انهزام إسرائيل في حرب غزة يلوح في الأفق؟؟..

انهزام إسرائيل في حرب غزة يلوح في الأفق؟؟..
بقلم / علي اوعمو.
• تقوم
إسرائيل، و
بمساعدة
الولايات
المتحدة
الأمريكيّة و
غالبية
الدول
الغربية
بإبادةٍ
جماعيّة
للشعب
الفلسطينيّ
في غزة،
قتلى و
جرحى
بالآلاف في
صفوف
المدنيّين
العُزَّل
الآمنين في
بيوتهم،
مُعظمهم من الأطفال و النساء و الشيوخ، و "المجتمع الدوليّ" يتفرّج في أبشع الجرائم الإنسانيّة في تاريخ البشريّة..
• إن المُقاوَمة الفلسطينيّة في غزة (كتائب القسّام و سرايا القُدس..) و غيرهما من الفصائل تُواجهُ جيشاً جرّاراً مُدَجَّجاً
بأحدث الأسلحة، من طائرات و دبّابات و صواريخ و غيرها من الأسلحة الأمريكيّة، و لكن المُقاومة الفلسطينيّة
استطاعت ببسالتها و حِنْكتها في القتال أن تُكبِّدَ (الجيش الذي لا يُقهَر) خسائرَ فادِحةً في الأرواح و العتاد الحربيّ، و لا
تزالُ تُكلِّفه خسائر جسيمة إلى أقصى الحدود، ففِي كلّ يوم تُصرّح فصائل المقاومة عن استهدافها لدبّابات و جرّافات و
حاملات جند إسرائيليّة استهدافاً مُباشراً يؤدي إلى تدمير هذه الأليات و قتْل و جرح مَن بداخلها، تستعمل في ذلك
مجموعةّ متنوعة من الأسلحة المتوفِّرة لديها، من قذائف الياسين و قذائف الهاون الشواظ و السهم الأحمر و ما إلى
ذلك.. و لكنّ إسرائيل تقوم بالتكتُّم على خسائرها و لا تُصرّح إلّا بالقليل منها، حتّى لا ينتفِض المُجتمَع الإسرائيليّ و
يَثور على المسؤولين السياسيّين و العسكريّين، الذين كانوا السبب في الدّخول في حرب لا تُعرَف نهايتُها، وهم يُدرِكون
حقّ الإدراك أنّهم لا يستطيعون القضاء على حركة حماس و فصائل المُقاوَمة الأخرى، و لو استمرّت الحرب لِسنوات. و
للإشارة، فإنّ حركة حماس قد نشرت فيديو يُبيّن مصنعاً لصناعة العبوات و القذائف و أسلحة أخرى، مِمّا يدُلّ على
استعدادها لخوض حربٍ طويلة المَدى، الشيء الذي يضحد مزاعم إسرائيل بأنّ المقاومة تقوم بتهريب الأسلحة من
خارج القطاع..
• لقد بدَأت بوادر انهزام إسرائيل أمام حماس تظهرُ للعيان، أصبح العديد من جنودها يمتنعون عن دخول غزة ضمن
مُقاتليها، كما أخذت عائلات الجنود تُنادي بوقف الحرب في غزة، لكون أبنائها يموتون دون تحقيق أيّ هدف من أهداف
الحرب التي أعلنها السياسيون عند بدء توغُّل الجيش في القطاع، كما أخذت أعداد الشباب الصهيوني الذين يرفضون
التجنيد في ازدياد مستمرّ، بالإضافة إلى قيام مظاهرات صاخبة للجمهور الإسرائيليّ الرافض لاستمرار الحرب في غزة
و الداعين إلى الذهاب إلى مفاوضات مع حماس من أجل إبرام صفقة تبادل الأسرى …
• رغم كل التصريحات و التحليلات السياسية و العسكرية التي تأتي من أمريكا و إسرائيل حول الانتقال من مرحلةٍ
حربية إلى مرحلة أخرى، و تحقيق النصر في هذا المكان وذاك، كلها زَيْفٌ و أكاذيب و افتراءات لا يُمكن تصديقُها من
عاقل، ذلك أنّ المقاوَمة لا تزال قويّةً و مُتماسكة و تحت قيادة واحدة تُدير المعركة بكل حزم في جميع أرجاء قطاع
غزة، ذلك أنّها (المقاومة) تُظهِرُ يوماً بعد يومٍ نوعاً جديداً من الأسلحة تُفاجئُ بها الجيش الإسرائيلي علاوة على
أساليب و تكتيكات جديدة في القتال، الشيء الذي أرعب و أهلع المسؤولين الإسرائيليين و الأمريكيّين…
• إنّ هدف إسرائيل و أمريكا و الدول الغربية من هذه الحرب هو الإبادة الجماعيّة لِلفلسطينيّين و القضاء عليهم و
تشريد ما بقي منهم على الحياة خارج وطنهم فلسطين، من أجل ترسيخ أركان "الدولة اليهوديّة" بالاستيلاء على كل
أرض فلسطين، تكون خاليَةً من أيّ جنس غير الجنس اليهوديّ. و لكنّ في ظلّ الأوضاع المزرية الحالية التي يعيشها
الجيش الإسرائيلي في غزة، جرّاء بسالَة رجال المُقاوَمة و أساليبهم و منهجيتهم في القتال، باتباعهم لحرب العصابات
وسط رُكام البيوت المُهدَّمة و في المنازل الخالية، و معرفتهم الكاملة لتكتيكات و نهج الجيش الإسرائيلي في الحرب،
جعلهم يتفوّقون في ساحة المعركة و يحصدون كل يومٍ العشرات من أرواح الجنود الإسرائيليّين الذين يجهلون تمام
الجهل كل ما يجري في غرفة العمليات المُشتركة لفصائل المقاومة و التي تقوم بإدارة مُتقنَة للعمليات الفدائيّة في كل
المناطق و في جميع الجبَهات.. و من هنا وَجب القول أنّه من المستحيل أن تُحقِّق إسرائيل و أمريكا و الغرب هدفَها
الذي خطّطت له و أعدَّت له كلّ الإمكانيات العسكرية و اللوجيستيّة و الاستخباراتية و غيرها..
• يَصعُب على إسرائيل و أمريكا و الغرب الخروج من وَحَل غزة إلّا بالرضوخ لشروط حركة حماس، بوقف الحرب و
انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة و فتح جميع المعابر لإدخال المساعدات للأهالي و إعادة إعمار ما دَمّرتهُ الآلة
الحربيّة الإسرائيلية.. و ما يُقلِقُ إسرائيل و أمريكا في هذا الشأن هو خشيتُها، في حالة إيقاف الحرب، أن تبسُط حركة
حماس سيطرتها الكاملة على قطاع غزة و الضفة الغربيّة، و يتضِح لها ذلك أثناء نقل شرارة المُقاومة من غزة إلى
الضّفة و التي تبدو بوادرها من خلال ما تقوم به المقاومة فيها من تفجيرات للآليات الحربيّة الإسرائيلية عند توغّلها
في المدن و البلدات و المخيمات، مستنسخةً أساليب التفخيخ و زرع العبوات الناسفة من فصائل المُقاومة في غزة..
• بعد انتهاء الحرب على غزة، فإنّ حركة حماس هي مَن ستُدير الأمور في قطاع غزة و في الضِّفة الغربيّة، نظراً
لانهيار (السلطة الفلسطينية) الكامل بعد السابع من أكتوبر المجيد، و التي كان الكيان الإسرائيلي يرتكز عليها في لَجم
أيّة حركة مُقاومة في الضفة عبر التنسيق الأمني المُبرم بين الطرفيْن…
• ختاماً أقول: إنّ تولّي حركة حماس لزمام الأمور في القطاع و الضِّفّة يُشكِّل تهديداً حقيقيّاً للوجود الإسرائيلي، الشيء
الذي جعل أمريكا تستمرّ في حربها على القطاع لأنّها تُدركُ جيّداً أنّ إنهاء الحرب هو انتصار لحماس، و هذا هو
الهاجس الكبير الذي يُراوِدها، و انتصار حماس يعني اخذها بزمام الأمور في كلّ من الضفة و القطاع مِما سيُنذر بزوال
شُرطيها الأمين في المنطقة، الشيء الذي ينتُج عنه تهديد مصالح أمريكا في منطقة الشرق الأوسط..
كاتب من المغرب.