إسرائيل تبحثُ عن النّصر المَفقود..

إسرائيل تبحثُ عن النّصر المَفقود..
بقلم : علي اوعمو
كاتب من المغرب.
نشرت صحيفة الأيام 24 يوم 15 أبريل 2024 بعنوان: (نتنياهو يتهم مصر باحتجاز غزة “رهينة”).
و جاء في الموضوع أنّ (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد وجّه اتهاما لمصر، قائلا :إنها تعطل إعادة
فتح معبر رفح الحدودي وتحتجز سكان غزة “رهينة” لرفضها التعاون مع إسرائيل بشأن المعبر الرئيسي للمساعدات.
و جاء ذلك في مقابلة أجراها نتنياهو مع شبكة “CNBC” الأمريكية، قال فيها إن “إسرائيل تدعم “تدفق المساعدات
الإنسانية بأقصى حد عبر معبر رفح”.
وأضاف رئيس وزراء إسرائيل، حسب نفس المصدر أنّ : “المعبر كان سيفتح أمس لو كان الأمر بيد إسرائيل”، وزاد:
“أرجو التوصل إلى تفاهم مع مصر”)..
و حسب جريدة القدس العربي، (قال وزير الخارجية المصري سامح شكري :" إن سيطرة إسرائيل على المعبر تُعرض
عمال الإغاثة وسائقي الشاحنات إلى “مخاطر محدقة”…
واعتبر شكري أنّ “إسرائيل هي المسؤولة الوحيدة عن الكارثة الإنسانية التي يواجهها الفلسطينيون في قطاع غزة")..
• لقد قام الجيش الإسرائيلي بالسيطرة على معبر رفح منذ السابع من مايو الحالي، المعبر الذي يعتبر شريان الحياة
لأهالي غزة، فَهو البوابة الرئيسيّة لدخول البضائع و الأشخاص إلى غزة، و خروج الجرحى و المرضى للعلاج خارج
القطاع.
• إن التصريحات الفارغة لرئيس وزراء الكيان الإسرائيلي و كذا تصريحات المسؤولين السياسيين و العسكريين للكيان
المُتناقضة و كذا مسرحياتهم الهزلية، التي يتناولها بعض المُحلّلين السياسيين العرب في إطار خلافات بين بعض
المسؤولين بشأن حرب غزة، لا تمت بحقيقة الأهداف الإسرائيلية من وراء حرب غزة بأية صِلَة.
• إنّ أهداف إسرائيل من الإبادة الجماعيّة للشعب الفلسطينيّ، هي في الحقيقة استكمال لنكبة 1948 التي تمّ من خلالها
تشريد ملايين الفلسطينيّين من أراضيهم، و ها هي اليوم تعيد الكرة بمحاولة قيامها بنكبة جديدة أكثر وطاةً من الأولى و
هي نكبة "2024" التي تسعى من ورائها إلى إتمام ما بدأته بتشتيت ما تبقّى من الفلسطينيّين خارج أرضِهم، و هذا
وفقَ ما خطّطت له "الصهيونيّة العالميّة" منذ عقود مضت… إسرائيل تهدف إلى تهجير جميع أهالي فلسطين و
الاستيلاء الكامل على كلّ ربوع فلسطين و تكريس "الدولة اليهوديّة" الخالصة، الخالية من الجنس الفلسطينيّ من
المسلمين و المسيحيّين. و كلّ من يتحدّث عن (حلّ الدولتيْن) فهو واهِم و لا يفهم شيئاً في السياسة اليهوديّة و
مُخطّطاتها الرامية إلى التهويد التدريجيّ لفلسطين.
• إنَّ الحيلولة دون تحقيق الكيان الإسرائيلي لهدفه يحتاج إلى مسألتيْن أساسيتين :
١ _ صُمود الشعب الفلسطينيّ على أرضه ٢ _ تقويّة المقاومة و تحديث أساليبها القتاليّة.
• من المُلاحظ أنّ الشعب الفلسطينيّ في غزة يتعرَّض لأبشع الجرائم التي تقترفها إسرائيل في حقه: من إبادة جماعية
يوميّة للأبرياء الآمنين العزل، بتهديم كامل لبيوتهم فوق رؤوسهم و استهدافهم بالقصف في المآوي و الطرقات… و كذا
الحصار المضروب على القطاع و منع دخول الأدوية و الغداء و كل مُستلزَمات الحياة. و رغم كل ذلك، فإنّ الشعب أبانَ
عن صموده و صبره و تشبُته بأرضه و تعلّقه بمُقاوَمته المُباركة.
و من الملاحَظ كذلك، أنّ المُقاومة الفلسطينية لا تزال قويّة بل تزداد قوة كل يوم، أربَكت جيش الكيان الصهيوني، حيث
تُكبِّده خسائر جسيمة في الأرواح و العتاد الحربيّ مِمّا أرهقه و أحبط كل مُحاولته للسيطرة على غزة.
• خُلاصة القول:
" إنّ أهداف إسرائيل لم يتحقَّق منها شيء مُنذ هجومِها البرّي على القطاع، رغم مرور ثمانية أشهُر من القتل و
الجرح و التدمير، مِمّا يدُلّ على انهزام الكيان المُحتلّ عسكريّاً و سياسيّاً، و انهزَام فاضِح للولايات المتحدة الأمريكيّة
التي لم تألو جهداً في إمداد الكيان بالمال و السلاح و اللوجيستيك.
• لقد تكبّد الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة في أرواح جنوده و عتاده، فأصبح اليوم يتخبّط في أوحال غزة و لم يَقوَ
على الخروج منها..
• إنّ تعويل أمريكا على إسرائيل في مواجهة إيران أمرٌ مستحيل و غير قابل للتحقيق، لقد استطاع ذِرع واحدٌ من أذرُع
إيران هزم "الجيش الذي لا يُقهر" فما بالُك لو اجتمعت و التحمَت جميع أذرُعها، فهل تستطيع أمريكا و حليفتُها و
أزلامُها و عُملائها الانتصار عليها؟؟..
• لقد أبانت حرب غزة و طوفان الأقصى عن الضعف الدريع لإسرائيل و أمريكا، و ما على الإدارة الأمريكيّة من سبيل
في حفظ ماء وجهها إلّا ثني إسرائيل عن حربها الشعواء على الشعب الغزّاوي و الرضوخ لشروط حركة حماس
المشروعة، في إيقاف تام للحرب و انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة و عودة اللّاجئين إلى بيوتهم و إعمار ما
دمَّرته الآلة الحربيّة الإسرائيليّة…