![](https://sawtoroba.com/wp-content/uploads/2023/03/imageedit_7_2606853237.jpg)
دروب الحقيقة
جنوب كردفان…
الردة على برنامج الثورة بوصول الوالي الغامض
بقلم: أحمد مختار البيت
بينما الكل منشغل بنهايات معركة الاتفاق الإطاري المفخخ وعمليات التجييش الواسعة في الولايات ونذر الحرب بالحشود العسكرية المتدفقة نحو العاصمة، انسحب والي جنوب كردفان المنصب، أو المكلف، لافرق إلى كادقلي، لتستقبله ذات الوجوه المألوفة، من سماسرة المناسبات واللقاءات التي ظلت لثلاثة عقود في مواقعها، تنهب في موارد وامكانيات المواطن ولا تريد أن تصدق أن هناك ثورة حدثت في السودان شهد بها العالم كله.وكل ما فعلته أنها غيرت جلودها كالحرباء ولبست مسميات جديدة كأن شيئا لم يكن، وصنعت من أموال الولاية المنهوبة واجهات لتواكب المرحلة، ولكن (كول) المؤتمر الوطني وفساد الكيزان ظلت تفوح رائحته بقوة كلما غيروا المسمى، حاولوا مداراة أوجه اللصوص والمجرمين تحت عباءات جديدة.
لقد فضح الكيزان الوالي (المكلف) بمخطط إكمال الردة في الولاية، منذ محطة الاستقبال، قبل أن يلتفت أطراف الصراع الضاري في الخرطوم لماجري في الولاية المنسية، التي قدر لها أن تكون النموذج المثالي لمعاناة الحرب والظلم والفساد والتخريب ونهب الموارد. لقد سبقت السيرة الذاتية للوالي وصوله الباهت، وهى بالإضافة للظروف الاقتصادية والأمنية وتردي الخدمات المزرى، التي تعانيها الولاية، استفزاز غير مقبول لمواطنيها الذين تحملوا فوق طاقتهم “الاهمال والظلم والاستهتار بحياتهم وأمنهم وصحتهم حتى غدت الولاية يجرب فيها الفاسدون الحكم، ويتعلم المجرمين الحلاقة على رؤوس اليتامى. والسؤال ما الذي يمكن أن يفعله والي في أيام معدودات إن لم يكن الأمر تنفيذا لمخطط شرير، تعمل عليه قوى الردة وأذرعها الأمنية والعسكرية التي شرعت في الظهور علنا في كل ولايات السودان. وما الذي يملكه الوالي الغامض من إمكانيات وقدرات غير التي تقول الروايات إنه أحد قادة الأمن الشعبي للكيزان، ولعب دورا محوريا في انقلاب 25 أكتوبر 2021م ، وساهم بفاعلية في إعادة معظم الكيزان في زمن وجيز في شمال كردفان، وأن تعيينه في الزمن بدل الضائع في جنوب كردفان، ما هو إلا مكافأة له على دوره في الانقلاب ضمن مخطط الفلول للردة على برنامج الثورة وإعادة الفلول لمفاصل السلطة مجددا.
ويشير مراقبون إلى تخلف نائب الوالي المتهم أيضا أنه من كتائب الظل الذين تسللوا للحركة الشعبية بقيادة عقار عن الحضور مع الوالي المكلف بسبب خلافات حادة حوله، بين منسوبي حركة عقار المسلحة التي تماهت قيادتها مع الإنقلاب وبرامجه المعادية للشعب وظهرت كمجموعة انتهازية تتكسب من معاناة الفقراء والكادحين في النيل الأزرق وجبال النوبة لا غير. ولكن الذي استوقف المراقبين دور (لوبي) بدأ يتمحور حول محمد كرتكيلا، وعبدالله التوم مراد وآخرين، وعلاقتهم بقيادات الإنقلاب، وواجهات الكيزان الجديدة في الولاية، ككيان النوبة وحركة المستقبل والإدارات الأهلية المدجنة والمنظمات التي تظهر كالطحالب في كل مناسبة