
27-03-2023
عجبي لمن تستهويه قطعةً منمَّقة من الفذلكة اللفظية يتلاعبُ فيها صاحبها على العبارات ، التي تخفي في طياتها وبين سطورها لغةً، فيها دلالاتٌ عميقة الجذور للوصول إلى مكنوناتها انت بحاجة للعودة إلى معجم اللغة والفقه …فتلقى الناسُ تتسابق للتعليق ووضع( اللايكات ) ، معتبرةً انَّ هذه المقطوعة الأدبية او تلك ذات المنحى الغامض موجهةً لعقول النُّخب التي تهتم بهذا الجانب من المنشورات ،فيتسابق من يعلم ومن لا يعلم لإبداء الإعجاب والتعليق بعبارات فيها من التملُّق والتصنُّع والتزييف، ما يدفع على الإستهجان والإستغراب …
فهذه القطع الأدبية تعبرُ في مضمونها المبطن عن هزيمة نفسية وفكرية لصاحبها ، تختفي خلف كلمات مجهولة
يتفنَّنُ في صنعها اناسٌ، يمتلكون المواصفات الأكاديمية وليس من منطلق التقليل من إمكانياتهم ،والانتقاص من دورهم الأكاديمي والعلمي وإنما اعتماد أسلوب التجهيل الذي يعتمد على الغموض في إيصال الفكرة …متناسين انَّ ما يكتب على وسائل التواصل، يجب أن يعبر عن مكنونات صاحب المقالة ، لإيصال ما يرتئيه إلى عامة الناس بصورة سهلة ومبسطة …
ان تُخفي في منشوراتك التي تحتوي على المزيد من الصور البيانية، والبلاغة اللفظية، إنما يتبين من خلالها انك تهملُ المعنى على حساب المبنى وبالتالي إغفال الجانب النضالي والإنساني، الذي لا يظهر جليّاً للقارئ إلا من خلال التبسيط الذي يعتمد على المباشرة التي لا تخفي شخصية صاحبها الأدبية والسياسية والمعنوية
فالقيمة النضالية للمناضلين لا تكتسب إلا بالفعل النضالي ، وعشق فلسطين كقضية بشهدائها واسراها وحقوقها ، مثلما هو حب العراق بمسيرة امتدت لعقودٍ خمسة لا يمكن التعبير عنها إلا بأسلوب عفوي، ومباشر يُظهره الفعل والكلام غير الخاضع للدبلجة اللفظية …
ليس أسهل على المرء والمثقف الثوري على وجه التحديد من الغوص في الكلام المنمَّق، الذي يُضَيِّع القارئ والبوصلة …
حريٌ بنا ونحنُ نقرأ ما تزخر به وسائل التواصل ان نتمعَّن في معرفة الدوافع التي يكتب تحت عناوينها من يعتبرون أنفسهم من جهابذة علم المنطق والأدب، ولنستمر ولا نغيِّر في أسلوبنا المباشر ،الذي يرتكز على دلالاته النضالية في إيصال الفكرة للقارئ … ولو كرهَ المتملِّقون…