
طاءهم هي سبب هزيمتهم
بقلم: علي الدوش-السودان –
#الهدف_آراء_حرة
حينما شملت الأزمة في العهد المباد كل مفردات الحياة تحرك الشعب لدرء مخاطرها بالتغير الثوري فكانت إرهاصات ثورة ديسمبر نزر خير على الشعب الذي أصطف خلف شعاراتها التي أتت ملبية لكل طموحات الحياة الحرة الكريمة بعيدًا عن براثن الشمولية التي فرضها نظام الإنفاذ التمكيني لمنسوبيه دون غيرهم للعبث بمقدرات البلاد لتصب في حساباتهم الخاصة فتمخضت اعظم صيغة للرفض المجتمعي والتعبير عن المتطلبات في عمل جبهوي شمل القُوَى السياسية الراغبة في التغيير ومنظمات المجتمع المدني ونقاباته وهياكله العمالية تحت إعلان قوي الحرية والتغيير ورُمز لاسمه بالحروف ق ح ت كناية عن الجسم الوليد نتيجة الكم الهائل من المعاناة وأنيطت به عملية التغيير للخروج من الأزمة التي أوردتها سياسات الإنقاذ غير المدركة لمتطلبات الحياة وفق معايير مستجدات الحياة المتطورة
فكانت الثورة بكل مآلاتها المشهودة وما حققته من نجاح شمل ما سجل لها وما سجل عليها ودارت رحى الثورة وعصفت رياحها بشمولية النظام السابق وجففت منابع سيطرته التي استغلها لتمكينه في مقاليد السلطة وثارت ثائرة منسوبيه على الثورة ومسمياتها ومكوناتها واستبدلوا حرف التاء في ق ح ت بطاء ليصبح المسمى قحط بدلا من قحت واصطفوا تحت هذا التبديل عداءًا ونكاية نظرا لما حاق بمشاريعهم المستقبلية الخاصة بهم بفعل الثورة
ولم يعلموا انهم بعدائهم هذا قد عادوا مجمل قطاعات وشرائح المجتمع الذي اصطف خلف شعار الحرية والسلام والعدالة فخسروا اعظم الطاقات البشرية المعول عليها لا سيّما طاقة الشباب الذين اصطفوا في لجان المقاومة عطاءًا وتضحية وصلت حد تقديم الغالي والنفيس من المهج والأرواح رخيصة في سبيل ما آمنوا به من ضرورة التغيير فكان تقديرهم الخاطئ لطاقات الجماهير لا سيّما الشباب سببا في عزلهم عن المجتمع غير المنتمي وجعل منهم جزيرة معزولة منعدمة الارتباطات بالعمق الجماهيري الذي يدعم عملية الحفاظ على المكتسبات فكل من يعتمد على الجماهير كطاقة إيجابية يستطيع تحقيق غاياته ملامسة أهدافه من مبدأ الجماهير هي الغاية والوسيلة فليتهم يتعلمون