت سنة 1976، سنة الانتخابات الرئاسية الأمريكية». (ص112 ـ 114)
ويتجنب الكاتب تحميل هنري كيسنجر المسؤولية في هذا المجال بل يلقيها على ما يسميه «إدارة فورد». علماً ان فورد لم يكن من الخبراء في السياسة الخارجية في الشرق الأوسط! الفصول التالية في الكتاب، تلقي اللوم على تعامل إدارة ريغان في لبنان لكونها (برأي الكاتب) تسرعت في خياراتها في لبنان مما أدى إلى فشلها في تثبيت نظام موالٍ لها وقادر على عقد اتفاقيات سلام مع إسرائيل.
كما انه يلوم هذه الإدارة الريغانية التي تسلمت السلطة في مطلع الثمانينيات على تسرعها في الانسحاب من لبنان بعد تعرض سفارتها ثم جنودها لتفجيرات على الأرض اللبنانية وعلى عدم ردها على هذه التفجيرات.
وقد أتاحت هذه التطورات في الفترة 1982 إلى 1984 السماح لحزب الله اللبناني بالتحول إلى أقوى جماعة مسلحة في جنوب لبنان ثم في لبنان عموماً، ومهدت لان تُصبح إيران (الجمهورية الإسلامية) عاملاً مهماً جداً في المعادلة اللبنانية وقاعدة أساسية في مواجهة إسرائيل عسكرياً.
وفي بعض فصول الكتاب، مقاطع مُبالغ فيها في وصف «مواهب» بعض قادة إسرائيل مما يفقد الكتاب بعض موضوعيته. ففي الصفحة (128) مثلاً يصف الكاتب وزير الدفاع ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق آرييل شارون بالضابط «الموهوب» والمتميز بكونه «رؤيوياً» والذي كانت «رؤيته لعام 1982 تتلخص بعملية عسكرية إسرائيلية ذات امتداد جيواستراتيجي.. وهو مكّن الفكر الإسرائيلي من التقدم إلى ما هو أبعد من الاستراتيجيات الدفاعية والوقائية… مما دفعه إلى اللقاء مع وزير الخارجية الأمريكي الكسندر هيغ في مكتب هيغ بوزارة الخارجية الأمريكية في 25 أيار (مايو) 1982 واقتناعه بانه نال الضوء الأخضر منه لغزو لبنان آنذاك والاستمرار في هذا الغزو حتى بيروت فيما كان الرئيس ريغان يعارض ذلك، وبالتالي اُقيل هيغ لاحقاً من منصبه، كما أُقيل شارون من الحكومة الإسرائيلية وحوكم في محكمة إسرائيلية على انفراده بالقرارات في غزو لبنان.
وفي الفصول المتعلقة باغتيال الرئيس رفيق الحريري في شباط (فبراير) عام 2005 يبدو المؤلف هيل متأكداُ من اتهامات واستنتاجات وجهتها المحكمة الدولية بشأن ذلك الاغتيال فيما تطرح جهات أخرى شكوكاً حول الأدلة التي استخدمت في تلك المحكمة وخصوصاً من جانب جهات واتُهمت بارتكاب تلك الجريمة التي اعتبرت دوافع المحكمة سياسية أُلصقت بها بينما القضية أكثر تعقيداً.
كما يوجه هيل اتهامات إلى سياسات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بعدم الصدقية في ما يتعلق بسياساته في الشرق الأوسط وانفتاحه نحو التفاوض المثمر في مجال القضية الفلسطينية والمستوطنات الإسرائيلية هو ووزير خارجيته جون كيري. ويبدو المؤلف أقل انتقاداً في هذا المجال لمواقف الرئيس السابق دونالد ترامب ولمبادراته الأكثر «واقعية» في هذه القضايا في بداية ولايته عام 2017.
كما يتحفظ هيل على تعيين أوباما للسيناتور جورج ميتشل كمبعوثه الخاص للسلام في الشرق الأوسط على الرغم من خبرة ميتشل في هذا الشأن فيما يشير إلى خبرة وحكمة السفير السابق في لبنان جيفري فيلمان الذي رأى فيه وفي مواقفه عدد من القياديين اللبنانيين انحيازاً إلى مواقف إسرائيل وخصوصاً بعد تعيينه مساعداً لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط. وبالتالي، يصعب فهم مقاربة ديفيد هيل في القضايا المتعلقة بالشخصيات المكلفة شؤون الشرق الأوسط ولبنان في وزارة الخارجية الأمريكية سوى انه يفضل ذوي الخبرة والواقعية ويتحفظ على تسليم مهمات دقيقة وخطيرة إلى دبلوماسيين غير مطلعين بما فيه الكفاية على تعقيدات الأمور وارتباطاتها ببعضها الآخر هناك.
ديفيد هيل: «الدبلوماسية الأمريكية في لبنان»
ترجمة أنطوان سعد
دار سائر المشرق، بيروت 2024
302 صفحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب