مقالات
الحالة العراقية اليوم ليست التعبير الحقيقي عن مكنونة الشخصية العراقية. بقلم الدكتور غالب الفريجات
بقلم الدكتور غالب الفريجات

الحالة العراقية اليوم ليست التعبير الحقيقي عن مكنونة الشخصية العراقية.
بقلم الدكتور غالب الفريجات
من يظن واهما ان الغزو والاحتلال العراقي قد بدأ بسنة ٢٠٠٣، لا يرى بام عينيه ما اصاب الشخصية العراقية منذ عدوان ١٩٩١ وما تلاها من حصار ظالم، بكل المعايير كان عدوان قاسي اصاب الشجر والحجر والانسان، رغم ما بذلته القيادة الوطنية بكل طاقاتها في دعم المواطن العراقي بالبطاقة التموينية الإبداعية، ولكن من لا يعرف الشخصية العراقية التي عاشت بكل ما فيها من اعتداد بالنفس، وسعة في العيش، وعطاء متميز لاتعرف البخل على النفس، وتعاف الحياة التي فيها ضيق على الذات، فقد تميزت الشخصية بأن يكون للقدر العراقي في المفرد والمجموع فائض على ما حوله، هذه الحالة المأثورة عن العراق والعراقيين أصابها بعض الهوان لنفر لم تتمكن منه المبادئ، وخاصة ان كل قوى الشر والعدوان الدولي والاقليمي قد تحالفت للنيل من هذه الشخصية ، حتى جاءت حالة الغزو والاحتلال بأن شعر كل أشرار الدنيا ان الشخصية العراقية، وبفضل دور القيادة الوطنية قادرة على النهوض والبدء من جديد، وفيما يبدو قد هالهم ما حصل من إعادة البناء في زمن قياسي لكل ما دمره الاشرار الثلاثيني في العام ١٩٩١.
لقد تمكن العراق في زمن قياسي ان يعيد كل ما دمره العدوان الثلاثيني وبقياسات عالية تفوقت عما كانت فيها، و اعادت القيادة للانسان العراقي حالة القدرة على البناء من جديد رغم حالة الحصار التي تهرس النفوس وتدوس على الحياة اليومية التي يعيشها المواطن، فكان أشرار العالم بقيادة أسوأ ما خلق الله في هذه الأرض من أمريكان واتباعهم وبشكل خاص عجوز الشر التي لا يهدأ لها بال دون أن تعيث في الأرض ظلما وعدونا، واجراما قد وجدوا في هذه القيادة ما لم يجدوه في أية قيادة وطنيه على وجه التاريخ من عزيمة وشجاعة واصرار على أن تمارس حقها الوطني المشروع دون خوف او وجل.
سنوات الحصار على العراق كانت لا تقل قساوة على العراق والعراقيين من حالة الغزو والاحتلال، فكانت صفحة مؤلمة موجعة للانسان العراقي أصابت نفوس الكثيرين ممن لم يتحصنوا بالمبائ، وقد شكل هؤلاء قاعدة لحالة الانحراف التي أصابت البعض بعد الغزو والاحتلال، وما نراه اليوم في شوارع بغداد من ممارسات متخلفة لا يجوز أن تأخذنا بعيدا ان جزءا كبيرا من هؤلاء من المدسوسين من جهة ، وجزءا من الذين ماتت فيهم الحياة بعد أن فقدوا حجم قوة العقل التي تابى ان تقبل هذه الممارسات بفعل الضخ الاعلامي، وبث ثقافة تخريب الشخصية العراقية بفعل الدور الملالي الفارسي من جهة اخرى، العراق تعرض لاستهداف على مر التاريخ كالغزو المغولي، ومع صعوبة المرحلة نهض العراق كالطود الشامخ، في العراق كينونة النهوض تابي الا أن تبقى متقدة، وتنفض عنها غبار الزمان الرديء، ليعود العراق ممارسة دوره العروبي البطولي.
نحن نتألم لما نشاهده في شوارع بغداد من ممارسات يبدو أن هذه هي الثقافة التي يتقن صناعتها الولي الجعفري الذي يتغذى من الثدي الفارسي المجوسي الذي لم يكن في يوم من الايام لا مع العروبة ولا الإسلام، وهو العنصر الوحيد من بين كل الذين قدم لهم العرب الإسلام، واخرجهم من عبادة النار الى عبادة التوحيد قد اضمروا الحقد والضغينة، ومارسوا التقية بكل فنونها، لينالوا من العرب منذ اليوم الأول للفتوحات وايام القادسية المجيدة فلم يمر عليهم فترة من زمن حتى ينالوا من الدولة العربية الإسلامية منذ أيامها الأولى، من ايام عمر الفاروق حتى يومنا هذا.
العراق جمل المحامل مرت عليهم ايام أصعب واقسي في العصر هولاكو التتار، ونهض العراق وأعاد مجد عروبته، وانتصر على ذاته، وصنع مجده الخاص به، الذي يختلف عن امجاد الكثيرين في غزارة عطائه ونقاء سريرته، ومن يخاف على العراق يغلب النفس ان العراق في كينونته التي امتاز بها سيعود، وقد يفاجئ الكثيرين في سرعة نهوضه ونفض الغبار الذي أراد أن يحجب الضوء عنه، ويزيل العفن الذي احدثته الشعوبية الفارسية المجوسية في وسط البعض من أبنائه، فالعراق بجناحيه سيحلق في سماء العزة والكرامة، ويابى ان تكون أرضه ولا بعضا من ناسه حصة لأجنبي ايا كان هذا الأجنبي سواء ممن يكون على الحدود او خارجها.
عاش العراق حرا مستقلا، وعاشت السواعد العراقية التي ما تركت سلاح المقاومة وهي تقاتل بكل ما أوتيت من قوة، وحيا الله شباب الرسالة الخالده الذين يعضون على النواجذ في مواجهة هذه الطغمة الفاسدة المأجورة المتخلفة، ورحم الله شهداء العراق والأمة، وفي مقدمتهم حادي الركب الشهيد صدام حسين ورفاقه الغر الميامين الذين صنعوا مجدا عز مثيله، واعطوا للمبادئ حقها في علو شموخها وقدسية سريرتها.