عندي يا أبي أمل بقلم الشاعر  علي البتّيري

عندي يا أبي أمل
بقلم الشاعر  علي البتّيري

ما زال في القلب عنديَ يا أبي أملُ
في عودةٍ لغريبٍ ظلَّ يرتحلُ
طافَ المنافي وما ملَّت لهُ قدمٌ
من حلم خطوٍ إلى بتّيرَ قد يصلُ
شوقُ الفؤادِ حريقُ حينَ ألمسُهُ
أصابعي من لهيب الوجدِ تشتعلُ
وغربتي زورقٌ في بحرِ أمنيتي
ما زلتُ أركبُهُ ليلاً وأنتقلُ
من مرفإٍ لمضيقٍ باتَ يرصدُني
لصوت ريحٍ لهُ في مسمعي وَجَلُ
لكنَّ عشقي لأرضٍ كنتُ زارعَها
يقول لي: كيفَ تخشى الموتَ يا رجلُ
على طريق رجوعٍ أنتَ راسمُهُ
في صفحة الروح والأشعارُ تحتفلُ
بعيد وصلٍ لِمن تهوى ابتسامتَها
وفي اغترابك يا ما رحتُ
تبتهلُ
لله أن يجمعَ القلبين ذاتَ ضُحى
جمعَ الحبيبنِ لا هجرٌ ولا علَلُ؟!
ومن به علّةٌ من هجر قريتِهِ
لا ليسَ يشفيه إلّا الضمُّ والقبلُ
لصدرها ولخدٍّ في تورُّدِهِ
كأنهُ روضَةٌ للسحرِ تمتثلُ
ما زالَ في القلبِ عنديَ يا أبي أملُ
في رجعةٍ قبل موتي بالخطى تصلُ
لبابِ دارٍ وقبرٍ أنتَ ساكنُهُ
وظلِّ زيتونةٍ يزهو بها جبلُ
وليسَ في الصدر غيرُ الصبر
أحضنُهُ
واللهُ مع مَن لصبر الهجرِ يحتملُ.