الصحافه

سارت كـ”عصفور آمن” وصورت بجودة عالية.. “حزب الله” لإسرائيل: هل وصلت الرسالة؟

سارت كـ”عصفور آمن” وصورت بجودة عالية.. “حزب الله” لإسرائيل: هل وصلت الرسالة؟

اسم العقيد “أ” ممنوع من أن ينشر عنه الصحافيون في إسرائيل. “أ” قائد قاعدة سلاح الجو في “رمات دافيد”. هو ابن 44 ونصف، وتسلم مهام منصبه قبل سنتين. موعد ولادته، للمعنيين، هو 1 كانون الأول 1979.

بزعم حزب الله، كشفت المنظمة اسمه وصورته في الفيلم الذي نشرته في بيروت. كُرس الفيلم كله لقاعدة “رمات دافيد”. فقد صورت، على حد قول حزب الله هذا الأسبوع، سماء القاعدة من مُسيرة أطلقوها فاجتازت 46 كيلومتراً من الحدود اللبنانية.

أوضح الفيلم أن المُسيرة أخذت وقتها على مهل. الصور بجودة عالية ومفصلة. طول الفيلم ثماني دقائق ونصف، لكن المادة الخام على أي حال أكبر بكثير.

يكشف لنا رجال استخبارات حزب الله قائمة الأسراب التي تعمل في القائمة. بزعمهم، هم يعرفون مكان قيادة كل سرب، ويبرزنها من خلال التقرير. كما يشيرون إلى موقف المركبات التحت أرضي الذي تخبأ فيه (هكذا على الأقل يقولون) الطائرات القتالية، ويصورون المسارات بارتياح. في القاعدة ثلاث بطاريات للقبة الحديدية، وهي أيضاً مصورة من مسافة طيران العصفور. بل إن مخزن الذخيرة مصور، ومبان أخرى مهمة  أكثر وأكثر.

بشكل مفاجئ، بادر خبراء حزب الله إلى الفيلم لأغراض دفاعية. فهو يستهدف ردع إسرائيل من التدهور إلى حرب أوسع، أو بدء معركة شاملة في لبنان. رجال حزب الله يريدون التلميح إلى أن الأماكن الأكثر حساسية في مرماهم حال نشوب حرب شاملة. فإذا وصلوا إليها بهدف التصوير، فيمكنهم الوصول إليها للقصف. لديهم صواريخ دقيقة لهذا الغرض.

إضافة إلى ذلك، يظهرون أن بإمكانهم البقاء في إسرائيل لزمن طويل دون كشفهم، ولإظهار القدرة على الوصول إلى معلومات موضعية حساسة. بنشره صورة العقيد “أ”، سعى حزب الله لأن يري بأنهم هم أيضاً، مثلنا، يعرفون قادتنا مثلما يعرف الجيش الإسرائيلي قادتهم، بل ويصل إليهم ويقتلهم.

الهدف العام لحزب الله من هذا الفيلم، ومن الفيلمين السابقين، هو إظهار التماثل. ميزان قوى. صحيح أنه تماثل غير متوازن، لأن الاستخبارات الإسرائيلية في تفوق ساحق، لكن الارتياح الذي يظهر من الفيلم مقلق حقاً. فهو يذكر كل من يدعو هنا إلى الحرب أو يشجعها بأن الجيش الإسرائيلي لن يكون في كل مكان كل الوقت، ولا يمكنه حماية كل قاعدة وبلدة.

الجيش الإسرائيلي جيش صغير، مع قوة نار مقنونة ورأس بشري محدود. من لم يفهم هذا في 7 أكتوبر، تلقى هذا الأسبوع تجسيداً باللون وبالصورة.

 معاريف 26/7/2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب