الصحافه

باغتيال زعيم «حماس» يصبح الكلام عن مواصلة المفاوضات ومصير الأسرى عبث… وتزايد الغضب من طهران

باغتيال زعيم «حماس» يصبح الكلام عن مواصلة المفاوضات ومصير الأسرى عبث… وتزايد الغضب من طهران

القاهرة /حسام عبد البصير

القاهرة ـ  عززت النهاية الأسطورية لسيرة المجاهد الكبير إسماعيل هنية الإحساس بمشاعر الخذلان للقضية وشعبها المناضل، بين أوساط المواطنين، فها هو الشعب الأبي يقدم خيرة زعاماته قربانا في مسيرة النضال، التي لم يشهد العالم مثيلا لها، وتوحدت المطالب بأن تخرج الأنظمة من صمتها وتكف عن خذلان مليوني غزاوي يواجهون كل أشكال القتل والإبادة.
كما تصاعد الغضب تجاه طهران لكونها لم توفر الحماية للشهيد المناضل، وقال الكاتب والباحث السياسي محمد العالم، إن هناك صواريخ جديدة من الممكن أن تكون دولة الاحتلال قد تحصلت عليها من الولايات المتحدة الأمريكية توجه بتقنيات جديدة، استخدمت في اغتيال القائد إسماعيل هنية لكن الاختلاف هو ما إذا كانت قصيرة المدى أم طويلة المدى، فإن كان الصاروخ قصير المدى، فيدل على أن الضرب من داخل إيران، وإذا كان طويل المدى فهناك سيناريوهات أخرى منها غواصة نووية أو قواعد خارج إيران.. وأوضح أن الأجواء الإيرانية اخترقت بشكل كبير، وأن إيران لديها ثغرات كبيرة اتضحت في اغتيال العلماء في الداخل الإيراني بصورة غير مسبوقة، تبعها حادث اغتيال الرئيس الإيراني نفسه. وأكد العالم أن تساؤلات كثيرة برزت حول اغتيال هنية، مشددا على، أن هذه العملية أحرجت مكانة إيران وأظهرت، أن غلافها الجوي مشاع، مما يصعب مساهمتها بأي مشروع في الشرق الأوسط وفكرة تحرير الأراضي الفلسطينية. وقال السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي في وزارة الخارجية والهجرة، إن الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية التقى سيجريد كاخ كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة، على هامش زيارته لدولة قطر. وأكد وزير الخارجية على ضرورة ضمان الدخول السريع للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة دون قيد أو شرط. وأدان عبد العاطي محاولات استهداف العاملين في مجال المساعدات الإنسانية ومواقعهم داخل قطاع غزة.
وفي سياق قطار الغلاء الذي لا يكف عن التوقف ووصل محطته الأخيرة أمس عند قطارات السكك الحديدية، إذ تم رفع قيمة قطار التانجو بزيادة قدرها خمسون جنيها للإسكندرية، كما أعلنت شبكة مترو الأنفاق رفع قيمة التذكرة لخمسة جنيهات. وقال الدكتور علي الغمراوي رئيس الهيئة المصرية للدواء، أن أزمة الدواء ستنتهي بشكل كامل خلال 3 أشهر. واوضح أن أزمة توفير المادة الخام للمصانع في طريقها للحل النهائي، حيث، أن كل شهر نستقبل 1900 رسالة استيرادية للمواد الخام لتصنيع الدواء، ما يعبر عن حلول عاجلة لحل الأزمة. ولفت الغمراوي إلى أن أزمة نقص توافر العملة، نتج عنها خلل في منظومة التصنيع، حيث أن توافر المادة الخام لأي مصنع دواء تحتاج إلى مخزون يصل لستة أشهر.
ومن حوادث الطرق: توفي المنتجون حسام شوقي ومحمود كمال وفتحي إسماعيل إثر حادث أليم في طريق الضبعة. وأعلن الفنان عصام السقا عن الحادث عبر حسابه على فيسبوك، وخيمت الصدمة على أوساط الفنانين.
بمشاركة أمريكية

ما حدث من اغتيال لزعيم حركة “حماس” إسماعيل هنية في طهران، اعتبره عبد المحسن سلامة في “الأهرام” عدوانا أمريكيا إسرائيليا سافرا على سيادة دولة مستقلة، وانتهاكا فاضحا للقانون الدولي، ومحاولة أكيدة لإشعال النيران في المنطقة، والانزلاق إلى حرب إقليمية كبرى يمكن أن تمتد آثارها إلى نطاق أوسع وأشمل على مستوى العالم. مجرم الحرب نتنياهو لم يعد يشبع من سفك الدماء، رغبة منه في النجاة بنفسه على حساب شعبه ودولته، وكذلك على حساب أمن واستقرار كل دول المنطقة، فهو قد فشل فشلا ذريعا في غزة بعد حرب مدمرة أكلت الأخضر واليابس، واستمرت حتى الآن ما يقرب من 10 أشهر كاملة، دون أن يحقق أهدافه المعلنة فيها، رغم لجوئه إلى أسوأ أنواع الحروب في التاريخ الإنساني من حصار، وتجويع، وإبادة جماعية. بمرور الوقت وتنامي الفشل في تحقيق أهدافه يزداد رئيس الوزراء نتنياهو عدوانية، ومن هنا بدأ في توسيع نطاق نزواته وغزواته في اليمن، ولبنان، وإيران في محاولة لخلط الأوراق، وإنقاذ نفسه أمام الإسرائيليين على اعتبار أن إسرائيل ضحية ومستهدفة من كل الدول المجاورة، وأنها وجدت نفسها في حرب مستعرة ومفتوحة مع العديد من الجبهات، وليست جبهة واحدة فقط. ذهب نتنياهو إلى أمريكا وعاد أكثر شراسة بعد أن كان مكسورا في الداخل الإسرائيلي، ومرفوضا شعبيا وسياسيا هناك، إلا أن الإدارة الأمريكية أعطت له قبلة الحياة وعاد أكثر شراسة وعدوانية ليعيث فسادا في المنطقة، فذهب إلى لبنان ليغتال فؤاد شكر أحد قادة حزب الله الكبار، والساعد الأيمن للأمين العام لحزب الله، ثم ذهب إلى إيران ليغتال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية داخل الأراضي الإيرانية في ضربة «موجعة» للسيادة الإيرانية، وانتهاك واضح لكل قواعد الاشتباك المعلنة وغير المعلنة، ما قد يفتح الباب واسعا أمام اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق بين إيران وأذرعها في اليمن ولبنان والعراق من جانب، وإسرائيل من جانب آخر في تصعيد خطير وغير مأمون العواقب على المنطقة كلها. استمرار نتنياهو على رأس السلطة في إسرائيل، بات خطرا داهما على السلم والأمن في المنطقة والعالم، والأخطر من نتنياهو هو الإدارة الأمريكية التي توفر الدعم اللامحدود عسكريا واقتصاديا وسياسيا لنزواته، وحمايته من السقوط السياسي والملاحقات القضائية داخليا وخارجيا.

هنيئا هنية

نيل الشهادة قمة التكريم وقمة التتويج لكل من دافعوا عن أوطانهم ودينهم وكرامتهم وعزتهم، حسب عبد الغني عجاج في “المشهد”: خالد بن الوليد سيف الله المسلول والمجاهد الكبير تمنى وهو على فراش الموت لو كان قد نال الشهادة.. سيدنا الحسين سبط سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، نال الشهادة وهو مرفوع الرأس موفور الكرامة.. العربي المهيدي نال الشهادة وهو يواجه الاستعمار الفرنسى البشع في بلاده الجزائر.. عبدالمنعم رياض نال الشهادة وهو في الخطوط الأولى للجبهة أثناء حرب الاستنزاف التي مهدت لحرب أكتوبر/تشرين الأول المجيدة.. إبراهيم الرفاعي قائد المجموعة 39 قتال نال الشهادة أثناء حرب أكتوبر بعد أن زرع الرعب في قلوب جنود وضباط العدو الإسرائيلي المحتل لسيناء.. وتوج الله صمود بطل كبريت إبراهيم عبد التواب بالاستشهاد، ليكون آخر شهداء حرب أكتوبر، حيث استشهد في يناير/كانون الثاني 1974، والشيخ القعيد أحمد ياسين نال الشهادة وهو متوجه لأداء صلاة الفجر والدكتور عبدالعزيز الرنتيسي نال الشهادة ويحيى عياش نال الشهادة.. ومواكب الشهداء تترى كل يوم في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وكان من بينهم أبناء وأحفاد إسماعيل هنية، وها هو إسماعيل هنية يرتقي إلى رب العالمين ونحسبه من الشهداء، ونسأل الله أن يتقبله مع الأحياء عنده يرزقون. فهنيئا يا هنية تتويج حياتك وكفاحك من أجل وطنك وأهلك بهذا التكريم… وأحسب وأدعو الرحمن الرحيم أن تلقى الترحيب الذي يليق بك ممن سبقوك من الأحياء عند ربهم يرزقون.. وأدعو الله أن يسامح ويغفر للشامتين في موتك واغتيالك على يد الدولة العصابة.. وأدعو الله ألا تمر جريمة اغتيالك دون عقاب للعصابة، ودون موقف صارم ممن يؤيدون تلك العصابة ويباركون كل جرائمها باسم الديمقراطية المزيفة.

آن أن يتحدوا

من قبل ومن بعد الجريمة الإسرائيلية الجديدة، باغتيالها لرئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، يرى محمد بركات في “الأخبار” أن الحقيقة المؤكدة التي يجب على كل أبناء الشعب الفلسطيني إدراكها أن قوتهم في وحدتهم، ووقوفهم جميعا صفا واحدا ويدا واحدة في مواجهة الاحتلال، سعيا للاستقلال والتحرر وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وفي المقدمة من هؤلاء الذين يستوجب عليهم إدراك هذه الحقيقة، والالتزام الكامل بها والعمل الجاد والصادق والأمين على الوفاء بها، قادة المقاومة وكوادرها السياسية وقادة كوادر المنظمات المتعددة، العاملة في الأنشطة العسكرية السياسية الرافعة لراية المقاومة والجهاد، سواء كانت في “فتح”، أو “حماس” أو “الجهاد” أو غيرهم. وفي هذا الإطار أحسب أن الضرورة والواجب يحتمان على كل الفصائل وتلك المنظمات، أن ترتقي إلى مستوى آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني، الذي ضحى ويضحي في كل يوم في مواجهة قوى الاحتلال، وأن يسعوا بجدية كاملة وبكل الأمانة والصدق لإنهاء خلافاتهم وتوديع انشقاقاتهم. وأن يسعوا بكل الإخلاص والجدية للوصول معا إلى وحدة الصف والهدف، والعمل الأمين والجاد لتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وفي التحرر الوطني وإقامة دولته المستقلة على أرضه المحتلة، في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفقا لحدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس العربية. وعلى هؤلاء جميعا مهما تعددت ولاءاتهم وتنوعت انتماءاتهم أو معتقداتهم، الإدراك الواعي بأن ولاءهم جميعا وانتماءهم جميعا، يجب أن يكون لوطنهم وتحقيق أهداف شعبهم، الذي لن يغفر لهم هذه الفرقة وذلك الانقسام والتشرذم الذي هم فيه الآن ومنذ فترة ليست بالوجيزة. تستطيع “فتح” و”حماس” و”الجهاد”، وبقية الفصائل الفلسطينية تجاوز الخلافات المثارة بينهم، حول طبيعة وشكل المرحلة المقبلة في غزة. ويبقى سؤال: ألا يكفي سقوط أكثر من 40 ألف شهيد، وأكثر من 100 ألف مصاب من أبناء الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى هنية وغيره من القادة والمسؤولين، لوضع حد للخلافات وتوحيد الكلمة بين جميع الفصائل وحركات المقاومة؟

بهذه السهولة

كيف يمكن لإسرائيل أن تقتل إسماعيل هنية بهذه السهولة؟ ‎المعنى الوحيد في هذه العملية هو أن إسرائيل اخترقت إيران بصورة خطيرة، سواء عبر الاختراق السيبراني والذكاء الاصطناعي، أو عبر العملاء، بما قد يؤشر، حسب عماد الدين حسين في “الشروق” لملامح أي صراع كبير بين البلدين إذا قدر للأمور أن تنفلت من عقالها، وتتحول إلى صراع إقليمي كبير بدلا من الصراع المنضبط إلى حد ما الدائر حاليا. ‎استشهد هنية بينما كان ينام في غرفته في أحد المباني شمال طهران. نعلم جميعا وتعلم إيران أن إسرائيل أعلنت رسميا منذ عملية طوفان الأقصى، أنها ستلاحق كل قادة “حماس”، في كل مكان، وبالتالي فالمفترض أن تكون تحركات وتنقلات وإقامة هنية في طهران مؤمنة بأقصى درجة ممكنة، وبالتالي وحينما تستطيع إسرائيل أن تصل إليه بمثل هذه السهولة والدقة وتغتاله هو وحارسه الخاص فقط في مبنى كان ينام في أحد أدواره أيضا زعيم حركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، فإن الأمر يدعو للتساؤل والدهشة وإلى الارتياب أحيانا. ما يزيد الحيرة والدهشة أنه قبل اغتيال هنية كانت إسرائيل قد تمكنت من استهداف مبنى في ضاحية بيروت الجنوبية، حيث المقر الرئيسي لحزب الله، وحيث قالت إسرائيل إنها نجحت في استهداف الرجل الثاني في حزب الله فؤاد شكر «أبو محسن» كما نجحت في استهداف عشرات القادة الميدانيين للحزب بعمليات توعية دقيقة.

طهران أم خصومها؟

كذلك الحال كما أوضح عماد الدين حسين نقلا عن بيانات إسرائيلية تمكنت إسرائيل من اغتيال العديد من قادة “حماس” في قطاع غزة، بل زعمت أنها وجهت ضربة قوية لمحمد الضيف ورائد سلامة قبل أسبوعين في غزة. ‎ونتذكر أيضا أن إسرائيل دمرت مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، في أول أبريل/نيسان الماضي، ما أدى إلى مقتل محمد رضا زاهدي قائد الحرس الثوري الإيراني في سوريا، ومعه بعض مساعديه الموجودين في سوريا. وقبلها قتلت بعض كبار العاملين في البرنامج النووي الإيراني. ‎ونتذكر أيضا أن الولايات المتحدة قتلت قائد فيلق القدس قاسم سليماني ومعه رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، بعد خروجهما من مطار بغداد في 3 يناير/كانون الثاني 2020. ‎كل العمليات السابقة تعني شيئا واحدا أن إسرائيل تمكنت من الوصول إلى الرؤوس الكبيرة لأعدائها وخصومها، سواء عبر الاختراق الإلكتروني، وهو يعني أن أجهزة أمنها قوية وهو أمر لا شك فيه، لكن الأهم يعني أنها نجحت للأسف في اختراق الدائرة الضيقة لهؤلاء الخصوم، سواء كانوا في طهران أو دمشق أو بيروت أو غزة. ‎هل نلوم إسرائيل على ذلك؟ نحن نرفض إرهابها وعدوانها منذ زرعها في المنطقة عام 1948، وهي بطبيعة الحال ترى أن ما تفعله في صميم دفاعها عن نفسها ومصالحها. ‎لكن اللوم الأكبر ينبغي أن يوجه إلى قوى المقاومة الذين لم يتمكنوا من وقف الاختراق الإسرائيلي الذي وصل إلى القادة في غرف نومهم. ‎حادث اغتيال هنية في قلب طهران يدق جرس إنذار بهشاشة الأمن الإيراني واللبناني والسوري والحمساوي، ويكشف أن جواسيس إسرائيل في كل مكان.

ليست الأخيرة

لن تكون عملية اغتيال إسماعيل هنية الأولى ولا الأخيرة في سياق الصراع بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، فقد سبقتها عمليات اغتيال عديدة على حد رأي الدكتور مصطفى عبد الرازق في “الوفد”، كان أبرزها اغتيال الشيخ أحمد ياسين وبعدها عبدالعزيز الرنتيسي غير أن الواقع العملي ومتابعة مسار المقاومة بعد هذه العمليات يشير إلى أنها لم تكن بأي حال وسيلة للقضاء على المقاومة، وإنما يزيدها اشتعالا. وإذا كانت العمليات السابقة رغم خطورتها جاءت في ظروف كانت عواقبها محدودة، فإن اغتيال هنية يأتي في ظل ظروف بالغة التوتر، ما ينذر بتصعيد لا يعلم عواقبه الا الله. فقد تم اغتيال هنية في طهران، ما يمثل اعتداء على سيادة إيران ولذلك تحاول تل أبيب التمويه على الأمر، بعدم الاعتراف بالعملية خشية رد فعل إيران، كما يأتي بعد اغتيال القيادي في حزب الله، أو الرجل الثانى بعد حسن نصر وهو فؤاد شكر، ما يزيد من حالة الغضب والرغبة في الانتقام من قبل فصائل المقاومة، بل يزيدها توحدا. من الجوانب الأولية التي يمكن الإشارة إليها في معرض تناول هذه العملية هي الطبيعة الإرهابية للدولة الإسرائيلية تلك التي تحاول أن تلصق بخصومها تهمة الإرهاب، وإلا كيف يمكن تفسير اغتيال شخصية مثل هنية، فما هو الإرهاب إن لم يكن مثل هذا العمل كذلك؟ يبدو أن إسرائيل عازمة على المضى قدما بالمنطقة إلى أقصى حالات الصراع لاستعادة هيبتها وقوة الردع التي تمتعت بها على مدار العقود الماضية، والتى انهارت بفعل عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وعلى وقع العمليات التي جرت بعد ذلك من جانب محور المقاومة مثل تلك التي تمت من قبل الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان، بل وكذلك الضربات الرمزية التي تمت من قبل إيران بطائرات مسيرة على قلب إسرائيل.

يوم أُكل الثور الأبيض

ما يعزز مساعي تل أبيب على التمادي في جرائمها من وجهة نظر الدكتور مصطفى عبد الرازق، حالة السيولة التي تعيشها الولايات المتحدة بفعل المرحلة الانتقالية المتعلقة بالانتخابات الرئاسية، حيث يوجد رئيس مشكوك في أدائه بفعل حالته الصحية، ومرشح أهوج هو ترامب يعلم نتنياهو مدى تأييده لإسرائيل، مقابل كامالا هاريس المرشحة، التى ربما تدخل مجال المزايدة في تأييد تل أبيب حرصا على الفوز في الانتخابات. باختصار يبدو أن إسرائيل حصلت على ضوء أخضر أمريكي لمواصلة تحقيق أهدافها ومواجهة المقاومة على طريقتها الخاصة، وهو ما يعززه خروج وزير الدفاع الأمريكي بعد اغتيال فؤاد شكر مباشرة ليعلن أن الولايات المتحدة ستشارك إسرائيل، أي عمليات ضد الهجوم عليها من حزب الله. بعيدا عن الدلالات الأولية لعملية اغتيال هنية فإن تلك العمليات من ناحية أخرى تشير إلى ما يمكن وصفه بـ«تعملق» إسرائيلي وتعزيز الشعور لديها ولدى الخصوم بأنها القوة التي لا تقهر، وأنها القادرة على الوصول إلى أي مكان والنيل من أي من يمس أمنها، وهو الأمر الذي أشار إليه بشكل واضح وزير الدفاع الإسرائيلي. خطورة هذا الأمر انه يضع دول المنطقة بأكملها تحت رحمة الإرادة الإسرائيلية ورغباتها، وإذا كان الواقع يشير إلى أن الأمور تسير في هذا المنحنى، فإن المستقبل قد يحمل أشكالا أكثر مأساوية من جر إسرائيل للدول العربية في السكة التي تريدها، على نحو يذكرنا بالمثل التقليدي الذي يقول “أكلت يوم أكل الثور الأبيض” وهو الجانب الذي يبدو للأسف أن دولنا العربية لا تدركه ولا تدرك خطورة “تسمين” الخصم الإسرائيلي.اغتيال هنية سيزيد الموقف اشتعالا، ولن يكون هناك حل سوى الاعتراف بالحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، وقتها ربما نأمل في حالة من الهدوء والاستقرار في المنطقة.

متعطش للدماء

ترى شريفة الشوباشي في “الوطن”، أن نتنياهو ما زال متعطشا إلى مزيد من دماء العرب، فقرر توسيع إسالة الدماء في لبنان، رغم نفي حزب الله قيامه بقصف مجدل شمس، ولكن إسرائيل اعتادت إطلاق ما تريد من أكاذيب دون أن يجرؤ أحد على محاسبتها، بدعم كامل من الولايات المتحدة الأمريكية، حتى إن وزير الدفاع الأمريكي تحدث بهذه المناسبة عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، كما سبق ووصفت «واشنطن» ما تقوم به إسرائيل من اقتراف المجازر والتهجير وترويع المواطنين وحرمانهم من مياه الشرب والغذاء والكثير من الممارسات الوحشية في قطاع غزة بأنه دفاع عن النفس.. وبالطبع بدأت الآثار السلبية على الإقليم بمطالبة العديد من الدول لرعاياها بمغادرة لبنان، وكذلك قرر الكثير من الدول وقف رحلاتها الجوية إلى مطار بيروت، وكأن نتنياهو بيده مصير العالم بأسره دون حسيب أو رقيب، وله مطلق الحرية في اتخاذ قرارات تنعكس سلبا على دولة عضو في الأمم المتحدة، وسط صمت مطبق من المؤسسات المنوط بها حماية استقلال الدول ومحاسبة المعتدين على حقوقها. والسؤال الذي لا يجد الكثيرون إجابة له: لماذا يتصرف نتنياهو بهذا القدر من الوقاحة رغم فشله الذريع في غزة؟ حيث لم يحقق أيا من الأهداف التي ادّعى أنه يشن الحرب لتحقيقها، ورغم أنه يواجه شعبا أعزل من المدنيين وليس جيشا كبيرا، وحتى إذا افترضنا أن حركة “حماس” هي العدو الذي يحاربه، فهذا يعد قمة في الفشل من رئيس دولة تهدد كل الوطن العربي بسلوك عدواني معيب، وتعطي لنفسها حرية الاعتداء على أي قطر، بدعوى الدفاع عن حقها، الذي لا يعرف أحد كنهه أو حدوده، فالمستوطنات تتواصل في الضفة الغربية المحتلة، والمجازر تتوسع ضد غزة وبانتظار القيام بمدها إلى لبنان.

ما زال فاشلا

رغم اغتيال هنية ما زال نتنياهو يفشل حتى الآن في كل شيء فلم يقض على حركة “حماس”، ولم يسترجع الرهائن، لكنه نجح في شيء واحد حتى الآن وهو إطالة أمد الصراع. وحسب بلال الدوي في “الوطن”، اغتيال هنية في طهران، سيُشعل المنطقة، كان هنية في حماية الحرس الثوري الإيراني، وتم استهدافه ومعه مُساعده بغارة إسرائيلية على مقر إقامتهما واستشهدا على الفور.. حركة حماس أصدرت بيانا رسميا، لكننا سنتوقف أمام تصريح القيادي الحمساوي موسى أبومرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، الذي قال: اغتيال هنية عمل جبان ولن يمُر سُدى. الحرس الثوري الإيراني أصدر بيانا رسميا أكد خلاله أن طهران ستفتح تحقيقا حول الواقعة، وسيتم إعلان النتائج قريبا، المسؤول في حركة “حماس” سامي أبوزهري أكد قائلا: إن اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في إيران تصعيد إسرائيلي كبير وخطير ويهدفون من ورائه إلى كسر إرادة «حركة حماس» والشعب الفلسطيني وتحقيق أهداف وهمية وهذا التصعيد سيفشل في تحقيق أهدافه و«حركة حماس» فِكرَة ومؤسسة وليست أشخاصا ونحن سنمضي على هذا الدرب مهما بلغت التضحيات، وواثقون من النصر. فى أبريل/نيسان الماضي اغتالت إسرائيل 3 من أبناء إسماعيل هنية و4 من أحفاده وقتها علق هنية قائلا: «هذه الدماء لن تزيدنا إلا ثباتا»، ليلحق هنية بأبنائه وأحفاده بعد أقل من أربعة أشهر. يعد اغتيال هنية بمثابة اغتيال للدبلوماسية التي تتبناها حركة حماس للتفاوض من أجل تحقيق هدنة دائمة تقضي بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن وإدخال المساعدات، فهو الذي يقود المكتب السياسي لسنوات ماضية كان خلالها هو المُتحكِّم الفعلي بكل القرارات داخل حركة “حماس” والمُتواصل مع كل الوسطاء والأشقاء العرب. كان هنية قد وَعد جنود الجيش الإسرائيلي بأنهم سيجدون أنفسهم «وقد غرقوا في رمال غزة» بعد كثرة اعتداءاتهم على الأطفال والمدارس والمستشفيات والمساجد والجامعات والمقرات الحكومية في قطاع غزة، وبعد المجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في (جباليا والنصيرات ومُخيم الشاطئ وتل السلطان ومنطقة المواصي ورفح وخان يونس)، وبعد استشهاد الآلاف من الأطفال والسيدات وكبار السن. هنية، أحد تلاميذ الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس، وأهم مُساعديه، كان وثيق الصلة بعدد من الأطراف العربية والدولية، وصاحب الكلمة العليا بها وصاحب القرار السياسي، لذلك كان دائم التحرك لعدد من الدول العربية وتركيا وإيران، إضافة إلى إقامته الدائمة في قطر. والسؤال الذي يهم الكثيرين: ما مصير اتفاق الهدنة بعد اغتياله؟ بالتأكيد ستتوقف المفاوضات حتى إشعار آخر وحتى يلتئم الجرح الذي سبَّبته جريمة الاغتيال، ومن المتوقع استمرار التصعيد لوقت إضافي آخر سيكسبه نتنياهو، حتى يكون هناك مُتسع له لتحقيق أي نجاح يُكتب له أمام الرأي الإسرائيلي الرافض له، نتنياهو يريد إطالة أمد الصراع وتوسيعه لكسب مزيد من الوقت وإطالة مدة وجوده في منصبه رئيسا للوزراء انتظارا لما ستُسفر عنه الانتخابات الأمريكية المقبلة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، التي يراهن فيها على نجاح الجمهوريين المُؤيدين له بشدة وعودة دونالد ترامب للبيت الأبيض. بالتأكيد، الأوضاع في المنطقة تنبئ بمزيد من الصراعات بعد اغتيال هنية في قلب طهران، ما سيجعل هناك مواجهات مباشرة وغير مباشرة بين ما سموه بـ«محور المقاومة» وإسرائيل وستتسع رقعة الصراع وستزداد حدتها وستستمر لأجل غير مسمى.

النتائج مؤلمة

اغتيال إسماعيل هنية، يعنى بالنسبة لأمينة خيري في “المصري اليوم” أن المرحلة المقبلة ستكون أكثر تعقيدا وصعوبة وقسوة. وكأن المشهد الراهن ينقصه المزيد من القتل وإراقة الدماء والتشريد والدمار وتغيير السمات الديموغرافية لقطاع غزة. الأهالي في فوهة مدفع الحياة الصعبة في غزة من قبل الحرب، وهم أول المتضررين كلما نشبت مواجهة بين إسرائيل و”حماس، أو كلما شب خلاف بين فتح و”حماس” أو أي من الفصائل الفلسطينية، وهم الأكثر تجرعا لمرارة الحياة على هامش كل شيء: العمل والتعليم والسكن وفرص المستقبل، وتتفاقم المرارة حين يصبح المستقبل في خبر كان. وكانت عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي قد تم الاحتفاء بها باعتبارها عملا مقاوما عظيما، وفعلا مجاهدا رفيعا، لكن بقي السؤال: قمت بعمل مقاومة عظيمة لاحتلال غشيم، انتصرت اليوم، واحتفلت غدا، واحتفت بك الملايين بعد غدٍ، لكن ماذا عن حسابات الأرواح بدءا من اليوم التالي للعملية، وحسابات من يدعم من، وحسابات من سيواجه من في التصفيات، ومن يحارب بماذا؟ هل تحارب بأسلحة وعتاد وأدوات رقمية وسيبرانية فتاكة، أم تحارب بمدنيين ونساء وأطفال ورضع، وفي مرحلة تالية، بمن بقي منهم سواء لعدم قدرته على النزوح ولعدم رغبته؟ وماذا عن حسابات اغتيالات الرموز والقادة؟ أعلم تماما أن موت قائد أو جندي أو مقاوم لا يعني أبدا موت الفكرة، وأن الأرض المحتلة والشعب المقاوم قادر على إنجاب بدل القائد مليون.. أتساءل عن الحسابات. سيندلف البعض صائحا وزاعقا بألا حسابات أمام المحتل الغاشم، ولا منطق أمام الظلم والاغتصاب الذي أتم 76 عاما من القهر واغتصاب الأرض، والموارد والمال والحق. وسيسارع البعض الآخر معارضا، حيث من يتكبد اللجوء لمبدأ «الغاية تبرر الوسيلة» هم المدنيون العُزل في كل الأحوال، وأن عدم وضعهم في الحسبان في كل مرة تشوبه شوائب عدة، بدءا بالاستهانة بحياتهم وإنسانيتهم، مرورا بموقفهم في استخدامهم كرقعة شطرنج في حرب التحرير، وتحويلهم إلى «بيادق» بين الوقت والآخر، وانتهاء بقدرتهم على التحمل حيث السعة الاستيعابية تظل بشرية. في كل الأحوال، طرح مثل هذه الأسئلة ليس تقليلا من المقاومة، أو إصدار أحكام على من هم أياديهم في النار من قبل أيادٍ مغموسة في المياه..
«اللي في بالي»

سأل كارم يحيى في “المشهد” مشاركين في جلسة الحوار الوطني الأخيرة حول الحبس الاحتياطي ومتابعين لها: هل على جدول أعمالها أو الحوار بالأساس الاختفاء القسري؟ ولم يتلق إجابة تليق بخطورة استمراره، وحتى تجاه الصحافيين. وكما جرى مؤخرا مع الزملاء ياسر أبو العلا وخالد ممدوح وأشرف عمر، مع تفاوت فترات وعدد أيام الإخفاء. مع انطلاق الحوار الوطني في مايو/أيار 2023، صدرت دعوات ومطالبات بإدراجه بين قضاياه. لكن حتى اليوم، وسواء كنت مع الحوار أو لا ترى جدوى منه، ستلاحظ أن أحدا لا يهتم، أو يجيب على السؤال. في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، نشرت في “الأهرام” مقالا بعنوان “النائب العام والاختفاء القسري” استنادا إلى بلاغات فردية عديدة وبلاغ جماعي تقدمت به 10 أسر أصابها في أبنائها، ولا مجيب. وأشار المقال إلى أن الحكومات المصرية المتعاقبة امتنعت عن التوقيع على اتفاقية الأمم المتحدة لحماية جميع الأفراد من الاختفاء القسري، التي دخلت حيز التنفيذ 2010، وتقول إنه “جريمة ضد الإنسانية” و”لا تسقط بالتقادم”. وجاء في المقال نصا: “ليس من مصلحة عاقل أو وطني في مصر ألا نفتح هذا الملف، ونحققه ونعالجه بأنفسنا، وأن نسرع بالانضمام إلى هذه الاتفاقية الدولية، ولأن إنكار الظاهرة لم يعد ممكنا أو مقبولا”. أحد الظرفاء ممن سألت، أجابني بصوت خفيض ضاحكا: “لو أضافوه إلى جدول الأعمال لجاء تحت بند: اللي بالي بالك”.

متفائل بحذر

لا يزال الدكتور هاني سري الدين في “الوفد” يراهن على أن الحوار الوطني جسر للتواصل الدائم وغير التقليدي بين السلطة التنفيذية والجمهور، بما يطرح قضايا مصيرية وعاجلة، قد لا يطرحها مجلس النواب، مقدما التوصيات والمقترحات المتوافقة مع الدستور، للوصول إلى حلول سريعة وعملية لأزمات متنوعة. ولا شك أن طرح ومناقشة قضية الحبس الاحتياطي خلال جلسات الحوار الوطني خلال الأيام الأخيرة أثار شعورا واسعا بالتفاؤل الحذر تجاه المستقبل، لدى النخبة المسيسة وغير المسيسة على السواء. وما زلنا ننظر إلى قضية الحبس الاحتياطي، باعتبارها توجها استثنائيا وليس طبيعيا، لأن الحبس الاحتياطي يمثل تطبيقا مبكرا لعقوبة، رغم أن المبدأ الحقوقي المتعارف عليه هو أن كل متهم بريء حتى تثبت إدانته. فما بالكم بشاب يفقد أجمل سنين عمره دون محاكمة. من هنا كان كثيرون يعتبرون أن الحبس الاحتياطي، ظلم احتياطي، وتحوط يتجاوز محله لأنه يمثل عدوانا على حق إنسان لم تثبت بعد إدانته. وحتى إذا كانت هناك بعض الدول تُقر فكرة الحبس الاحتياطي كوسيلة من وسائل حماية المجتمع خشية من هروب المتهمين، فإن فترات الحبس لا تطول كثيرا، كما أن الإجراء نفسه مقيد بقيود تمنع تغول السلطة التنفيذية وإساءة استغلاله من خلال درجات قضائية ونظم مراجعة ومحاسبة واضحة. وفي مصر نظمت المادة رقم 54 من الدستور المصري مسألة الحبس الاحتياطي، من حيث مبرراته وجهة إصدار القرار به، غير أن هذه المادة تركت للتشريع الأمور التفصيلية الأخرى من حيث مدة الحبس، وظروفه، ومبرراته، وآليات تنفيذه.

اتهامات تلو أخرى

لا شك أن التطبيق العملى للحبس الاحتياطي وفق ما يرى الدكتور هاني سري الدين على مدى السنوات الماضية، كشف في بعض الأحيان عن كثير من التجاوزات التي كانت محل نقد واسع من المجتمع الحقوقي داخل وخارج مصر. ولا شك أن استمرار العمل بالمنظومة ذاتها لم يعد مقبولا في ظل صدور استراتيجية وطنية لحقوق الإنسان، وتأكيد القيادة السياسية حرص الدولة الشديد على ضمان حقوق مواطنيها. لقد تنوعت المقترحات المطروحة خلال جلسات الحوار الوطني بشأن التعامل مع هذه القضية بأسلوب مختلف. فمن بينها مثلا أن خفض مدد الحبس الاحتياطي بشكل عام بحيث لا تتجاوز ستة شهور على أقصى مدى. كذلك من المقترح إقرار حق المراجعة القضائية لكل شخص محتجز وإعادة نظر القضاة في مبررات استمرار حبسه احتياطيا. وهناك مقترحات أخرى بألا يكون هناك حبس احتياطي في الجرائم التي لا تزيد العقوبة فيها على سنتين. فضلا عن ذلك، فإن هناك بدائل يمكن اللجوء إليها وفقا لقوانين قائمة، مثلما هو الحال في المادة 201 إجراءات من القانون ر قم 145 لسنة 2006 الخاص بتعديل بعض أحكام قانون الإجراءات الجنائية، التي تمنح السلطة المختصة الحق في إصدار تدابير بديلة للحبس الاحتياطي بناء على حكم قاضٍ مستقل. ويعني ذلك إمكانية إلزام المتهم بعدم مبارحة مسكنه مع الرقابة عليه بالوسائل الإلكترونية وحظر ارتياده لأماكن محددة، والأهم وقف ممارسات غير محمودة في رأيي، مثل الإفراج تارة، وتوجيه اتهامات جديدة تارة أخرى للتحايل على تجاوز مدة الحبس الاحتياطي الأصلية. ولا شك أن تجاوب مختلف الجهات في الدولة مع مقترحات تصحيح مسار الحبس الاحتياطي في مصر، يؤكد بجلاء أن العدالة مكون رئيسي في منظومة القيم الحاكمة للجمهورية الجديدة التي نتطلع جميعا لها بآمال لا حدود لها، سعيا لمواطن جديد حر ويتمتع بحقوقه بكرامة ورضا.

«القدس العربي»:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب