الصحافه

هآرتس.. قراءة في زيارة نتنياهو لواشنطن: “لن تكون أبعد من عرض نرجسي لأهدافه السياسية”

هآرتس.. قراءة في زيارة نتنياهو لواشنطن: “لن تكون أبعد من عرض نرجسي لأهدافه السياسية”

سفر رئيس الحكومة نتنياهو إلى الولايات المتحدة تستقبله واشنطن بعدم اهتمام. الأسبوع الأكثر صخباً في الانتخابات الأمريكية، في البداية محاولة اغتيال مرشح للرئاسة، ثم انسحاب المتنافس، الرئيس الذي يتولى منصبه، يحتل كل اهتمام وسائل الإعلام في العالم. لذلك، ما كان يتوقع أن يكون خطاباً تاريخياً في الكونغرس سيتم إبعاده إلى مكان أقل مركزية في نشرات الأخبار. المحللون الأمريكيون أكثر اهتماماً بمسألة ما سيوقف ترامب في طريق عودته إلى البيت الأبيض، وهل نائبة الرئيس كامالا هاريس مستعدة لذلك حقاً بصفتها مرشحة عن الحزب الديمقراطي للرئاسة.

في ظل غياب الاهتمام الأمريكي، ظهرت الرحلة التي يتم الحديث عنها بالأبعاد الحقيقية كعرض نرجسي يستهدف بالأساس احتياجات إسرائيل السياسية. وهي تمكن الزوجين نتنياهو من رحلة نادرة إلى الخارج في الطائرة الثمينة والزائدة التي تم تدشينها بشكل متأخر، “جناح صهيون”. المنافقون في الحاشية يعرفون أن منظومات الاتصال الحديثة في الطائرة تسمح لرئيس الحكومة بإجراء الاتصالات المتواصلة والمباشرة مع البلاد حتى أثناء الرحلة. وهذا قد يخفف من أهمية غياب نتنياهو مدة أسبوع تقريباً، في ذروة الحرب، التي حسب قوله ستنتهي بعد تحقيق النصر المطلق.

في هذه الأثناء، تم استغلال المنظومات الجديدة لنشر إعلان المشاركة في العزاء، عديمة الإحساس، لموت مخطوفين في أسر حماس، أليكس دينتسغ وييغف بوخشتاف، ونشر إعلان آخر غريب نجح فيه مكتب زوجة الزعيم في عدم تمييز أسماء المخطوفين مرة أخرى. في هذه الظروف، ظهر ضم أبناء عائلات مخطوفين للحاشية بوضوح. فقد تم استغلالهم لاستخدامهم على أنهم ديكور ليس أكثر، رغم أن أبناء عائلات المخطوفين مصممون على بذل جهود ذاتية للتأثير على المضي نحو الصفقة. كما هو متوقع، خرجت الرحلة إلى الولايات المتحدة إلى حيز التنفيذ قبل زيارة مخطط لها يقوم بها رئيس الحكومة لـ “كيبوتس نير عوز”، الذي تم ترك سكانه لمصيرهم من قبل الجيش والدولة للموت والاختطاف في 7 تشرين الأول.

وقال مكتب نتنياهو إنه “يستعد” لإجراء زيارة هناك، كان هذا قبل شهر.

مع ذلك، لنتنياهو ما يفعله في واشنطن في اللقاءات التي يتوقع إجراؤها على انفراد مع هاريس وترامب وبايدن. نشر الرئيس بايدن أمس، التسجيل الأول منذ إعلان انسحابه الدراماتيكي الذي وعد فيه باستغلال الفترة المتبقية من حكمه من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة وإعادة المخطوفين. يتعلق المجهول الكبير بتأثير وضع بايدن الذهني والصحي على الجهود في هذا الشأن. من غير الواضح حتى الآن كم هي الطاقة التي سيملكها من أجل هذا الأمر. في المقابل، من المرجح أن ما تبقى من اهتمام واشنطن لمشكلاتنا في المنطقة سيتقلص بالتدريج كلما اقتربوا من موعد الانتخابات في تشرين الثاني القادم.

نتنياهو، حسب محيطه، لن يتنازل عن صفقة المخطوفين، أو عن حلم التطبيع مع السعودية الذي كان قريباً من التحقق في الاتفاق الثلاثي مع الولايات المتحدة عشية المذبحة التي نفذتها حماس في غلاف غزة. يبدو أن هدف تصريحاته المتشددة الأخيرة هو الحصول تنازلات أكثر من حماس، التي حسب الجيش و”الشاباك” ضعف موقفها العسكري وهي بحاجة إلى وقف إطلاق النار. الفكرة هي انتظار انتهاء دورة الكنيست الصيفية في بداية الأسبوع القادم. عندما تخرج الكنيست إلى العطلة فلا يمكن إسقاط الحكومة، وستصبح معارضة أحزاب اليمين المتطرف في الائتلاف -“قوة يهودية” و”الصهيونية الدينية”- أقل أهمية.

حتى الآن، تنتظره عقبات صعبة إذا اختار وبحق طريق الصفقة. أولاً، تحرير مئات السجناء الفلسطينيين “المهمين”، الأمر الذي من المشكوك فيه أن يبقى لإسرائيل حق فيتو حقيقي عليه حول هوية الكبار منهم. ثانياً، مع الافتراض المرجح بأن أكثر من نصف المخطوفين الموجودين لدى حماس قد ماتوا، فإن مشهد التوابيت التي ستعاد من القطاع سينقش في ذاكرة الجمهور، وسيلاحق نتنياهو نفسه مع الإدراك بأنه لو تبع إدارة أكثر نجاعة للمفاوضات لعاد المزيد من المخطوفين الأحياء.

       قبيل المزيد من النشاطات

في الخلفية، من الجدير أيضاً الاهتمام بالأحداث على الأرض ذات الاهتمام القليل إزاء استمرار الحرب. عادت الفرقة 98 للعمل في خان يونس منذ يومين، في الوقت الذي يدفع فيه الجيش الإسرائيلي -مرة أخرى- السكان الذين عادوا إلى المدينة إلى مناطق لجوء جديدة بدلاً من المناطق التي اعتبرت آمنة حتى الآن. عشرات آلاف السكان الغزيين تم إخلاؤهم، والجيش يستعد لنشاطات في المدينة قد تكون لفترة طويلة. تشارك في هذه العملية ثلاثة ألوية نظامية برزت في الحرب حتى الآن، وهي: لواء المظليين، ولواء الكوماندو، واللواء 7 في سلاح المدرعات.

عملت الفرقة سابقاً في المدينة، في عملية مستمرة وطويلة بين كانون الأول وأيار الماضيين. خلال ذلك، تضرر لواء خان يونس التابع لحماس بشكل كبير. ولكن حسب أقوال الجيش الإسرائيلي، ثمة منحى انتعاش واستيقاظ في صفوف حماس يظهر هناك. العملية السابقة هناك لم تحقق أهدافها الأساسية، بضرب قادة حماس (في هذه الأثناء، قتل كما يبدو محمد ضيف، لكن يحيى السنوار ما زال على قيد الحياة)، وتحرير المخطوفين (منذ ذلك الحين كانت هناك عملية ناجحة لتحرير أربعة مخطوفين في مخيم النصيرات للاجئين في وسط القطاع).

قتل في الضفة الغربية صباح أمس خمسة فلسطينيين في هجوم مسيرة إسرائيلية في مخيم طولكرم للاجئين، من بينهم ثلاثة مخربين من رؤساء الذراع العسكري لحماس والذراع العسكري لكتائب شهداء الأقصى في المدينة. وقتلت في هذا الهجوم أيضاً امرأتان، واحدة تم التقاط صورة لها قبل فترة قصيرة من الهجوم من قبل وسيلة إعلام عربية وهي ترتدي ملابس تمريض، لكنها تلوح ببندقية “إم 16″ بشكل استثنائي، ولاحظوا الجيش تدخلاً متزايداً لنشطاء حماس و”الجهاد الإسلامي” في القطاع فيما يحدث في الضفة الغربية، وإرسال الأموال والتعليمات لتنفيذ عمليات.

التوجه المقلق أكثر في شمال الضفة يتعلق باستخدام التنظيمات مواد متفجرة متطورة جداً، بعضها عبوات ناسفة تقنية. يتم تشغيل معظم العبوات عند دخول الجيش الإسرائيلي إلى المخيمات. ولكن هناك تخوفاً أيضاً من الكمائن بالعبوات الناسفة لحركة الإسرائيليين في الشوارع. أمس، بعد بضع ساعات على عملية الاغتيال في طولكرم، تم تفعيل عبوة ناسفة ضد سيارة تابعة لوزارة الدفاع قرب جدار الفصل في جلبوع، وقد أصيب في هذه الحادثة اثنان من العمال بإصابة طفيفة.

عاموس هرئيل

هآرتس 24/7/2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب