تحليل: ترامب يواجه مشكلة جديدة في حملته الانتخابية ربما لا يستطيع التغلب عليها

تحليل: ترامب يواجه مشكلة جديدة في حملته الانتخابية ربما لا يستطيع التغلب عليها
واشنطن: يري الكاتب الأمريكي بيتر سوسيو أن الإدانة الجنائية بحق الرئيس السابق دونالد ترامب في نيوريوك بتهم تزوير سجلات تجارية للتستر على دفع مال لشراء الصمت لنجمة سينمائية، يمكن أن يتسبب في تعقيدات وصعوبات لحملته للانتخابات الرئاسية حتى لو لم يتم إيداعه في السجن.
غير أن سوسيو قال إن نتيجة الإدانة في نيويورك، التي زعم الرئيس السابق أنه “تم التلاعب فيها” و”غير عادلة”، أججت مشاعر قاعدته التي تبرعت بسرعة لحملته الانتخابية.
وأضاف سوسيو، في تقرير نشرته مجلة ناشونال انترست الأمريكية، أن ترامب أعلن الأسبوع الماضي أنه جمع قرابة 53مليون دولار تقريبا مباشرة بعد تلقى حكم الإدانة، بينما أضافت حملته 12مليونا أخرى يوم الخميس الماضي من خلال جمع التبرعات عبر الإنترنت في سان فرانسيسكو مركز النشاط الليبرالي.
وأخفقت حملة ترامب بشكل كبير في أن تجمع في أي مكان أموالا تقترب من حجم الأموال التي جمعتها حملة الرئيس جو بايدن هذا العامن بينما تسببت القضايا القانونية للرئيس السابق في تهميشه ودفعه خارج مسار الحملة الانتخابية. ومازال السباق محتدما للغاية مع تبقي نحو خمسة أشهر على موعد الانتخابات.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته قناة فوكس نيوز في ساعة متأخرة يوم الخميس الماضي أن ترامب متفوق على بايدن الآن بخمس نقاط في ولايتين متأرجحتين، وهما نيفادا وأريزونا،حيث يتقدم الرئيس السباق بنسبة 50% مقابل 45% في نيفادا وبـ 51% مقابل 46% في أريزونا.
وكانت هاتان الولايتان قد ذهبتا إلى بايدن في عام 2020، ولكنهما كانتا جزءا من مسار ترامب صوب الفوز في انتخابات عام 2016.
ولم يؤثر حكم الإدانة الأخير الصادر بحق ترامب كثيرا على الناخبين في إي من الولايتين ، غير أن استطلاعا حديثا أجرته صحيفة نيويورك تايمز /وكلية سيينا ،أشار إلى أن الحكم ربما يكون مهما قليلا على الأقل.
وتراجع تقدم ترامب على بايدن من ثلاث نقاط إلى نقطة في عموم البلاد. وأعاد ذلك الاستطلاع إجراء مقابلات مع ألفين من الناخبين المحتملين.
وتابع الكاتب أنه من المحتمل أن يكون الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للرئيس السابق هو أن استطلاعا للرأي أجرى مؤخرا وجد أن 10% من الناخبين الجمهوريين قالوا إن الأمر الأقل احتمالا أن يصوتوا لصالح ترامب عقب حكم الإدانة بحقه.
الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للرئيس السابق هو أن استطلاعا للرأي أجرى مؤخرا وجد أن 10% من الناخبين الجمهوريين قالوا إن الأمر الأقل احتمالا أن يصوتوا لصالح ترامب عقب حكم الإدانة بحقه.
وبالمثل وجد استطلاع أجرته شركة “مورنينغ كونسلت” أن بأيدن حقق زيادة بمقدار ثلاث نقاط، لترتفع نسبة التأييد له إلى 45% في عموم البلاد بينما ظلت نسبة التأييد للرئيس السابق ترامب ثابتة عند 44%. وتساءل سوسيو هل يكون روبرت .إف .كينيدي جونيور أكبر عقبة أمام ترامب أو بايدن؟
وأوضح سوسيو أن العامل الأكبر في انتخابات عام 2024 ربما يكون روبرت إف كينيدي جونيور، الذي يمكن أن يكون له تأثير خطير على بعض الولايات الرئيسية التي تعد معتركا للمترشحين.
وأظهر استطلاع آخر لشبكة فوكس نيوز نشرت نتائجه الأسبوع الماضي أن ترامب سوف يخسر 10% من الأصوات في فيرجينيا لنجل السيناتور الراحل عن ولاية نيويورك روبرت. إف .كينيدي مقابل 7% فقط من بايدن.
وفي ولاية أولد دومينيون، يحتفظ بايدن بتقدم بثلاث نقاط على ترامب، بنسبة 51% إلى 48% ، ولذا فإن خوض كينيدي الانتخابات يؤثر كثيرا على فرص الرئيس السابق . ورغم أن فيرجينيا تعتبر من الناحية التاريخية ولاية متأرجحة، فقد ذهبت إلى الديمقراطيين منذ عام.2008
ويمكن أن يساعد كينيدي، الذي حاول الترشح كديمقراطي قبل دخول السباق كمستقل، أيضا بايدن في ولايات متأرجحة رئيسية أخرى، بصفة خاصة بنسلفانيا وويسكونسن وميشيغان، وهى ولايات ساعدت في دفع ترامب للفوز في انتخابات عام 2016، ولكنها ذهبت لبايدن بعد ذلك بأربع سنوات.
وفي الشهر الماضي فقط حذر الخبير الاستراتيجي للحزب الجمهوري كارل روف، من أن كينيدي قد يسرق الناخبين غريبي الأطوار من ترامب، ما يشير إلى مدى تقارب السباق هذه المرة.
وأشار الكاتب إلى أن الحكم الأخير ربما قد ساعد ترامب في جمع بعض الأموال التي هناك حاجة ماسة إليها ، وحفز بالتأكيد قاعدته.
وقال سوسيو في ختام تقريره إن ترامب لا يمكنه تحمل خسارة أي أعداد كبيرة من الجمهوريين، بينما يمكن أن يكون كينيدي بمثابة خيار للمستقلين الذين لا يروق لهم أي من الخيارين.
(د ب أ)