مقالات
العروبة الحديثة ..تحليل في المضامين-3- مفهوم العروبة لغة. بقلم د-عزالدين حسن الدياب
بقلم د-عزالدين حسن الدياب

العروبة الحديثة ..تحليل في المضامين-3-مفهوم العروبة لغة.
بقلم د-عزالدين حسن الدياب
تعددت الجهود التي عملت على تقديم تعريف لمفهوم العروبة،وتنوعت الخلفيات المنهجية التي قادت هذه المحاولات ووجهتها،من تيار قومي وماركسي وديني..إلخ وهذه المحاولات على اختلاف أنسابها الفكرية والأيديولوجية حمالة لدوافعها المتمثلة في موقفها من القومية العربية،وخاصة التيار الفكري الذي لايرى من القومية العربية إلّا ملمحها الأيديولوجي،
ويهمنا من هذه المحاولات،من بدأ من منطلقات عربية،يرى في العروبة هوية للشعب العربي،ويرى أيضاً الولاء والانتماء للأمة العربية،بكل مالها من معالم وخصائص حضارية وتاريخية واقتصادية..إلخ.غير أنّ هناك وجهات نظر ،ترى في العروبة رابطة دم،والأصول والحوار بين أبناء الأمةً العربية يتفاهمون ،وبتراثها يعتزون ،ولوحدة أبنائها يعملون-2-عامر رشيد مبيض-موسوعة الثقافة السياسية الاجتماعية الاقتصادية العسكرية مصطلحات ومفاهيم -دار المعارف للنشر والطباعة والتوزيع-دمشق-2000-ص515″
وإذا عدنا إلى جذور مفهوم العروبة في القواميس والمعاجم،فإنّنا نجد أنّ لسان العرب للعلامة ابن منظور يقول فيه جملة مايقول،بشأن أصول وجذور مفهوم العروبة:عَرّبهُ:علّلوه العربية[…] عَروب لسانهُ بالضم،عروبةُ أي صار عربياً،وتعرّبًَ واستغرب-3-العلام ابن منظور-لسان العرب-ج9-1996-ص485″
أما معجم الوسيط فيقول:إنّ العروبة إسم يراد به خصائص الحنس العربي ومزاياه،والعروبية: العروبة وعرب:بين العروبة والعروبية،وهما من المصادر التي لا أفعال لها،وحكى الأزهري:رجلٌ عرَبي إذا كان نسبه في العرب ثابتاً،وإن لم يكن فصيحاً،وجمعه العَرَبْ- المعجم الوسيط:إبراهيم مصطفى،أحمد حسن الزياّت،حامد عبد القادر،محمد علي التّجار-ج1-1972-ص591.
أما المتحد فقد وردفيه:عرب،عروبةٌ وعروب،وعَرّبة،وعرباً،وعروبيا تكلّمَ بالعربية-5-المنجد-الطبعة الكاثوليكية-بيروت-1956-ص495.”
والعروبة بالثقافة،والثقافة الشفاهية الشعبية على وجه التحديد،رابطة لغوية وقربى،ومشتركات في العادات،والتقاليد،والأعراف،والنّظرة للحياة والوجود،،وتشابه وتنوع في النظم الاجتماعية،وما يتأتى من تداخلها وتراكمها،من أنساق اقتصادية،واجتماعية،وثقافية،وسياسية.وقربى-قرائية..إذاً؛العروبة رابطة تاريخية،وحضارية،وهموم،وهي بالتالي للأمة العربية بمثابة إلاسم،والروح،والعنوان،والقضية التي تشكّل شبكة من العلاقات الاجتماعية،التي تربط بين أبناء الأمة العربيةً،وتشعرهم بشخصيتهم،ودورهم الحضاري،ورسالتهم الإنسانية،والعروبة أيضاً لباس للأمة تتزين به،وتظهر به للوجود.
ومادامت العروبة على هذا النحو لا غير،فإنّ العروبة في عرف ويقين العرب،ومن يحسبون أنفسهم على الأمة العربية لم تكن في يوم من ألأيام محيرة لطائفة من الطوائف،أو ملّ من الملل.
أمّا إذا نظرت إليه من خلال علاقتها بالإسلام ولادة ونشأة،وتأسيساً،وجيلا جديداً،وثقافة وجهاداً وفتحاً وتحريراً،ورسالة،وما بينهما من تأثير قائم على الاعتماد الوظيفي المتبادل،فإنّك واجدها،ولاشك بذلك”جسم روحه الإسلام “
د-عزالدين حسن الدياب-1-8-2024