«الجزيرة» شريك الحرب والنصر… في انتظار الدراما السورية!
سليم عزوز
لك أن تتخيل معركة طوفان الأقصى لو لم تكن لدينا قناة «الجزيرة» ؟!
عقب الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، لم يكن مفاجأة أن نقرأ هذا الشكر الذي وجهه الناس لهذه القناة، التي وقفت على خط النار لتنقل الحدث، وتفضح الجرائم الإسرائيلية مكتملة الأركان، فعوقبت لذلك في تل أبيب، ورام الله، وبلغ الجنون الإسرائيلي مداه، باستهداف مراسلي الجزيرة وطواقمها وعوائلهم في غزة!
وكل هذا لأنهم نقلوا الوقائع كما هي، ولم يستطع الجانب الإسرائيلي أن يزعم – مجرد الزعم – أنهم يذيعون أخباراً كاذبة، أو يدعون على الجيش الباسل بغير الحق، أو يفبركون الصور والفيديوهات التي توثق هذه الجرائم!
الحقيقة وحدها فضحت الكيان، وارتكابه المجازر ضد المدنيين، وضد المستشفيات والأطباء، بعد الادعاء أن بداخلها عناصر من حماس، وأنفاقاً يختبئ فيها القادة، لكن لم تنجح بعد القصف المتواصل، في أن تثبت هذه الادعاء، فقائد المقاومة قاتلهم حتى النفس الأخير، من منزل حوله العدوان الإسرائيلي إلى خرابة وسط خرابات بفعل القصف المجنون!
سقطت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وسقط معه الحديث عن أنه صراع حضاري، تملك فيه إسرائيل قيماً حضارية يفتقدها العرب، فإذا بمجنون يسيء استخدام السلطة، بصفته رئيساً للوزراء، ويقدم الحقيقة بدون رتوش، أو دعاية، كثيراً ما خدعت بعض العرب!
الجيش «الأخلاقي» يفتك بالمدنيين، ويستهدف الأطفال، ويقصف المستشفيات، ليعيش أهل غزة الجوع والتهجير، كل هذا تحت سمع العالم وبصره!
ونقلت «الجزيرة» الصورة الحقيقية، ليرى العالم الحقيقة المجردة، التي وصل تأثيرها إلى المجتمع الغربي نفسه فخرجت المظاهرات في العديد من الجامعات الأوروبية والأمريكية ضد هذه الإجرام!
وباستهداف المراسلين المحترفين، تمت الاستعانة بصحافيين ربما لم يأخذوا حظهم من التدريب، على الإلقاء، ومواجهة الكاميرا، ولا يملكون كاريزما وائل الدحدوح مثلا، لكن اخلاصهم لقضيتهم ولنقل الحقيقة غطى على هذا القصور!
فماذا لو كنا في مرحلة ما قبل الجزيرة، وكانت «العربية» و»الحدث» و»سكاي نيوز عربية»، وغيرها من قنوات غطت الغياب الإعلامي الإسرائيلي عن المنطقة؟! بل وماذا لو ترك المجال لقنوات تبث من عواصم عربية وتعبر عنها، وقد شاهدنا موتوراً يتنقل بين القنوات ليعزف على نغمة أن عائلة إسماعيل هنية في الخارج، وقد ترك قادة حماس شعب غزة لمصيرهم، فإذا بالحقيقة تنقلها «الجزيرة» عن استشهاد عدد من أبنائه وأحفاده هناك، وأن من هم بالداخل من قادة حماس لم يولوا الأدبار، فشاهد العالم كله أين كان يحيى السنوار وكيف كانت نهايته؟! ماذا ترك الموتور للإعلام الإسرائيلي؟!
لولا «الجزيرة»، لكان الحديث إلى الآن عن أخلاق الجيش الإسرائيلي، وعن أن معركته في غزة هي استهداف الإرهابيين فقط.
إن «الجزيرة» شريكة في النصر، كما كانت شريكة في الحرب، ولم تفعل غير أنها التزمت بالمهنية في النقل، والموضوعية في التغطية.
إن معارك التحرير، لا تحتاج سوى الالتزام بقيم مهنة الصحافة.
الدراما السورية.. في انتظار العودة
لم يكن الفنان المصري احسان ترك، هو أول من اشتكى البطالة وصعوبة الحياة إلى درجة بيع كل ما يملك من أجل فقط أن يعيش، فقد سبقه إلى الشكوى كثيرون، وسيتبعه كثيرون أيضاً!
فمنهم من رقت «الشركة المتحدة» لحاله، وألقت له عظمة، على طريقة مولانا ولي النعم؛ حيث، خذ صرة الدنانير هذه ثكلتك أمك، وبعضهم لا يزال ينتظر، وكأن حل المشكلة يكون بأجر الدور الهامشي الذي يشارك فيه، وليس بالعودة إلى خطوط قبل 2011، وقبل قيام السلطة باحتكار الإعلام وإنتاج الدراما بعد الانقلاب العسكري في صيف عام 2013!
كان من الطبيعي التوقف عن الإنتاج الدرامي بعد الثورة مباشرة، لتعود الأمور إلى طبيعتها بعد قليل، لكن بالانقلاب فلا أمل في هذه العودة، وقد صار رأس السلطة مشغولاً بتوظيف الدراما لصالح أفكاره هو، وهي مرحلة لم تعرفها مصر في عهد التأميم الأول، بعد ثورة 1952، التي أعطت الخبز لخبازه، ولم تسيطر سيطرة كاملة فعرف فيلم «شيء من الخوف» طريقه للسينما، وأصبح وقف العرض أزمة فأعاده الرئيس بقرار منه حتى لا يظن الناس أنه «عتريس» المستهدف بهتاف «زواج عتريس من فؤاده باطل»!
طبيعة الأمور المشار اليها، لم تكن في حدود طموحنا، فقبل ثورة يناير/كانون الثاني 2011 بعدة سنوات، لم تكن أحوال الدراما المصرية على ما يرام، لكنها لا تقارن بالمرحلة الحالية، ففرق بين تراجع مستوى الدراما، وبين مرحلة القحط التي نعيشها. وعندما بدأت الدراما المصرية في التقهقر، كانت سوريا تشهد تقدماً ملحوظا، لدرجة أن بعض المسلسلات التلفزيونية كانت حديث الناس في مصر، وقد استولت على اهتمامهم ربما للمرة الأولى، فالمصري لديه بطبيعته حالة استغناء، بفنه، وشيوخه، وقرائه، وكتابه، وصحفه، وقد حدثت اختراقات في مجالات عدة، مثلت استثناء، وكان آخرها الاهتمام بالدراما السورية! وبالربيع العربي، ومع التراجع المصري والسوري معاً، كانت الغلبة للدراما التركية، وإذا كان من الصعب أن تتعافى الدراما المصرية في هذه المرحلة، فأعتقد أنه آن الأوان لعودة الدراما السورية، وإذا كان من الصعب على الإدارة الجديدة تبني الفكرة، لأنها بجانب التوجه فلديها تحديات توفير لقمة الخبز للناس، وتحقيق الأمن، فإن الأمر يحتاج لمبادرات القطاع الخاص.
ننتظر!
«ماسبيرو» ومحله من الإعراب
تساءل أحدهم وهل اختصاص الهيئة الوطنية للإعلام هو الإشراف على إذاعة القرآن الكريم فقط؟! فقد اتخذت الهيئة قراراً أشاد به الناس بوقف الإعلانات في المحطة، ثم اتخذت قراراً أخر بوقف حديث وزير الأوقاف السابق مختار جمعة، الذي تم فرضه قسراً على المشاهدين في مرحلة سابقة.. فاحتفى المستمعون بالقرار.
ويبدو أن أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية وجد أن الإذاعة التي لا تزال لها مكانة إلى الآن، فكان قراره الثالث بقصر الآذان للصلاة بها على كبار القراء، ولست مستمعاً لها لكي أعرف من صغارهم الذين يؤذنون.
وعموماً فلم يجد القرار الثالث الحفاوة التي استقبل بها القراران الأول والثاني، وإن كنت أعتقد أنه سيظل يبحث عن أشياء يتخذها في هذه الإذاعة، وهو أمر لا غبار عليه، لكن هناك من سأل وأين «ماسبيرو» بقنواته، ومحطاته الإذاعية الأخرى، من هذا الاهتمام؟ هنا سنكتشف أن الأزمة أكبر من المسلماني وهيئته، والاهتمام بحال ماسبيرو، يعني وضع اليد في الشق، فالنهوض بالإعلام الرسمي ليس مطروحاً على جدول أعمال السلطة، وتصفيته تبدو للمتابع هي الهدف المنشود!
فالأنظمة السابقة كانت تتعامل مع ماسبيرو، على أنه منبرها ولسانها، لكن السلطة الحالية قررت أن تخرج منه وتنشئ اعلامها الخاص، فتطلق القناة تلو القناة، كما تطلق الحزب تلو الحزب، فلا عاش لها حزب، ولا نهضت لها قناة! لذا نحن في انتظار القرار الرابع الخاص بإذاعة القرآن الكريم. وليكن نقل صلاة التراويح من مسجد مصر في العاصمة الإدارية الجديدة!
فماسبيرو لم يعد له محل من الإعراب!
أرض جو:
ـ لا أعرف تبعية صفحة «الشرق مصر»، هل لقناة «الشرق» التي تبث من تركيا، أم لقناة «الشرق» السعودية، أم لجهة ثالثة، لكن الاسم ذكرني بالقناة الأخيرة التي انطلقت وسط زفة عظيمة بأنها عصا موسى، ثم لا حس بعد ذلك ولا خبر!
ـ بعيداً عن خلاف ورثة الشيخ صالح كامل، الذي أدى لإغلاق قناة «تي آر تي»، فإن ما يذاع من فيديوهات قصيرة ومن مقابلات مع شخصيات تاريخية مهمة، لم نتمكن من مشاهدتها كاملة لأنها قناة مشفرة، يؤكد أن القناة تحتوي على تراث مهم، أتمنى ألا يدفع الخلاف لإهداره!
صحافي من مصر