مقالات
المسافة الثقافية ما بين جيل الأمس وجيل اليوم بقلم د-عزالدين حسن الدياب
بقلم د-عزالدين حسن الدياب

المسافة الثقافية ما بين جيل الأمس وجيل اليوم
بقلم د-عزالدين حسن الدياب
تريد هذه المقاربة أن تأتي موضوعها من منظور التحليل الثقافي للمسافة الثقافية الموجودة بين جيل الأمس،وجيل اليوم،بقولها عن معنى الثقافة،التي هي حياتنا اليومية ،بعاداتها ،وتقاليدها،وأعرافها،وقيمهاوما يصنع الإنسان من حضارة مادية،بادارتها،ومصانعها،وطرقاتها،وشوارعها.. إلخ وهي سلوكنا الاجتماعي،وفكرنا ومعارفنا،وتراثنا.
وما دامت الثقافة،على هذا النحو،فهي التي تطبع شخصيتنا الاجتماعية بطابعها.إذاً؛مانعني بالمسافة الثقافية بين جيل الأمس،واليوم،نعني به ما تمر به الثقافة من تغيرات،وتبدلات،في تكوينها ومكوناتها، المادية، والاجتماعية،والاقتصادية، والسياسية، والتغير في هذه الحالة سنة تطول حياة الإنسان اليومية،بما فيها ثقافته،والتغير لايتم من فراغ،وإنما من خلال ماينتجه الإنسان من جديد،،والمعروف أنّ التغير،لايتم على سوية واحدة ،سواء،داخل المجتمع الواحد،وبين المجتمعات،المختلفة حضارياً،وثقافيا،وروحياً والمعروف أن من خصائص الثقافة التواصل،على مستوى المجتمع،وباقي المجتمعات،والتواصل لايتم عل وتيرة واحدة، وإنما،له سننه التي تحكمه،ومن أهمها،تقدم أدوات،وآليات التواصل،المادية والإعلامية،والترحال بين ألأمم،والشعوب. لكن الاتصال والتواصل بين الثقافات،أيضاً هو الآخر،يتباين بين الثقافات النشطة في الإبداع،والاختراع،وخلق الجديد في بنيانها الثقافي،وبين الثقافات الراكدة الكسولة في إنتاج الجديد ،والضعيفة في معارفها وابتكاراتها.
ماقالته المقاربة،حتى هذه اللحظة،له شأنه في قضية المسافة الثقافية بين جيل الأمس،وجيل اليوم،تأتيه من خلال أن ثقافتنا العربية،ثقافة مُتَلقّية ،لأنها بجبلّتها،ثقافة راكدة،مفتوحة على تأثير الثقافات المتقدمة،وعلى هوى هذه الثقافات،وماتريده من تأثير في شخصيتنا الاجتماعية العربية،وقد وصل هذا التغيير في وقتنا الحالي،إلى قيمنا وأعرافنا،بل قل في سلوكنا الاجتماعي والفكري،والروحي،حتى صار يطلق على شخصيتنا العربية،بالشخصية المزدوجة ثقافياً،بمعنى،على سبيل المثال، نأكل على الطريقة الأوربية،ونلبس على ذوقها،ونتكلم عن الحداثة،ونحن في صلب،التقاليد البالية.لاتغوص المقاربة في كيفية التواصل الثقافي،بين ثقافتنا العربية وباقي الثقافات،وخاصة الأوربية،والأمريكية،وإنما تركز على،مايخطط من قبل هذه الثقافات،لاقتلاع الشخصية العربية من جذورها،أي من تراثها،بوصفه يمثل أسس ومرتكزا ت شخصيتنا الثقافية الفكرية والروحية والأخلاقية، كم فرض على الأنظمة العربية شطب كل ما أتى به الفكر القومي من قيم اخلاقية ودينية،تخص الصراع العربي الصهيوني،وكم استحدث من قبل تلك الجهات من آليات إعلام.وتواصل اجتماعي،وأنشطة وألعاب،تريد لنا الصهيونية الانشغال به ،بدل أنً ننشغل بقضايانا المصيرية،وكم من نظام عربي غير بآليات سياسية،وبالقوة من إجل إنتاج جيل مدجّن،يسبح بأوامر الأنظمة العربية وتعاليمها،وأوامرها،وينشغل بهموومها وتوجهاتها،حتى إذا قالت له اللبن أسود اللون،فيختم بأصابعه الخمس.وإلاً هل يعقل أنّ أنظمة عربية بعينها،تقدم على التطبيع مع النظام الصهيوني،وشعبنا العربي هناك لايحرك ساكناً،وينشطون له مايدعون ،البيوت الفكرية،وتعدد الثقافات،وتنوع الملاهي،إلخ
.وهل يعقل أن كثرة من الأنظمة العربية اتخذت إجراءاتها الأمنية،وأردفتهاًبقيم ثقافية حمالة للتهديد تجاه كل من يقدم على المظاهرات،إلاّ بأوامرها الأمنية.ونستدل على طابع ثقافتنا العربية الراهنة،بما أوردته المقاربة من أمثلة وأفكار،أنّ مابين جيل الأمس،وجيل اليوم من مسافة ثقافية،هو خلاصة للحيوية الفكرية والسياسة والأدبية التي امتلكها الشعب العربي في عهوده الوطنية،على عِلاتها،وبين الأنظمة الاستبدادية الحالية،ومعها الأنظمة التي كثرت ظهر شعبها بالديون،حتى لايحرك ساكناً،خارج لقمة عيشه،وأنظمة تطبيعية حوّلت مدنها،إلى مدن دعارة،بالسيولة المالية،وحجةًسلامة التنوع والتعدد والاختيار،اللهم إلاً الفكر القومي العربي،ومصاحباته الإسلامية.هذا هو حال المسافة الثقافيّة،بين جيل الأمس،وجيل اليوم،
والمسافات القادمة بين الجيل الحالي وما بين الجيل القادم،الذي تتكون شخصيته بنظام تعليمي وسياسات تعليمية تنتج الأميةالثقافية والفكرية،و نزعة الولاء للتبعية الأخلاقية والحضارية،وارتهان الهموم والاختيارات لما يخطط له في مراكز الأبحاث والبنوك الثقافية الصهيونية. وتسأل المقاربة سؤالها،أين واقع الحال للتيار القومي العربي الوحدوي،والمسافة الثقافية التي قالت بها المقاربة،سؤال له شأنه في الدعوة،،إلى تحرك جاد وملتزم،تخرج التيار من ركوده وعزلته الجماهيرية* شاء للمقاربة أن تتعرض لتحديات،أتت بها تعدد موضوعاتها فلجأت للاختصار،وتجاوز موضوع إنجازات جيل الأمس من تأميم قناة السويس،وثورة الجزائر،وضرب الأحلاف،وإخراج القواعد العسكرية من بعض الأقطار العربية،وتأميم النفط في العراق،ومن قبل الوحدة السورية المصرية،وهامش التحرك الشعبي في تلك العهود،وعذري كتابته للمرة الثانية،بفعل عدم تمكني من امتلاك تقنيات الكتابة،وتصحيح مايلزم.
د-عزالدين حسن الدياب – 18-6- 2924 ا