مقالات
شريان الشارع :”التطبيل والتهليل في ظل الواقع المرير” بقلم: محمد عبد القيوم -.السودان –
بقلم: محمد عبد القيوم -.السودان -

شريان الشارع :”التطبيل والتهليل في ظل الواقع المرير”
بقلم: محمد عبد القيوم -.السودان –
• كم هي كثيرة تلك المواقع والصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي “السوشال ميديا” امتهنت التطبيل وزيف المعايير طوال حرب التدمير العبثية التي يتطاول أمدها برغبة دموية من أطراف الحرب ومسعريها خشية مساءلتهم عن جرائمهم التي ارتكبوها قبل وأثناء الحرب المريرة التي يتجرعها شعبنا كالسم على قلبه.
• وبالرغم من أن هذه الصفحات والمواقع تفتقد للمصداقية والمهنية لأنها مجهولة المصدر والمالك فهي جميعها تستخدم أسماء وهمية من وحي الخيال لا وجود لها في الواقع إلا أنها وفي مجملها تقوم بنشر الخبر مكتوب في آن واحد ولحظة واحدة وهو مؤشر يؤكد أن المحرك واحد ويقصد بها أولا تشكيل رأي عام لتمرير مخططه الخبيث بإطالة أمد الحرب..
• إلا أن هذه الصفحات الوهمية لا تستطيع أن تشكل رأي عام لأن محتوى نشرها لا يلامس الواقع ولا التفكير البشري، لذلك سرعان ما تتلاشى.
• أما السبب الثاني يقصد به خلق حاضنة شعبية للحرب عبر إشاعة انتصارات وهمية والترويج لها حيث لا وجود لها أيضا على أرض الواقع، إلا أن تلك الحيلة أيضا لم تجد حظها من القبول لأن عامل الزمن وحده يكفي لنسفها ويستطيع أن يفضح تلك الانتصارات الوهمية.
• أما العامل الثالث والأهم هو الترويج وإيجاد مبرر لما يقومون به ويرتكبونه من جرائم أثناء مدة الحرب كحرق المصفاة التي علت به أصوات صفحاتهم الوهمية بالمناداة بحرقها، وكإجازة قانون جهاز الأمن والمخابرات.
• لذلك نجد أن هذه الفقرة “استباقية” أي قبل القيام بالجرم لذلك وجب ولزاما على كل القوى الحية التي تنادى بالتحول المدني الديموقراطي للاصطفاف حول أوسع جبهة شعبية متوافق حول أهدافها ووسائلها وأدواتها وبرنامجها ومن ثم انتهاج آليات إعلامية تجابه إعلام التطبيل والإعلام الزائف المصطنع ونشر وتوضيح الحقائق لشعبنا ورفع وعيه وتحسين المحتوى الإعلامي وخلق بيئة إعلامية تتسم بالمصداقية والشفافية، والانتقال من دولة الحرب والنهب والقتل والموت والتدمير إلى رحاب دولة الحرية والسلام والعدالة والديموقراطية.