مقالات

أهل غزة يموتون من العطش وهذا ما يحصل اليوم بقلم كمال ديب

بقلم كمال ديب

أهل غزة يموتون من العطش وهذا ما يحصل اليوم
بقلم كمال ديب
واجبكم أن تقرأوا هذه المعلومات .. هي فرصة لمعرفة معنى العطش القاتل على الأقل مرّة واحدة في الحياة.
هذه المعلومات هي برسم من مات ضميره .
– في قطاع غزة المحاصر قطعت اسرائيل الماء والغذاء والكهرباء منذ عشرة شهور.
– يعني هذا أنّ ماء الشرب غير متوفر. والماء الوحيد المتوفّر لأكثر من مليوني مواطن هو الماء المالح من البحر، أو الماء العكر من الآبار الجوفية التي بدورها تكاد تجفّ. وفي الحالتين – ماء البحر وماء البئر – يصاب من يشربها بأمراض معوية قاتلة وعدد كبير من الحالات التي فصلتها الأمم المتحدة عن الوضع الصحي في غزة. .
– وإليكم هنا مراحل الموت من العطش التي وصل إليها 2.5 مليون فلسطيني في غزة:
– تشكل السوائل 70 بالمئة من جسم الانسان (أي دماء وسوائل أخرى)، ولذلك المطلوب عادة شرب 3 ليترات يومياً من الماء الصافي. وهذا الماء لم يعد متوفراً للشعب الفلسطيني في غزة منذ عشرة شهور.
– إذا فقد الانسان 2 بالمئة من سوائل جسمه سيشعر بالعطش الشديد ويصبح فمه جافاً بدون لعاب، وهذا ما يعاني منه سكان قطاع غزة.
-إذا خسر الانسان 5 بالمئة من سوائل جسمه تصيبه موجات دوخة ووجع قاتل في البطن وفي الأضلاع (القدمين واليدين)، ويتفاقم تركيز الأملاح في أطراف الأضلاع (بوتاسيوم وصوديوم) gout. ورغم أنّ الأوجاع من انخفاض سوائل الجسم تدفع الشخص إلى البكاء فلن تخرج الدموع لأنّ المأقي قد جفّت أيضاً.
إذا خسر الانسان 10 بالمئة من سوائل جسمه – وهذا يصيب الكثيرين من أهل غزة – ستيبس الشفتان وتتشقّقان وينشف الأنف فوق الشفتين وتنشف تجاويفه فلا تعود تنتج المخاط لترطيبه، ولذلك يبدأ نزيف من الأنف هو عبارة عن دم لزج ثقيل.
في هذه المرحلة يبدأ الدماغ داخل الجمجمة في فقدان السائل الذي يخصبه ويرطبه، فيتقلص الدماغ ويهلوس الشخص ويرافق ذلك ارتفاع قاتل في حرارة الجسم، فيبدأ الانسان يدنو من الموت.
– وهنا يعاني الشخص من ارتفاع حرارة الجسد ولكن أيضاً من برودة اليدين والقدمين. لأنّ الدماء قد توقفت عن الامتداد إلى الأضلاع واقتصر وصولها على جذع الانسان فقط حيث الأحشاء من قلب ومعدة ورئتين.
– وأخيراً إذا فقد الانسان 15 بالمئة من سوائل جسمه سيبقى أمامه بضع ساعات حيث يهبط في الكوما ويفقد الوعي، وصولاً إلى الموت.
هذا بالضبط هو وضع أهل غزة اليوم بسبب فقدان ماء الشرب. ولذلك سيرتفع عدد ضحايا الحرب الاسرائيلية على غزة إلى 400 ألفاً (مقارنة بضحايا القصف والدمار وهو 40 ألفاً).
فإذا استمر الحصار الاسرائيلي ومعه حالة العطش والجوع حتى خريف هذا العام، يكون خطر الموت يهدّد كل سكان غزة الأبرياء.
ويكون مصيرهم وصمة عار على كل الدول العربية  لأنهم يتفرجون، ولطخة على ضمير دول الغرب الذين يدعمون هذا القتل الجماعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب