الصحافه

نتنياهو يعول على رفض السنوار.. ونصيحة أمريكية: خذوا ما بقي في “الكازينو” وارحلوا

نتنياهو يعول على رفض السنوار.. ونصيحة أمريكية: خذوا ما بقي في “الكازينو” وارحلوا

بقلم: ناحوم برنياع

لو كان خطاب بايدن فيلماً سينمائياً لبدأ بجملة “بإلهام قصة حقيقية”: هناك قرب ثابت بين المخطط الذي أقره كابنت الحرب، والمخطط الذي عرضه بايدن الجمعة، لكن بايدن أخذ لنفسه حرية إبداعية بعيدة المدى إزاء كل ما يتعلق بالجوهر. هكذا تصرفت إدارات أمريكية في الماضي، وهكذا هي اليوم أيضاً: هم يعرضون صيغتهم كيفما تريد إسرائيل وحكوماتها ورؤساؤها.

في أثناء حرب يوم الغفران وبعدها، اقتاد وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر حكومة إسرائيل إلى وقف النار، وإنهاء الحرب والانسحاب في سيناء. عندما نشأت الحاجة، صور مطالب الأطراف، بما في ذلك مطالب غولدا في كابنت الحرب. “بالأحابيل تنهي حرباً”، هكذا سمي الكتاب الذي كتبه الدبلوماسي مارتين إيندك، بتعاون مع كيسنجر، عن الطريق الملتوية التي حولت الحرب إلى سلام. هذا بالضبط ما يحاول بايدن عمله الآن.

نتنياهو يعرف الشعور: قبل أربع سنوات، في مؤتمر صحافي عاجل، على سطح أعد على عجل في “رمات غان”، عشية الانتخابات، أعلن عن ضم أجزاء من الضفة. كان لدى جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب، أفكار أخرى. ليس الضم، بل توقيع اتفاق مع الإمارات، لمنفعة كل الأطراف. نسي الضم: كوشنر الوحيد الذي يتذكره.

شيء ما في خطاب الرئيس لا يستوي، قال المتظاهرون الذين ملأوا الميادين السبت. يدعو بايدن مواطني إسرائيل للضغط على حكومة إسرائيل لقبول مقترح حكومة إسرائيل. كيف يمكن لهذا أن يكون؟

أدركت عائلات المخطوفين الحيلة. ولهذا، قررت تسمية مخطط بايدن “مخطط نتنياهو”، “مقترح نتنياهو”، “صفقة نتنياهو”. شاء أم أبى، سيسجل المخطط على اسمه، وكذا التهمة.

الفجوة بين المقترح الإسرائيلي كما فسره بايدن، والمقترح الإسرائيلي كما فسره نتنياهو، يتركز في إنهاء الحرب – ليس موضوعاً بسيطاً. بايدن يوثق العلاقة بين وقف النار المؤقت الإنساني في المرحلة الأولى، وإنهاء تام للحرب في المرحلة التالية. إنهاء الحرب ضروري للحصول على موافقة حماس للصفقة، بل وأيضاً لشق طريق التطبيع مع السعودية، وتشكيل ائتلاف إقليمي ضد إيران، وإقامة مجمع دولي لإعمار غزة. هذه هي خطوة أمريكا الاستراتيجية.

أما نتنياهو فيسعى إلى جدول أعمال معاكس. استمرار الحرب هو خطوته الاستراتيجية: فلن يسمح لنفسه أن يؤيد مخططاً يتحدث صراحة عن إنهاء الحرب. قال لـي إسرائيلي كان مشاركاً في المفاوضات، بأن نتنياهو “لم يقل نعم إلا عندما أحس وافترض بأن حماس ستقول لا. فقد عول على السنوار”.

بهذا، خطاب بايدن أجبر نتنياهو على كشف نواياه الحقيقية. مخطط بايدن ليس نقطة انطلاق، هذه كانت كلمات “بيان مكتب رئيس الوزراء بالإنجليزية، الذي نشر السبت. نتنياهو كفيل بأن يغير رأيه، لكن هذا لن يحصل إلا بعد أن يمارس عليه ضغط شديد، من الداخل والخارج.

في 7 أكتوبر وقعت إسرائيل في حفرة عميقة، فتفاقم الوضع في كل الجبهات. يتحدث المحللون عن سلم يفترض أن ينزل نتنياهو عن الشجرة، لكن التشبيه غير ناجح. هو في حفرة، إلى جانب تسعة ملايين إسرائيلي آخرين، وما يقترحه علينا بايدن هو سلم للصعود من هناك. وهو ليس بسلم يقين؛ فمخططه في أفضل الأحوال هو أهون الشرور، لكن لا سلم غيره. “إنكم الآن تلعبون في كازينو يخلو من أي آلات كسب”، قال لي صديق أمريكي. “خذوا ما فيه وارحلوا”.

في جلسة “الكابنت الموسع” صباح الجمعة، طرح الوزراء مطالب: كل وزير ومطالبه. طلب أحدهم قتل السنوار؛ وآخر طلب البقاء في محور فيلادلفيا وباقي القطاع إلى الأبد؛ وثالث تساءل” لم لا نحتل جنوب لبنان؟ ورابع اقترح تصفية الحوثيين في اليمن، وخامس شن حرباً ضد إيران. في النهاية، تبين أن الجميع يتفقون على أمر واحد: لا حاجة لزيادة ميزانية الدفاع.

هذا كابنت غير جدي، صبياني، هواشي وفي أطرافه خطير ومسيحاني. لا يمكن الاعتماد عليه. ليس من الخير أن تضطر إسرائيل لزعيم أجنبي كي تصحو، لكن مقايسة بالمشاكل الأخرى التي علقت بنا منذ أكتوبر، بات هذا هو الجانب الأكثر صغراً.

 يديعوت أحرونوت 3/6/2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب