مقالات

سبعمائة عام من الحكم الاسلامي في اسبانيا لم تكن احتلالا بل واحة علمية اضاءت الغرب والشرق بقلم مروان سلطان

سبعمائة عام من الحكم الاسلامي في اسبانيا لم تكن احتلالا بل واحة علمية اضاءت الغرب والشرق

بقلم مروان سلطان – فلسطين

24.5.2014

——————————

ردا على تصريحات وزير خارجية اسرائيل يسرائيل كاتس على الاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل اسبانيا وتصريحات نائبة رئيس الوزراء الاسباني بان “فلسطين ستتحرر من البحر الى النهر” والذي وصف الوزيرة الاسبانية ” بالجاهلة” المليئة بالكراهية واضاف ان على الوزيرة الاسبانية ان تدرس ما الذي يسعى اليه  الاسلام الراديكالي الذي حكم الاندلس 700 عام. جنون اسرائيلي استشرى بعد الاعلان عن ثلاث دول اوروبية هامة بالاعتراف بدولة فلسطين .

شاءت لي الاقدار ان ازور الاندلس وامضيت قرابة عام ادرس الماجستير في المدرسة الاوروبية العربية في غرناطة ما بين عام 1999 – 2000. وتعرفت عن قرب على مدن الاندلس التي زرتها ورايت هذا الارث الحضاري الانساني الذي خلفه المسلمون في تلك الديار. وكان اول انطباع في ذهني رسخته هذه الرحلة العلمية ان الحكم الاسلامي والذي امتد الى سبعمائة عام في تلك البلاد لم يكن احتلالا ابدا ، ولا يرى انه جاء الى تلك البلاد ليضمها الى امبرطورية العرب، ولكنه جاء بالحضارة التي امتدت اثارها شرقا وغربا ، في الوقت الذي كان حكم البابا يمنح الجنة اوالنار لدول اوروبا وحكامها وشعوبها . لقد جاءت الحضارة الاسلامية بالعلوم المختلفة التي تدرس الى اليوم بالجامعات العالمية، ولم تتعرض نظرياتهم الى الشك او الحذف ، بل شكلت اساسا للعلوم في الطب والهندسة والجبر والعمران واللوغاريتمات، والصيدلة والموسيقى والشعر والادب….. الخ من مختلف. بل كان ملوك اوروبا واثريائها يرسلون ابنائهم للتعلم في جامعاتها. فكانت منارة اضاءة العالم بالعلوم المختلفة والثقافة.

ان من يرى في الحضارة الاسلامية احتلالا فهو دون ادنى شك مخبول، ولا يفقه اي شيء في التاريخ والسياسة واصول الحضارة. الاحتلال بكل ما تعني الكلمة من المعاني والتي تنافي القوانين والمعاني الانسانية هو الاحتلال الاسرائيلي. لقد تخطى هذا الاحتلال ما قام به المغول واغراق الكتب والمؤلفات في نهري دجلة والفرات في احتلاله للشرق، وما قام به نيرون المجنون في  حرق روما، وما بشع به الصليبيون في بلاد الشام، وجعلوا بيوت الله مرابط للخيل لاكثر من سبعين عاما.

ان ما قام به المسلمون في الاندلس لا تزال حاضرة الى اليوم في تلك البلاد، ف-نواعير المياه وجريانها في المدن والقرى والجسور والابنية والقصور  والمنارات عمارة لم تعرف اسرار بعضها  بعد البشرية، لم تهدم البيوت ولم تقطع الاشجار ولا جرفت الشوارع ولا بصفت المدن ولم يقتل الناس بالالاف ولم يقتل الاطفال ولا النساء، ففي فيئهم عاش اليهود اجمل ذكريات حياتهم تبوؤا المناصب الهامة ليعشوا في امن وسلام لم يشهدوها في اي عصر من العصور.

اليوم العالم كله بما فيها اسبانيا تقر باثر الحضارة الاسلامية في الاندلس. واذا انتم تنكرون ذلك فذلك نكران لجميل المسلمين وهذا ليس بجديد عليكم، وتلك هي طبيعتكم. ستبقى الاندلس حاضرة في المشرق للمسلمين الذين اناروا العالم بعلمهم.

انا الدواعش فهي صنيعتكم وصنيعة كل المخابرات التي لا تكن للعروبة والاسلام بخير، وذلك باعتراف مسؤولين قاموا بانشاء ما يسمى بالاسلام السياسي الراديكالي. وهذا كله لا يمت بصلة لشعبنا ولامتنا ولكل الدول العربية والاسلامية.

العالم كله يشعر بمعاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال ، الذي يمارس كل اشكال العنف والتميز العنصري والتجويع ومنع الغذاء والدواء والتعطيش والابادة الجماعية والتهجير، لذا فان العالم يستحضر الاعلان عن حق الفلسطينيين في تقرير مصيره وبناء دولته. وحق علينا ان نشكر اسبانيا وايرلندا والنرويج ومحكمة الجنايات الدولية ودولة جنوب افريقيا على شجاعتهم في الاعتراف بفلسطين دولة لشعب فلسطين والوقوف الى جانب الحق الفلسطيني في العدالة والحرية.

[email protected] 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب