منوعات

عملية تأديب وتهذيب وإصلاح محمد صبحي… والتمثيل بجثة أسامة كمال؟!

عملية تأديب وتهذيب وإصلاح محمد صبحي… والتمثيل بجثة أسامة كمال؟!

سليم عزوز

تعجل الفنان محمد صبحي في أمره، فقد استيقظ الناس من نومهم على هجوم «الشركة المتحدة» عبر صحفها ومواقعها عليه، هجوماً ساحقاً ماحقاً، وقبل أن يتفهموا الأمر، كان تراجعه سريعاً!
لا أعرف إن كانت مسرحية «عيلة اتعمل لها بلوك»، لصبحي عرضت على المسرح، كما هو الطبيعي، أم أنها أنتجت من جانب الشركة المذكورة، بغرض العرض التلفزيوني، وقد عرضت قبل الفجر على قناة «سي بي سي»، فلم أتمكن من مشاهدتها، وللدقة لم أعلم بأمرها أصلاً، إلا من خلال النزاع، الذي شب بين صبحي والمتحدة لسويعات، كانت ليلاً أيضاً، والناس على دين ملوكهم!
فالسلطة، التي تملك الشركة المتحدة، تعمل ليلاً، وفي غير أوقات العمل الرسمية غالباً، وقد عرف المصريون في هذا العهد ما يسمى بالقرارات السلبية في نهاية «الدوام الرسمي» في نهاية الأسبوع يوم الخميس، فيتم رفع أسعار المحروقات مثلاً، على أمل أن يستوعب الناس الصدمة، ليعودوا إلى أشغالهم يوم السبت أو الأحد، وقد فرغوا شحنة الغضب عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وقد أدهشني أن يصدر القرار الأخير برفع أسعار المحروقات مساء الأربعاء، قبل أن أنتبه إلى أن الخميس عطلة رسمية بمناسبة ثورة يوليو/ تموز 1952، فلم تخالف الحكومة تقاليدها؛ فالمهم أن يصدر قرار كهذا، وينشر في الجريدة الرسمية ليلاً، عشية يوم إجازة!
وكانت السلطة الحالية، قد أصدرت أول قرار لها قبل سنوات برفع أسعار المحروقات في الأوقات الطبيعية لصدور القرارات الرسمية، وفي اليوم التالي، وكان يوم عمل، حدثت فوضى في محطات مترو الأنفاق، وأزمات مع سائقي النقل العام، بسبب زيادة أسعار خدمات النقل والمواصلات، فتعلمت الدرس وصارت القرارات تصدر والناس ونيام، وكذلك كان رد فعل الشركة المتحدة الساحق والماحق ضد صبحي، فارتج على الرجل، وهرول للاعتذار، ولو صبر ولم يفزع لحملة الإبادة الإعلامية للصباح باعتباره رباحاً، لانتصرت له الجماهير عبر منصات التواصل الاجتماعي.

اغتيال المسرحية وتقليد الجنرال

بعرض «عيلة اتعمل لها بلوك» على قناة «سي بي سي»، والناس نيام أيضاً، فإن الفنان محمد صبحي قال إن المسرحية جرى اغتيالها بالعرض في هذا الوقت المتأخر، وإنه تم حذف مقاطع منها، وردت عليه الشركة المتحدة ببيان صدر والناس نيام كذلك، هاجمته فيه، واتهمته بالكذب؛ فلم تحذف مقاطع، ولم يحدث كتم صوت لبعض المشاهد، وأن هذه المسرحية واحدة من ثلاث مسرحيات تم التعاقد عليها مع صبحي، عرضت الأولى وفشلت، ولم تحقق أي عائد مادي أو جماهيري، وأن الفنان طلب زيادة قيمة التعاقد!
واحتشدت مواقع صحف مملوكة للشركة المتحدة لتهاجم صبحي، وتذود عن عرين الشركة، وتتهمه بالفشل، ولأن الحملة كانت على عجل، فقد كررت كلاماً قديماً، عمره أكثر من ثلاثين سنة عن أن صبحي انتهى بانتهاء علاقته مع المؤلف لينين الرملي، كما تم استدعاء موضوع قديم خاص بفنانة مبتدئة اتهمت صبحي بأنه حاربها، وهو كلام يدين الشركة نفسها، فكيف لها أن تتعاقد مع فنان انتهت صلاحيته، ويحارب فنانة شابة، على ثلاثة أعمال دفعة واحدة؟!
لكنها حملة كانت تستهدف إهانة صبحي، لكي يعلم الجميع من رأس الذئب الطائر، أن العين لا تعلو على الحاجب، وأن ذات الشركة المتحدة لا تمس، فهل لا يعلم صبحي حقاً لمن تتبع هذه الشركة التي تحتكر مجال الصحافة والإعلام تماماً، وتملك القنوات التلفزيونية المصرية عدا «صدى البلد»، التي استضافته في أحد برامجها مؤخرا؟
أعتقد أن صبحي لا يجهل تبعية «الشركة المتحدة» لإحدى الجهات السيادية، بيد أنه لم يكن يتوقع رد الفعل هذا، لأنه تصور أن لديه حصانة كفنان كبير، ولأنه انحاز للانقلاب العسكري حد القول إن السيسي لو عذب أبناءه حتى الموت فلن يغضب، ولا نعرف سبباً لهذا الابتذال، من فنان يدعي أنه مثقف، ولماذا يتصور أن السيسي يمكن أن يعذب أحداً حتى الموت؟! في تراجعه المهين، قال صبحي إنه قبل الصلح من باب الحرص على صورة مصر، وهو يعطي الموضوع أكبر من حجمه، فماذا يضير مصر، إن تشاجر فنان وشركة إنتاج، إلا إذا كان يعتبر نفسه كما يعتبر الشركة المتحدة أنهما مصر؟!
وقد انتهت الأزمة، وقد لا تعرض المسرحية مرة أخرى، فلا نعرف موضوعها، بيد أن المتحدة في بيانها اتهمت الفنان الكبير بأنه خالف بنود التعاقد وسرب مقاطع من المسرحية، وقد صادفت مقاطع يقلد فيها صبحي السيسي، ولأني لم أطالعها في أي محفل، فهل هي المقاطع المقصودة؟! هل يعتقد صبحي أن الجنرال هو مبارك أو أنه مثل مذيعي «الجزيرة» الذين قلدهم من قبل؟ كيف تصور أنه بالإمكان تمرير هذا، من جانب من لم يحتمل برنامج باسم يوسف؟ إنه إذاً لا يعيش معناً على هذا الكوكب، فكان طبيعياً أن يجري تأديبه وتهذيبه واصلاحه فيهرول للاعتذار!

لا كرامة لكبير في حكم العسكر!

عودة برنامج أسامة كمال.. إيقاف برنامج أسامة كمال: على ذكر تقليد الفنان محمد صبحي لمذيعي قناة «الجزيرة»، فقد كان هذا في مقابلة معه أجراها المذيع أحمد منصور، في السنوات الأولى لإطلاق القناة، وما إن أراها في طريقي إلا وأشاهدها من جديد! والمذيع صاحب البصمة والشخصية هو من يمكن تقليده، فقلد صبحي، سامي حداد، وجميل عازر، وفيصل القاسم، وجمال ريان، كما قلد أحمد منصور نفسه، في حلقة ممتعة، أو ماتعة كما يقول المتفيقهون!
وليس كل مذيع يمكن تقليده، وبعيداً عن قارئ النشرة، فإن مقدم البرنامج إن لم تكن له شخصية قابلة للتقليد، فإنه يفتقد لشرط أساسي من شروط الحضور، وحتى من عملوا في قراءة الأخبار في «الجزيرة» كانت لهم شخصياتهم.. تذكر أداء جميل عازر، وفي المقابل يمكنك أن تطرح سؤال من في قناة «العربية» يملك هذا الحضور الخاص ويمكن لمقلد أن يقلده.. إنهم جميعاً كأسامة كمال، ومن هنا يمكن وضع درجة من مئة درجة في أسباب فشل «العربية» في منافسة «الجزيرة»، رغم أنها أذاعت مقابلات مهمة، إنه الافتقاد لكاريزما المذيع!
ونحن لا نسمع عن أسامة كمال إلا بقراءة خبر عن عودته للشاشة أو إيقافه، وعلى مدى العشر سنوات الماضية، لا يمكن حصر قرارات عودته ووقفه، وهو لا يهتم به أحد إذا عاد، ولا يكترث به أحد إذا أبعد، ومؤخراً قرأنا إيقاف برنامجه، فسألنا متى عاد؟!
فلا نعرف لماذا أعادوه، ولماذا أوقفوه؟ يبدو أن صاحب قرار العودة في كل مرة يريد أن يؤكد فشله من خلال تثبيت المثبت، ونفي المنفي، باستخدام المعادلات والمقادير نفسها! ولأنه يبدو لي أن من بين أولي الأمر منهم من يتبنى المذيع أسامة، ولأنه لم يساعده ويخيب ظنه فيه وينجح، فأقترح عليه تغيير مساره، فقد تم تأجيل تشكيل الهيئات الإعلامية الثلاث إلى حين عودة البرلمان من إجازته الصيفية في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بأن يتم ضمه لواحد منها، ولا يشترط في العضوية اللياقة كمذيع بما يمكن مقلد كمحمد صبحي أن يقلده، فالشخصيات الباهتة لا تصلح للتقليد، وإنما قد تصلح لمؤسسات الوجاهة الاجتماعية!
إن العودة التي يتبعها وقف، ثم وقف وعودة، تعد تمثيلاً بجثة متوف، لا سيما إن كان لا يملك من أمر نفسه شيئاً!

غياب الفضائيات العربية عن مظاهرات بنغلادش

البعيد عن العين، بعيد عن الإعلام، وقد أثبتت المظاهرات العارمة التي شهدتها بنغلادش ضد رئيسة الحكومة، أن الوجود الكبير للجالية البنغالية في دول الخليج لا تعني إزالة المسافات، أو إقامة جسور الوعي بقضايا هذه الدولة.
فلما حدثت المظاهرات، والتي بدت كثورة، كانت خبراً في ذيل نشرة الأخبار في التلفزيونات العربية، وإذا كان من الصعب منافسة «الجزيرة» أو مزاحمتها في تغطية الحرب على غزة، فإن الاهتمام بأحداث بنغلادش والتركيز عليها كان يمكن أن يمثل نقطة تميز مهمة، لكن موانع حالت دون ذلك منها عائق اللغة، والعائق الجغرافي، والشعور الكاذب بعدم الانشغال العربي بما يحدث هناك، مع أن الـ«سوشيال ميديا» كأحد قياسات الرأي العام أكدت الاهتمام العربي الكبير بما يذكر بالربيع العربي!
هناك مساحات في العالم دخلت ضمن الاهتمام العربي، ومن بنغلادش، إلى إفريقيا، إلى أمريكا اللاتينية، إلى أفغانستان تستحق الاهتمام، ويمكن أن تحدث التميز، دون محاولة كل قناة أن تكون «الجزيرة».
اصنع جزيرتك بنفسك!
أرض – جو: أعادت القناة الأولى المصرية، عرض المسلسل القديم «حكايات ميزو» الذي عرضته قناة «ماسبيرو زمان» أكثر من مرة. فمن تنافس الأولى المصرية؟!

٭ صحافي من مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب